Get Mystery Box with random crypto!

ونحنُ نعيشُ في أيّامِ أوَّلِ موسِمِ المعرفةِ والقُرْب مِن إمام | الثقافة الزهرائية

ونحنُ نعيشُ في أيّامِ أوَّلِ موسِمِ المعرفةِ والقُرْب مِن إمامِ زمانِنا؛ شهرِ رجب الأصب.. الذي يُستَحبُّ فيهِ الصيامُ استحباباً مؤكّداً..
هنا ومضة صحيّة لأشياعِ أهلِ البيتِ مُستلّةً مِن أحاديثِ العترةِ الطاهرة.. تُبيّنُ لنا الحكمةِ مِن استحبابِ الصيامِ في هذهِ الأزمنةِ المخصوصةِ المُرتبطةِ بأهلِ البيت.. وخُطورةِ الشَبَعِ والامتلاءِ مِن الطعام
:
في ثقافةِ العترةِ هناك تحذيرٌ واضحٌ مِن الشَبَعِ والامتلاءِ مِن الطعام..
فالشَبَعُ في أحاديثِ العترةِ يُطفىءُ نُورَ المَعرفةِ ويُصِمُّ عن سماعِ الموعظة..!

فقد جاءَ في آدابِ أهلِ البيت "صلواتُ اللهِ عليهم" وفي وصاياهم:
أنَّ الأكلَ يكونُ مانِعاً مِن التوجُّهِ العِلمي.. فإذا أرادَ شخصٌ وسيلةً تُعينُهُ وتُساعِدُهُ في طَلَبِ العِلْم وفَهْمِ العِلْم الذي يَتلقّاه.. فعليهِ أن يُقلِّلَ مِن الطعامِ، لا أنا أن يُقْبِلَ على الطعام..

❂ يقولُ نبيُّنا الأعظمُ "صلّى اللهُ عليه وآله":
(إيّاكم وفُضول المَطعم - أي الطعام الزائد عن حاجة الجسم - فإنّهُ يَسِمُّ القَلْبَ بالفَضْلة، ويُبْطِئُ بالجوارح عن الطاعة، ويُصِمُّ الهِممَ عن سماعِ الموعظة)
[بحار الأنوار-ج 72]

❂ ويقولُ سيّدُ الأوصياء "صلواتُ اللهِ عليه" :
(إذا أراد اللهُ سُبحانَهُ صلاحَ عبدهِ ألهَمَهُ: قِلّةَ الكلامِ وقِلّةَ الطعامِ وقِلّةَ المنام)
[مستدرك الوسائل-ج3]

❂ وجاءَ في وصايا لُقمان لابنه:
(يا بُني، إذا امتلأت المَعِدةُ نامت الفِكْرة، وخرستْ الحِكمة، وقعدتْ الأعضاءُ عن العبادة)
[معاني الأخبار]

❂ أيضاً جاء في [جامع الأخبار] هذهِ الرواية التي تُبيّنُ دورَ إبليس في إثارةِ الشهواتِ والرغباتِ لدى الإنسان حتّى يضعُفَ عن العبادة!
(جاء في الرواية: أنّ إبليسَ ظَهَرَ ليحيى بن زكريا فرأى عليهِ معاليق مِن كلِّ شيء -يعني أشياء مُعلّقة- فقال يحيى لإبليس: ما هذه؟ قال إبليس:
هذه الشهوات التي أُصيبُ بها بني آدم، فقال يحيى: هل لي فيهنَّ شيء؟
قال لهُ إبليس: ربّما شبِعْتَ فثقَّلناكَ عن الصلاةِ والذِكْر،
قال يحيى: للهِ عليَّ أن لا أملأ بطني مِن طعامٍ أبداً، فقال إبليس: وللهِ عليَّ أن لا أنصحَ مُسلماً أبداً)


❂ ويقول سيّدُ الأنبياء "صلّى الله عليه وآله"
(نُورُ الحِكمةِ الجُوع، والتباعدُ مِن اللهِ الشَبَع... لا تشبَعُوا فيُطفَأُ نُورُ المعرفةِ مِن قُلوبكم)
[مُستدرك الوسائل-ج3]

وهذا المُصطلح (الحِكمة) في ثقافةِ أهلِ البيت يعني معرفةَ الإمامِ المعصوم، كما ورَدَ عن صادقِ العترةِ في تفسير القُمّي في معنى قولهِ تعالى: {ولقد آتينا لُقمانَ الحِكمة} قال: أُوتيَ معرفةَ إمامَ زمانه)

وشهرُ رجب هو  أوّلُ أشهرِ المعرفةِ لأهلِ البيتِ "صلواتُ الله عليهم"
مِن هُنا كانت إحدى جهات الحِكمة مِن استحبابِ صِيام الشيعةِ في هذا الشهر وفي شهرِ شعبان وفي مُناسباتِ أفراحِ أهلِ البيتِ "صلواتُ اللهِ عليهم" كأيّامِ مواليدِهم، أو عيدِ الغدير مَثَلاً أو في الأزمنةِ المخصوصةِ الأخرى..

جاء هذا الاستحبابُ للصيام لأجلِ أن يستعينَ الشيعةُ بالصِيامِ على تصفيةِ الذهن ورفع مُستوى التركيز والفَهم.. ليكونَ الذهنُ مُهيّأً لِتلقّي الحِكمةِ وتحصيلِ معرفةِ أهلِ البيتِ عموماً، ومعرفةِ الإمامِ المعصومِ المخصوصِ بتلكَ المُناسبةِ المُعظّمةِ على وجهِ الخصوص..

ولِذا.. ونحنُ نعيشُ في هذهِ الأيّامِ المخصوصةِ مِن أيّامِ دهرنا.. في أوّلِ أيّامِ موسمِ المعرفة والنُور والقُرْب مِن إمامِ زماننا.. والتي يُستحَبُّ فيها الصيامُ فيها استحباباً مؤكّداً تعظيماً لِشأنها..
فلنجعل صيامَنا فيها عَوَناً لنا على تلقّي الحِكمةِ والتفقُّهِ في معارفِ أهلِ البيتِ "صلواتُ اللهِ عليهم".. لتتحقّق -على الأقل- هذه الجهة مِن جهات الحكمةِ مِن الصوم في هذهِ الأزمنةِ المخصوصة..

ولنكن على حذر مِن كيدِ إبليس وأساليبهِ الخفيّةِ والخبيثةِ في دَفْعِ الناسِ إلى الشَبَعِ بعد الصيام.. سعياً مِنهُ في إطفاءِ نُورِ المعرفةِ مِن قُلوبنا بإضعافِ التركيزِ عندنا والذي ينشأُ مِن الشَبَع والامتلاء..
فإنَّ امتلاءَ المعدةِ بالطعام يُسبّبُ نُوعاً مِن (الغباء) ودرجةً مِن درجاتِ الغباء.. فلنكن على حذر!

فإبليسُ "لعنهُ اللهُ " عندهُ برامج يُنفِّذُها على مُستوى الأُمّة.. وبرامجُ أُخرى يُنفِّذُها على المُستوى الشخّصي لكلِّ شخص.. مِنها أن يجعلَ تركيزَ الناسِ مُنصبّاً على طعامِ بطونِهِم فقط.. ويدفعُهُم نحو الشَبَعِ والامتلاء.. كما بيّنت الروايةُ أعلاه..
فيكون ذلك فخّاً شيطانياً ومانعاً لِحرمانهم مِن طعامِ عُقولهم (وهو المعرفةُ لإمامِ زمانِهم)

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
t.me/zahraa_culture