Get Mystery Box with random crypto!

وقفة عند معنى قولِ إمامِ زمانِنا: (وأمّا وجهُ الانتفاعِ بي في | الثقافة الزهرائية

وقفة عند معنى قولِ إمامِ زمانِنا:
(وأمّا وجهُ الانتفاعِ بي في غيبتِي فكالانتفاعِ بالشمسِ إذا غيّبتْها عن الأبصارِ السحاب)
:
الإمامُ هنا يتحدّثُ عن وصالِهِ مع شيعتِهِ في زمان الغَيبة
وذِكْرُ الإمامِ للسحابِ يُشيرُ إلى ذلك،
لأنّ السحابَ ليس ثابتاً في السماء، وأنّما يُمكن أن يزول
وسيأتي توضيح هذه النقطة

فالإمامُ شبّهَ الانتفاعَ مِنه في غيبتِهِ بالانتفاع مِن الشمس إذا غيّبتها السحاب

فكما أنّ الشمسَ إذا غيّبتها الغيومُ فإنّ منافعَها تصِلُ إلى الأرض
فكذلك لُطفُ إمامِ زمانِنا وفيضُهُ واصلٌ إلينا وإنْ حُجِبَ الإمامُ عن أبصارنا

فالشمسُ حتّى لو غطّتها الغيوم.. فضوءُها واصلٌ للأرض
فلن يكونَ النهارُ ليلاً ولن يكونَ الّليلُ نهاراً.. فنُورُ الشمس واصلٌ لكلّ الأرض حتّى لو غطّاها السحاب

وحتّى لو كانت الغيومُ داكنةً فلن يتحوّلَ النهارُ إلى الّليل
ربّما يغيبُ النورُ الواضحُ المُشرِقُ جدّاً مِن الأرض.. ولكن يبقى النهارُ نهاراً،
لأنّ الغيومَ حينما تحجِبُ الشمسَ فهي تحجِبُها عن الرؤية البصريّة فقط.. أمّا أشعّةُ الشمس فلا تستطيعُ أن تحجِبها
فأشعّةُ الشمسِ تخترقُ الغلافَ الغازي المُحيط بالأرض وتصلُ إلى كلّ جزءٍ مِن الأرض
(تَصِلُ إلى أعماق البحار، وإلى أعماق الأرض، وإلى كلّ مكان)

وتنتفعُ مِن أشعّةِ الشمسِ الأرضُ والمياهُ والزرعُ والحيوانات، والإنسانُ أيضاً ينتفعُ مِن الشمس على المُستوى الجسدي والمُستوى النفسي أيضاً
فإنّ للشمسِ آثاراً معنويّةً ونفسيّةً على الإنسان وآثاراً ماديّةً أيضاً
وهذه القضيّةُ تظهرُ آثارُها أيضاً على الحيواناتِ والنباتات وعلى كلّ شيءٍ على وجه الأرض
ولذلك قال الإمام بعد عبارة (كالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب) قال بعدها:
(وإنّي لأمانٌ لأهل الأرض كما أنّ النجومَ أمانٌ لأهل السماء) كي يُبيّن جهة الانتفاع

فالإمامُ أمانٌ في جميع الاّتجاهات (أمانٌ لوجود الأرض، وأمانٌ لبقائها، وأمانٌ لنزول الفيضِ إليها، ومن جملة هذا الفيض منافعُ الشمس)
فالإمامُ أنفعُ لهذه الأرض مِن الشمس ومِن كلّ شيء
لأنّ الشمسَ أساساً خُلِقت مِن نور الإمام المعصوم.. فهي تُشرقُ مِن نورِ الإمام
ولكنّ الإمامَ يسوقُ الأمثلةَ لتوضيح المطالب للمُتلّقي
وإلّا فإنّ الأمثلةَ تُقرّبُ مِن وجهٍ وتُبعّدُ مِن وجوه
فهذا المِثال أيضاً (مثالُ تشبيهِ أمان الإمام بأمان النجوم) مثالٌ فيه جهةُ مُشابهةٍ فقط، لا أنّه ينطبِقُ تمامَ الانطباق
فالإمامُ أمانٌ لأهل الأرض ولأهل السماء، وأمانٌ للنجوم وما بعد النجوم
ولكن الأمثلة تُقرّب مِن جهة وتُبعّد من وجوه

فضوءُ الشمسِ واصلٌ إلى كلّ مكانٍ على الأرض
أمّا الغيومُ فهي حالةٌ طارئة، لأنّها ليست ثابتةً وإنّما يُمكن أن تنقشِع

فالإمامُ ذكَرَ السحابَ هنا للإشارة إلى أنّ حَجْبَ الأبصارِ عن رؤيةِ الإمام هي حالةٌ طارئة
فالسحابُ ليس ثابتاً، بل يُمكنُ أن ينقشعَ ويزول.. وهذا يعني أنّ الشمسَ في بعض حالاتِها يمكنُ أن تُشرقَ حين ينقشِعُ السحاب
والحديثُ هنا ليس عن الظهور، وإنّما عن وصالِ الإمامِ مع شيعتِهِ في زمانِ الغيبة

فإمامُ زمانِنا له وصالٌ مع شيعتِهِ (مرةً بالنحو الجلي، ومرةً بالنحو الخفي) تماماً كالشمس
فالشمسُ إذا غيّبَها السحاب.. فذلك تواصلُ الشمسِ مع الأرض بالنحو الخفي

أمّا إذا زالت الغيوم.. فإنّ الشمسَ تتواصلُ مع الأرضِ بالنحوِ الجلي

كذلك هو إمامُ زمانِنا.. فإنّ له وصالاً مع أشياعِهِ تارةً بالمُستوى الجلي وأُخرى بالمستوى الخفي

التواصلُ مع الإمام على المُستوى الخفي يتجلّى بوصولِ التسديدِ والّلطفِ الخفيِّ مِن الإمامِ لأشياعِهِ المُخلصين

وأمّا التواصلُ الجليُّ مع الإمام.. فيكونُ مع قِلّةٍ قليلةٍ جدّاً وهم خواصُّ أصحاب الإمام في زمانِ غيبتِهِ
هؤلاء ليس فقط يتواصلون مع الإمام، وإنّما يعلمون بمكانِهِ، كما يُبيّن لنا إمامُنا الصادق، إذ يقول:
(للقائمِ غيبتان: إحدُاهما قصيرةٌ والأُخرى طويلة، الغَيبةُ الأولى لا يعلمُ بمكانِهِ فيها إلّا خاصّةُ شيعتِه، والأُخرى لا يعلمُ بمكانِهِ فيها إلا خاصّةُ مواليهِ في دينه)

الإمام هنا يتحدّثُ عن وصالٍ جلّيٍّ بين الإمامِ وبين بعضِ شيعتِهِ.. وهؤلاء لا يعلمُ بهم أحد، وإنّما يموتون وتموت معهم أسرارُهم
أمّا الذي يدّعي أو يُلمِّحُ بأنّ له تواصلاً خاصّاً مع إمامِهِ فهو كذّاب

ووصالُ الإمام مع شيعتهِ يختلف من زمانٍ إلى زمان، ومن مكانٍ إلى مكان.. باختلاف المُلابساتِ والظروفِ الموضوعيّةِ وباختلافِ حاجةِ الشيعة لذلك
وكذلك باختلاف الأشخاص

فهناك ملابساتٌ تتعلّقُ بالزمان، وأخرى تتعلّقُ بالمكان، وأخرة تتعلّق بالأشخاص، وملابساتٌ أخرى تتعلّقُ بالأحداثِ والظروفِ الموضوعيّةِ العالميّة أو التي تكونُ خاصّةً في منطقة الظهور،
وهناك ملابساتٌ تتعلّقُ بالتوجّهِ الشيعيِّ للإمامِ الحُجّة
هل يتوجّه الشيعةُ بنحوٍ خاصٍّ لإمامِ زمانهم؟! أو أنهم أغفلوا ذكره ونسوه!

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلكرام
t.me/zahraa_culture