Get Mystery Box with random crypto!

وقفة عند معنى حديثِ إمامِنا الجواد: (المُؤمنُ يحتاجُ إلى ثلاثِ | الثقافة الزهرائية

وقفة عند معنى حديثِ إمامِنا الجواد:
(المُؤمنُ يحتاجُ إلى ثلاثِ خِصال:
توفيقٍ مِن الله، وواعظٍ مِن نفسهِ، وقبولٍ مِمّن ينصحُهُ)

:
هذهِ الكلمةُ المُوجزةُ لإمامِنا الجواد بيّنَ فيها الإمامُ أركاناً مُهمةً في حياةِ أولياءِ أهلِ البيتِ في الجنبةِ الدينيّةِ والجنبةِ الدنيويّة
سنبدأُ الحديثَ أوّلاً عن النقطتين الثانية والثالثة.. ثُمّ نُعرِّجُ على النقطةِ الأولى التي ذَكَرَها الإمامُ وهي "التوفيق"

إمامُنا الجوادُ جعل حاجةَ المؤمنين في هذهِ الأمور:
• الأوّل: أن يكونَ للمؤمنِ واعظٌ مِن نفسِهِ
• والثاني: أن يكونَ لديهِ قبولٌ مِمّن ينصحُهُ
وهذانِ الأمرانِ يتفرّعان عن التوفيق فالأصلُ في حاجةِ المؤمن لسلامةِ دِينهِ ولكمال إيمانهِ هو "التوفيق"
يعني أنَّ الذي يُريد أن يمشي في الطريقِ السليمِ الذي يقودُهُ للفوزِ في الدُنيا والآخرة.. فإنّهُ يحتاجُ أوّلاً إلى التوفيق الإلهي
هذهِ هي النقطةُ الأهم..
لأنّهُ إذا ما نزل التوفيقُ الإلهيُّ على المؤمنِ فسيكونُ لهُ حيئنذٍ واعظٌ مِن نفسه، وقبولٌ مِمّن ينصحُهُ ببركةِ هذا التوفيق
فهذانِ الأمرانِ هما ثمرةٌ مِن ثمار التوفيق

فالتوفيقُ يُرافقُ الإنسانَ في كُلِّ عملٍ صالح، ويُرافقُهُ أيضاً في كُلِّ امتناعٍ عن عملٍ قبيح
أمّا غيرُ هاتينِ الحالتينِ فيأتي الخذلان وهو ضِدٌ للتوفيق

✦ معنى (أن يكونَ لهُ واعظٌ مِن نفسه) يعني أنَّ الإنسانَ يتّعظُ بما يجري عليهِ مِن الأحداثِ في أُمورِهِ الدنيويّةِ وفي أمورِ دينهِ أيضاً
سواء كانت تلك الأحداثُ حصلت لهُ في الرخاءِ أم في الشدّة، في صحّتِهِ حدثت أو في مرضِهِ، في غناهُ أو في فقرِهِ، في أمنِهِ أو في خوفِهِ
في مُختلفِ الحالاتِ التي يمرُّ بها لابُدَّ لهُ أن يتفّكرَ كثيراً ويتدبَّرَ ويتأمَّل فيما يجري عليه حتّى يتّعظ..
وكذلك لابُدَّ لهُ أن يتّعِظَ بما يصدرُ مِنهُ مِن أفعالٍ حسنةٍ ومِن أفعالٍ قبيحةٍ ويُطيلَ التفكّر فيها
فهذا معنى أن يكونَ للإنسانِ واعظٌ مِن نفسه

وهذا الأمرُ (أعني قضيّةَ اتّعاظِ الإنسانِ بما يجري عليه) هذا الأمرُ يتحّققُ للإنسان حينما تكونُ نيّتُهُ سليمة

والمرادُ مِن النيّة السليمة:
هو أن لا يكونَ للإنسانِ هدفٌ في حياتِهِ سِوى أن يكونَ مقبولاً عند إمامِ زمانِهِ ويكونَ قريباً من إمامِ زمانِهِ
لأنّهُ إذا كان همّهُ الأوّلُ والأخيرً هو أن يتقرَّبَ مِن إمامِ زمانِهِ.. فإنّهُ سيراقبُ أفعالَهُ دائماً ويُحاسِبُ نفسَهُ دائماً ويتفكّر فيما يجري عليهِ وفيما يَصدرُ مِنه.. ويسعى لِتصحيحِ أخطائهِ حتّى يكون مقبولاً عند إمامِهِ ويكونَ قريباً من إمامِهِ، لأنَّ إمامَ زمانِنا هو الذي يُوصينا ويقول:
(فليعمل كُلُّ امرئٍ منكم بما يَقرُبُ بهِ مِن مَحبَّتِنا ويَتجنَّبُ ما يُدنيهِ مِن كراهتِنا وسَخَطِنا)
فصاحبُ النيّةِ السليمةِ هو الذي يُراقبُ أفعالَهُ دائماً ويتأمّل في أحوالِهِ وتصرّفاتِهِ؛ هل أنَّ عمَلَهُ هذا يُقرِّبُهُ مِن مَحبّةِ إمامِهِ أم يُقرّبُهُ مِن سَخَطِ إمامِه!

✦ أمّا قولِهِ: (وقبولٍ مِمّن ينصحًهُ) فهذهِ الصِفة (أعني توفيقَ الإنسان لِقبولِ النصيحةِ مِن الناصح الصادق) هذهِ الصِفةُ هي أيضاً مِِن ثمارِ التوفيق.. يُمكنُ للإنسانِ أن ينالَها إذا كانتْ عندهُ نيّةٌ سليمةٌ وصادقةٌ في التقرُّبِ من إمامِ زمانِهِ
وكذلك إذا كان عندهُ هدفٌ واضحٌ مُشخّص في حياتهِ يُقرّبُهُ مِن إمامهِ

والأمرُ الثالثُ الذي يحتاجُهُ الإنسان كي يكونَ مُوفّقاً للقبولِ مِمّن ينصحُهُ هو: التواضعُ للحقِّ ولأهلِ الحقِّ والتواضعُ في طَلَبِ الحق
تواضعٌ بكلِّ أبعادهِ وبكلِّ معانيه، بحيث إذا نَصَحهُ شخصٌ خبيرٌ ومُخلصٌ نصيحةً صادقةً تنفعُهُ في أمرِ دينهِ.. فلابُدَّ أن يتواضعَ ويقبلَها منهُ حتّى لو كانت هذه النصيحةُ الصادقةُ مُرّةً ومؤلمةً وتُخالفُ مِزاجَ هذا الإنسان وهواه، وحتّى لو صدرت هذه النصيحة مِمّن هو أصغرُ مِنه

فحينما يَقبلُ الإنسانُ نصيحةَ الناصحِ الخبيرِ الصادق.. فإنَّ هذهِ النصيحةَ سيكونُ لها أثرٌ في ترشيدِ طريقِ الإنسان، فيعرفَ بهذه النصيحةِ أين يضعُ أقدامَهُ لتكونَ في الموضعِ الصحيح

فإنَّ مدارَ كُلِّ هذهِ الأمور التي ذُكِرت في الحديث بما فيها التوفيق.. مدارُها هو سلامةُ الطريق
فكُلّها تدورُ في مدارِ ساحل النجاة الذي يُوصِلُ الإنسانَ إلى العاقبة الحسنة

✸ أمّا بخصوصِ المُفردة الأولى وهي "التوفيق"
فالمراد مِن التوفيق في الّلغة: هو الوصول إلى المُراد
وأمّا في رواياتِ أهلِ البيت فالمرادُ مِن التوفيق: هو المعونة، كما نقرأ في سُورة الحمد {إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين}
فالعبادةُ مِن دُون المعونة الإلهيّة لا يمكن أن تتحقّق

تتمّةُ الموضوع على #الرابط التالي الذي يشتملُ على نماذج مِن أحاديثِ العترة تُبيّنُ معنى التوفيق وآثارِهِ في حياةِ المؤمن
وتُبيّنُ أيضاً كيف يُمكنُ أن ينالَ المؤمنُ التوفيقَ في حياتِهِ

https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/2893170674254384
#الثقافة_الزهرائية