Get Mystery Box with random crypto!

مَن هم (القُمّيُّون) الذين مُدِحوا في الروايات والذين سينصرون | الثقافة الزهرائية

مَن هم (القُمّيُّون) الذين مُدِحوا في الروايات والذين سينصرون القائمَ عند ظُهورِه؟
هل هم أهل قُم "المدينة الجغرافيّة"؟
:
❂ يقولُ  إمامُنا الرضا "صلواتُ الله عليه":
(إنّ للجنّةِ ثمانيةَ أبواب، ولأهلِ قُم واحدٌ منها، فطوبى لهم ثمّ طوبى لهم ثمّ طوبى لهم)
[البحار: ج57]

[توضيحات]
هذه الروايةُ إذا أخذناها لوحدها.. قد يُفهَم مِنها أنّ هذا البابَ مِن أبوابِ الجنّةِ خاصٌّ بمدينةِ قُم (الجغرافيّة) وخاصٌّ بأهلها

ولكن إذا تأملّنا في بقيّةِ الرواياتِ التي تحدّثت عن فضلِ قُم وأهلِها.. سيتّضِحُ لنا بأنّ الحديثَ عن قُم في أحاديثِ العترةِ ليس حديثاً عن المدينةِ الجغرافيّة.. مع ما لهذه المدينةِ مِن خصوصيّةٍ في ثقافةِ العترة

الحديثُ عن فضلِ قُم وأهلِها هو حديثٌ عن مشروعٍ عقائديٍّ فكريّ كبير يتحرّكُ في كلّ أنحاءِ العالم حيثما كان الشيعة.. وليس لهذا المشروعِ علاقةٌ بمدينةِ قُم الجغرافيّة.. وإنّما قُم هي الرمزُ والعنوانُ لهذا المشروع

فهناك مشروعٌ ومنهجٌ عقائديٌّ فكريٌّ يتحرّكُ مِن قم.. وهذا البابُ الذي في الجنّةِ والمُخصَّصُ لأهلِ قُم هو مخصَّصٌ لأصحابِ هذا المنهجِ القُمّي وسيتّضحُ هذا المعنى مِن بقيّةِ الروايات

مِن هذه الروايات التي تُشيرُ إلى أنّ الحديثَ عن قُم هو حديثٌ عن منهجٍ فكريٍّ عقائديٍّ وليس عن مدينةٍ جغرافيّة.. الروايةُ التالية:
(أنّ عِدّةً مِن أهلِ الري دخلوا على إمامِنا الصادقِ وقالوا: نحنُ مِن أهل الري، فقال الإمام: مرحباً بإخوانِنا مِن أهلِ قُم! فقالوا: نحنُ مِن أهلِ الري، فأعاد الكلام،
قالوا ذلك مِراراً وأجابَهم بمِثلِ ما أجاب به أوّلاً،
فقال: إنّ للهِ حَرَماً وهو مكّة، وإنّ للرسولِ حَرَماً وهو المدينة، وإنّ لأميرِ المؤمنين حَرَماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حَرَماً وهو بلدةُ قم، وستُدفنُ فيها امرأةٌ من أولادي تُسمّى فاطمة، فمَن زارها وجبت له الجنّة.
قال الراوي: وكان هذا الكلام منه قبل أن يُولدَ الكاظمُ عليه السلام)

[البحار: ج57]

لاحظوا هؤلاء الذين دخلوا على الإمام يقولون: نحنُ مِن أهلِ الريّ، والإمامُ يقول لهم: مرحباً بإخوانِنا مِن أهلِ قم! مع أنّ مدينةَ الريِّ بعيدةٌ عن قم، تبتعدُ عن قم أكثرَ مِن 130 كيلو متر!
هؤلاء أعادوا الكلامَ بأنّهم مِن أهلِ الريّ لأنّهم فهموا مِن قولِ الإمام أنّه يعني المدينةَ الجغرافيّة،
والحال أنّ الإمامَ لا يعني المدينةَ الجغرافيّة وإنّما يتحدّثُ عن قُم الفِكر والعقيدة، يتحدّثُ عن منهجٍ فكريّ هو الأقربُ لمنهجِ أهلِ البيت، ولذلك صارت قم بهذا المنهجِ العقائديّ رمزاً لأهلِ البيت،
والإمامُ يؤكّدُ هذا المعنى في نفسِ الروايةِ حين قال وهو يُوضّحُ لأهلِ الريّ لماذا نسَبَهم إلى قُم، يقول:
(إنّ للهِ حَرَماً وهو مكّة، وإنّ للرسولِ حَرَماً وهو المدينة، وإنّ لأميرِ المؤمنين حَرَماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حَرَماً وهو بلدةُ قم)
فالإمامُ بيّن هنا أنّ قُم عنوانٌ لكلِّ الشيعةِ وليس عنواناً لمدينةِ قم الجغرافيّة
عِلماً أنّ هذه الروايةَ ليست هي الوحيدة التي تُشيرُ إلى أنّ الحديثَ عن قُم هو حديثٌ عن منهجٍ فكري،
هناك رواياتٌ أُخرى تؤكّدُ ذلك، منها هذه الرواية عن إمامِنا الصادق، يقول فيها:
(ستخلو كوفةُ مِن المؤمنينَ ويأرزُ عنها العِلمُ كما تأرزُ الحيّةُ في جُحرها -أي تختبئ فيه، وقد أرز العِلمُ مِن الكوفةِ في زمان البعثيّين-
ثمّ يظهرُ العِلمُ -أي العلم الديني- ببلدةٍ يقالُ لها قُم، وتصيرُ معدناً للعِلم والفضل، حتّى لا يبقى في الأرضِ مُستضعفٌ في الدينِ حتّى المخدراتُ في الحِجال -أي النساء المؤمنات- وذلك عند قُربِ ظُهورِ قائمِنا،
فيجعلُ اللهُ قُم وأهلَهُ قائمين مقامَ الحُجّة، ولولا ذلك لساخت الأرضُ بأهلِها ولم يبقَ في الأرضِ حُجّة،

فيفيضُ العِلم منه -يعني مِن قم- إلى سائرِ البلادِ في المشرقِ والمغرب، فيُتمُّ حُجّةَ اللهِ على الخلق، حتّى لا يبقى أحدٌ على الأرضِ لم يبلغ إليه الدينُ والعِلم،
ثمّ يظهرُ القائمُ ويسيرُ سَبَباً لنقمةِ اللهِ وسَخَطِهِ على العباد، لأنّ اللهَ لا ينتقمُ مِن العبادِ إلّا بعد إنكارِهم حُجّةً)

[البحار: ج57]

كما ترون، الروايةُ تتحدّثُ عن عِلمٍ يفيضُ مِن قُم يُتِمُّ اللهُ به الحجّةَ على الخلق، حتّى لا يبقى فيهم مُستضعف (وهو الشخصُ الذي لا يُميّزُ بين الحقّ والباطل إمّا لِقلّةِ علمٍ أو لقِلّة ذكاء)
يعني سينتشرُ علمُ أهلِ البيتِ وتُقامُ به الحجّةُ على الناسِ حتّى لا يبقى فيهم مُستضعفٌ لا يُميّزُ الحقّ،
ولذا بعد أن تُقامَ الحُجَجُ على الناسِ سيظهرُ القائمُ بعد ذلك لأنّ اللهَ تعالى لا ينتقِمُ مِن العبادِ إلّا بعد أن تُقامَ عليهم الحُجَجُ فيُنكرونها.

فهذه الروايةُ أيضاً تُؤكّدُ أنّ الحديثَ عن فضلِ قُم وأهلِها هو حديثٌ عن منهجٍ فكريٍّ عقائديّ وليس حديثاً عن منطقةٍ جغرافيّة

تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1806016976303098/3157430061161776/
#الثقافة_الزهرائية