Get Mystery Box with random crypto!

لماذا لم يُمسَخ قَتَلة الحسين كما مُسِخَ 'أصحاب السبت'؟ هل رُف | الثقافة الزهرائية

لماذا لم يُمسَخ قَتَلة الحسين كما مُسِخَ "أصحاب السبت"؟
هل رُفِعت عُقوبة المَسخ فعلاً عن هذه الأُمّة؟

:
هذا الإشكال أثارهُ زُمرة مِن المُنافقين في زمن إمامِنا السجّاد بخصوص قتل الحسين، فقالوا:
إذا كان (أصحاب السبت) الذين نهاهُم الله أن يصطادوا السمك يوم السبت.. فعصوا نبيّهم واصطادوا السمك بِحيَلٍ شرعيّة في يوم السبت
إذا كان هؤلاء قد مُسِخوا قِردة بسبب مُخالفة أمر نبيّهِم في مسألة صيد السمك
فلماذا لم تنزل عُقوبة المَسخ على قَتَلةِ الحسين؟
أليست جريمة قتل الحسين أعظمُ بكثير مِن جريمة (صيّد السمك في يوم السبت) بل لا تُقاسُ بمُصيبة الحسين أيُّ مُصيبةٍ في الوجود؟

إمامُنا السجّاد أجاب عن هذا السؤال في الرواية التالية:
يقول الإمام مُتحدّثاً عن أصحاب السبت:
(إنّ الله تعالى مَسَخَ هؤلاء لاصطياد السمك، فكيف ترى عند الله عزّ وجلّ يكونُ حالُ مَن قتل أولادَ رسول الله وهتَكَ حريمَه؟!
إنّ الله تعالى وإن لم يَمسخهُم في الدنيا، فإنّ المُعَدَّ لهم مِن عذاب الله في الآخرة أضعافَ أضعافَ عذاب المَسخ
فقيل له:
يا بن رسول الله، فإنّا قد سمِعنا منك هذا الحديث فقال لنا بعضُ النُصّاب: فإن كان قتلُ الحسين باطلاً.. فهو أعظمُ مِن صيدِ السمك في السبت
أفما كان يغضبُ الله على قاتليه كما غَضِبَ على صياديّ السمك؟
قال إمامُنا السجّاد:
قُل لهؤلاء النُصّاب: فإن كان إبليسُ معاصيه أعظمُ مِن معاصي مَن كفَرَ بإغوائه
-يعني معاصيه أعظمُ مِن معاصي الذين كفروا بسبب إبليس- فأهلك الله تعالى مَن شاء منهم كقومِ نوح وفرعون، ولم يُهلك إبليس، وهو أولى بالهلاك
فما بالهُ أهلك هؤلاء الذين قصّروا عن إبليس في عمل المُوبقات.. وأمهل إبليس مع إيثاره لكشف المُخزيات؟!
ألا كان ربّنا عزّ وجلّ حكيماً بتدبيره وحُكمهِ فيمن أهلك وفيمن استبقى؟!


فكذلك هولاء الصائدون للسمك في السبت وهؤلاء القاتلون للحسين.. يفعلُ في الفريقين ما يعلم أنّه أولى بالصواب والحكمة، لا يُسأل عمّا يفعل وهم يسألون..)

[توضيحات]
مُنذ أن بُعِثَ نبيّنا الأعظم.. رُفِعَ الحسابُ المحسوس عن الناس
قد يكونُ العذابُ الحِسيُّ موجوداً في حالاتٍ مُعيّنة
ولكن بشكلٍ عام قانون نُزول العذاب الحِسيّ (كالمَسْخ لِقردة) رُفِعَ عن الناس كرامةً لرسول الله
لكنّ العذابَ الباطني لم يُرفع عنهم مثل عقوبة "المَسخ الباطني"

فالمَسخُ نوعان:
• هناك مَسخٌ ظاهري رُفِعَ عن الناس
• وهناك مَسخٌ باطنيٌّ لم يُرفَع!
والمَسخُ الباطني أخطرُ بكثير مِن المَسخ الظاهري
فالمَسخُ الباطني هلاكٌ أُخرويٌّ قطعيّ!

المسخُ الظاهريّ ربّما في مرحلةٍ مِن مراحل سَفَرِ الإنسان الطويل عِبرَ هذه العوالم والمحطّات التي يمرُّ بها.. رُبّما يستطيعُ ذلك الذي مُسِخَ مَسخاً ظاهريّاً أن ينجو
أمّا المَمسوخُ مَسخاً باطنيّاً فلن يستطيعَ النجاة
ولهذا فإنّ المَسخ الباطنيُّ هو الأخطر!

المسخُ الباطني أخطرُ بكثيرٍ مِن المَسخ الظاهري، والعذابُ الباطنيُّ أشدُّ وأخطرُ بكثيرٍ مِن العذاب الحِسّي المرئيّ
وقد وَرَدَ في الروايات أنّ أشدّ العذاب عذابُ الحَلْق!
إنّها الطامّةُ الحالِقة حين يُحلَقُ دِين الإنسان كما يُحلَقُ الشعر!
فالرواياتُ حدّثتْنا عن "الفتنة الحالقة" وهي فِتنةُ حَلْق الدين.. حين يُسلَبُ الإنسان دِينهُ ولا يبقى منه شيء.. وتلك هي العقوبةُ الأنكى والأشدّ
بعضُ العقوبات تمحقُ الثُلثين مِن دين الإنسان، كما جاء في الروايات أنّهُ مَن تواضع لِغنيٍّ طَلَباً لِما عنده ذهب ثُلثا دينه

إذا كان الذي يتواضعُ لِغنيٍّ لِمرّةٍ واحدة لأجل ماله يذهب ثُلثا دِينه.. فما بالك بمَن يكونُ على طُول حياته في حالة تضعضعٍ للأثرياء لأجل أموالِهم!
مِثلُ هذا تجاوز عقوبة ذهاب ثُلثي دِينه فقد مُحِقَ دِينُهُ بالكامل، وتلك هي الفتنة الحالقة
هذه الفتنة هي العذابُ الباطنيُّ الذي لم يُرفَع مِن هذه الأُمّة وهو الأخطر، لأنّهُ يَحلِقُ الدين ولا يُبقي مِنهُ شيئاً..!

ملاحظة أُخرى:
قانون العقوبة والانتقام الذي نزل على أصحاب السبت فمُسخوا.. هذا القانون طُبِّق عليهم بهذا الشكل وبهذه الصورة فمُسخوا قِردة وبعد ذلك هلكوا
أمّا الذين قتلوا الحسين لم يُطبّق عليهم هذا القانون بشكلٍ مُباشر كما طُبِّقَ على أصحاب السبت
ولم يُطبَّق عليهم بنفس الصورة بأن مُسِخُوا قِرَدة ثُمّ هَلَكُوا.. لكنّهُ طُبِّقَ بنحوٍ آخر
طُبِّقَ بأن تسلّطَ عليهم المُختار بعد فترةٍ مِن الزمان وليس بنحوٍ مباشر
وقد يكونُ هناك أُناسٌ عبر تأريخ البشريّة مِن الأُمم والشعوب لم يُطبَّق عليها هذا القانون لحكمةٍ إلهيّة نحنُ لا نعلمُها
فالحِكَمُ الإلهيّةُ بالنسبةِ لنا حقائقُها مجهولة
قد نتلمّسُ بالتدبُّرِ شيئاً مِن آثار الحكمة الإلهيّة وشيئاً من خصائصها
نتدبّرُ بالعقول بعد الاستعانة بمعارف أهل البيت الذين يُثيرون دفائن عُقولنا بمعارِفِهم وحِكمتِهم التي تتجلّى لنا مِن خلال دراسة أحاديثِهم صلواتُ الله عليهم

قناة #الثقافة_الزهرائية على التلكرام
t.me/zahraa_culture