Get Mystery Box with random crypto!

محرقة الأعمار كنت أتأمل في الأمس حالنا كشباب، وأتأمل مآلات اس | ☁️

محرقة الأعمار

كنت أتأمل في الأمس حالنا كشباب، وأتأمل مآلات استغلال الأعمار أو تضييعها، ونظرت فإذا مواقع التواصل من أعظم ما يحرق أعمار الشباب؛ فقلتُ:

من الغبن - والله - أن يضيع عمر الشاب، وأن تضيع أثمن أوقات عمرهم وهم يلهون في مواقع التواصل، غافلين عن أنهم في مرحلة ذهبية من عمره.

وصدقوني - يا إخواني و اخواتي - إذا لم نقف وقفة جادة حازمة مع هذه المواقع ستمر السنة تلو السنة ونحن ما برحنا أماكننا.

أنت أنت يا من تقرأ كلامي الآن راجع نفسك وانظر:

- كم مرة قصرت في قراءة وردك القرآني بسبب مواقع التواصل؟

- كم مرة غفلت عن أذكار الصباح والمساء والنوم بسبب مواقع التواصل؟

- كم مادة في برنامجك العلمي لم تدرسها دراسة جيدة ومررت عليها مرورًا باردًا بسبب مواقع التواصل؟

- كم مادة أهملتها ولم تراجعها مع إدراكك لأهمية المراجعة بسبب أنك تزعم ضيق الوقت؟ ولو نظرت إلى يومك لوجدت نفسك تقضي ساعتين وثلاثة وأكثر في مواقع التواصل!.

بعد كل هذه الخسائر وغيرها ما زالت تتهاون في شأنها؟

يا من تقرأ إذا كان الفيسبوك ضرره عليك أكبر من نفعه احذفه ولن تخسر كبير شيء والله.

إذا كان تويتر يستنزف من وقتك احذفه ولا تبالِ به ولا بذاك الذي يقول: كيف ستعرف أخبار العالم؟

والذي يقول ذلك إجابتي عليه من وجهين:

أ- هذه الدعوى هي إلى الوهم أقرب منها إلى الحقيقة؛ فكثير من رواد هذه البرامج لا تستغرق معرفة أهم الأخبار التي يحسن بهم معرفتها عشرين دقيقة، وهم يجلسون بالساعات.

ب- لستَ مطالبا أن تعرف أخبار العالم في هذه المرحلة التي تبني فيها نفسك، ويكفيك لمعرفة أخبار العالم الاشتراك بقناة أو قناتين في تيليجرام - مثلا - تدخل عليهما كل يوم عشر دقائق.

والذي أقترحه الآن:

١- حذف مواقع التواصل التي يكون ضررها عليك أكبر من نفعها.
ولا تنسَ أن من أعظم الضرر: ضياع الأوقات.

٢- مواقع التواصل التي أبقيتها تعامل معها بحديّة قدر الإمكان.
مثال ذلك:
- تيليجرام لا تدخله إلا في أوقات محددة.
- يوتيوب لا تدخله إلا على مقاطع محددة.
وجاهد نفسك على ذلك مدة وستجد فرقا كبيرا بإذن الله تعالى من عدة جهات، من أهمها:
أ- صفاء الذهن والروح، فقد أنهكتنا - والله - مواقع التواصل.

ب- الزيادة الإنتاجية.

وأختم بتنبيهين:

الأول: كثير منكم إذا طبّق هذا الكلام سيجد عنده وقت فراغ كبير، ووقت الفراغ هذا إذا لم تملأه بالنافع فسيُملأ بالتافه الذي لا قيمة له، وبناء على ذلك: إذا طبقت هذه الخطوات ووجدت وقتا فجهّز له الأشياء النافعة التي تملأ بها الوقت، أما ترك الأمر هكذا سيكون من أكبر الأسباب في عدم ثباتك على هذا الأمر.

وهذه الأشياء النافعة لا يلزم أن تكون كلها جادة وثقيلة في بداية الأمر، فلا تتوهم أنك من أول الأمر ستقضي الوقت كله بأشياء جادة تماما، لكن نوّع في ما تقرأ وتسمع.

- اسمع قليلا دون تدوين.
- اسمع موادا تحتاج إلى تدوين.
- اقرأ كتبا بنائية جادة.
- اقرأ كتبا تروّح بها عن نفسك (كتب الأدب مثلا)
- اسمع مرة في التاريخ، ومرة عن تدبر القرآن، ومرة اسمع موعظة.
- اكتسب مهارة جديدة.
- احفظ شيئا من أشعار العرب.
وكل هذا مع مراعاة جدولك الأساسي فلست هنا أدعو إلى أن يكون الواحد منكم عشوائيا لا يثبت على شيء جاد، وأحسب أن الكلام واضح.

الثاني : أعلم أن الكثير قد حاول وأخفق في هذه التجربة، وبعضهم يأس من ذلك، وبعضهم ما زال يحاول.
والذي أريد أن أقوله هنا: إياك أن تستسلم لمسألة اللهو كما تحب في مواقع التواصل، مهما أخفقت ووقعت؛ قم وحاول مرة أخرى، ولو مائة مرة، لكن إياك والتطبيع مع هذا الأمر، الفشل الأكبر في التطبيع مع هذا الأمر، وليس مجرد السقوط.

وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها
فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ

فتح الله علينا ويسر لنا، ورزقنا استغلال أعمارنا فيما يحب ويرضى.

كتبه: محمد شُميس.