°° أتعلمينَ يا بنيّتي ؟! إنّي أخاف عليكِ من الخوضِ في بحرِ ال | هـــدوء🖤.
°° أتعلمينَ يا بنيّتي ؟!
إنّي أخاف عليكِ من الخوضِ في بحرِ الأحلامِ الورديّةِ، ثمُّ تحاولين أنْ تستدركي فلا تُفلحي.
أخافُ عليكِ من تشتُّتِ الفِكرِ وضعفِ العزيمةِ وفتورِ الهمّةِ وتضييعِ العمرِ، حين تتعلَّقِين بشيءٍ ثمَّ لا تجدي إليه سبيلًا.
لا يخفى عليَّ يا زهرتي أنَّكِ روحٌ تفيضُ عاطفةً، والرُّوحُ تأنسُ بروحٍ تشابهُها أو تلاطفُها وتداعبُ مشاعرَها، لكنِ الحذرَ الحذرَ من أُنسٍ لا يرضي اللهَ، يعقبُهُ وَحشةٌ وظُلمةٌ وانطفاءٌ.
أغارُ على قلبِكِ الرَّقيقِ، ويعزُّ عليَّ أن يُكسرَ ثمَّ لا يُجبر، لاتوهمي النَّفس بالقول: هي مجردُ علاقةٍ عابرةٍ، أخشى أن لا تكونَ عابرةً وتتركَ ندوبًا غائرة!.
ثُمّ تجلسينَ وحيدةً في الليالي المُظلمةِ، تَئنِّين وتتحسَّرين على المشاعرِ المُستباحَةِ، وبفكرٍ مشتَّتٍ حائرٍ تندبين الحظَّ العاثرَ!.
فيا قُرّةَ العينِ صوني القلبَ واحفظيهِ، شدِّدي الحُصونَ حولَه، عن كلِّ غريبٍ يحاولُ أن يتسلَّلَ إليه ليفسدَ ما فيه. اصبري وتَصبَّري، حتَّى يجعلَ اللهُ لكِ مخرجًا.
لاتُمنِّي النَّفْسَ بأمانيَّ قد لا تقع!، ولا تهدمي بناءَ قلبٍ لطالما حاولتِ أنْ تبنيه، حتّى إذا وقع في النَّفسِ ما وقع واسترسلتِ الجوارحُ والحواسُّ، هوى القلبُ فأهوى معهُ البنيانَ المتينَ.
لِتكنْ مواردُ السِّقاءِ صافيةً، فلا يتسرَّبُ إلى القلبِ ما يكدِّرُ صفوَهُ، ولا يتشرَّبُ إلَّا كلَّ طيِّبٍ.
وإنْ شرعَ المستودَعُ في الصدورِِ في الميلِ و التَّرنحِ إلى ما لا يُحمد عقباهُ، فضعي يُمناكِ على الجَنَانِ، ورددِّي: بسمِ اللهِ على قلبي، اللَّهمَّ لا تُعلِّقْ قلبي إلّا بك، اللَّهمَّ إنِّي أستودعكَ هذا القلبَ وما فيه ، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ،ثمّ عاهدي اللهَ أن لا يسكنَ القلبَ أحدٌ إلّا برضاهُ، وبهِ استعيني.
