2022-12-23 13:30:31
في قضية عدد أصحاب الكهف، قال سبحانه: {قل ربي أعلم بعدتهم، ما يعلمهم إلا قليل}.
ثم إنه سبحانه وضع هنا قاعدة عظيمة في كيفية التفاعل مع القضايا بحسب وزنها؛ فقال لنبيه: {فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا}. يعني خفيفا، مع أن مصدر علم النبي صلى الله عليه وسلم هو الوحي الذي لا يخطئ، لكن الله سبحانه يعلمنا تبعا لنبيه:
أعط كل قضية حجمها من النقاش والأخذ والرد بحسب:
ما فيها من أدلة، وبحسب أثرها وما يترتب عليها من عمل ومن هداية أو ضلال؛ فالقضية قليلة الأدلة، والتي تحتمل الاجتهاد يكون النقاش فيها خفيفا، لا تستحق مراء ولا استنكارا.
والقضية التي لا يترتب عليها كبير عمل لا تستحق إعطاءها أكبر من حجمها.
نرى بعض إخواننا يسكت سكوت الموتى عن بعض القضايا ذات الأثر في عقائد الخلق وتدينهم وسلوكهم، وعن بعض المفسدين الذين لهم أثر قبيح في كل ذلك، لكنه إذا ظهرت دقيقة فلسفية هاج وماج وأدلى بدلوه، وناقش وأخذ ورد وضلل وبدّع ووالى وعادى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
القضايا الدقيقة كالفلسفية والاصطلاحية لها شهوة في نفس طالب العلم، وتظهر مُكنته لذلك تجد الكثيرين يشتهون الحديث فيها، بل والموالاة والمعاداة، في حين أن قضايا أكبر أثرا في عقائد الناس وعملهم وسلوكياتهم لا يتكلم فيها، لماذا؟
لأنها مع ضخامة أثرها سهلة المأخذ، وربما تكون ذات تبعة وتكلفه خسارة بعض الأمور وبعض الأشخاص.
الخلاصة:
داعية الناس همه ما يؤثر في الناس، وهذا الذي يجدي، فليختر طالب العلم ميدانه، والله بصير بما نعمل، وهو عليم بذات الصدور.
601 views10:30