2023-04-17 14:22:41
الحمد للّٰه، وبعد:-
نصيحةٌ أرجوها صادقةً لنفسي ولكم:
نحنُ مقبلونَ علىٰ ليلةٍ هي أرجىٰ ليالي الدُّنيا قاطبةَ؛ لوقوعِ
ليلةِ القدرِ فيها.
يعني هي واحدةٌ من أعظمِ ليالي الدنيا إنْ لم تكنْ أعظمها علىٰ الإطلاق!
بلْ وتعيينُ ليلةِ
السابعِ والعشرينَ بكونهَا ليلةَ القدرِ هو مذهبٌ مشتهرٌ عندَ جماعةٍ منْ أصحابِ محمَّدٍ -ﷺ-،
ثمَّ توارثَ ذلكَ جماعةٌ منْ فقهاءِ الإسلامِ والأئمةِ، واعتقدوه رجاءً.
قال ابنُ حجرٍ:
وأرجاهَا عندَ الجمهورِ ليلةُ سبعٍ وعشرين.يعني جمهورَ فقهاءِ أمَّةِ محمَّدٍ -ﷺ- ،أعلمَ الناسِ بالسنةِ والآثار وأفقهَهُم في دين الله، يَرجُون ليلتنا هذه!
وهي الليلةُ التي أقسمَ عليها جزمًا أُبي بن كعبٍ -رضي اللّٰه عنه- والحديثُ عندَ مسلم.
قال أُبي:
"واللهِ إنِّي لأعلمُ أيُّ ليلةِ هيَ، هيَ الليلةُ التِي أَمَرنَا رسولُ اللّٰهِ - ﷺ- بقيامِها، هيَ ليلةُ سبعٍ وعِشْرِين". وعند الترمذي، لمَّا قيلَ لأُبيٍّ نَبَأَ صاحبِه ابنِ مسعودٍ وعدَم تعيينِهِ لها، قال أُبيٌّ:
"واللّٰهِ لقدْ علِمَ ابنُ مسعودٍ أنَّها ليلةُ سبعٍ وعِشْرين، ولكنْ كَرِهَ أَنْ يُخبِرَكُمْ فتَتَّكِلُوا". أُبيُّ بن كعبٍ، الذي قالَ لهُ النبي-ﷺ-: لِيَهنِكَ العِلمَ أبا المِنذِرِ! ثناءً ودعاءً: يعني هنيئًا لك العلمُ، يقسمُ باللهِ علىٰ ليلتِنا هذهِ.
وفي مصنفِ ابن أبي شيبةَ، قال زِرٌّ:
كانَ عمرُ وحذيفةُ وناسٌ من أصحابِ رسولِ اللهِ -ﷺ- لا يشكون أنها ليلة سبع وعشرين! بل والمتقرر في أعرافِ بسطاءِ المسلمين وعجائزِهم تعظيمُ ليلةِ
السابعِ والعشرين لكونها
ليلةُ القدْر؛ ولهم في ذلك مستند.
وسبحان اللّٰه مهما قرأ الإنسانُ وتعلمَ وأدركَ أقوالًا تظلُّ هذه الليلةُ محفورةُ في ذهنه علىٰ أنها ليلةُ القدر!
عمومًا: نحنُ مقبلونَ علىٰ ليلةٍ عظيمةِ القدْرِ جدًا جدًا بإذن اللّٰه، وتصوُّر كونهَا ليلةُ القدرِ الشريفةِ يتخرَّجُ علىٰ قولِ القائلين بتعيينِها، وثبوتِها، ويتخرَّجُ علىٰ قولِ القائلين بتنقُلِها بين ليالي الأوتار؛ اتكاءً علىٰ ما ثبت عن رسول اللّٰه -ﷺ- في روايات الالتماس.
عظِّموا هذه الليلةَ في نفوسِكُم مِنْ فجْرِ يومِنا هذا وأحسِنُوا وِفادَتَها وشرفَ استقبالَها.
وأعظمُ ما تُستقبلُ بهِ:
التوبةُ والافتقارُ، ثمَّ
دعاءُ اللّٰهِ منكسرًا أن يوفقَكَ لقيامِها، والعملَ فيها، ثمَّ
العملُ الصالحُ نهارًا.
ومنْ أهمِّ ما تشْرعُ فيه من الآن: أن تجمَعَ قلبكَ علىٰ دعاءٍ اللّٰهِ أن لا يجعلكَ محرومًا، وأن يلهمَك الرشدَّ، والإعانةَ.
منْ كانَت له حاجةٌ، أو نزلَ به كربٌ فليحشد الدعوات، والأمنيات؛ فإنَّ الموضعَ موضعُ دعاءٍ وإجابةٍ إن شاء اللّٰه.
- أحمد سيف.
• اللهمَّ بلغنَا ليلةَ القدرِ، واجعلنَا فيهَا مِن عُتقَائِك.
• اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنَّا.
• ربِّ لا تجْعلنِي شقيًا ولا مَحْرُومًا.
➜ @AhmedOmran111
2.4K viewsedited 11:22