Get Mystery Box with random crypto!

أحد الرواد الذين قادوا النهضة الفكرية والثقافية، والذي قال عن | موقع المشهد اليمني الأول 🌐

أحد الرواد الذين قادوا النهضة الفكرية والثقافية، والذي قال عن علي: «لا تسألني رأيي في الإمام كرم الله وجهه، ورأيي أنه بعد النبي سيد العرب على الإطلاق بلاغة، وحكمة، وتفهماً للدين، وتحمساً للحق، وتسامياً عن الدنيا. فأنا ما عرفت في كل من قرأت لهم من العرب رجلاً دانت له اللغة مثلما دانت لابن أبي طالب»، مادحا إياه:

«إن بطولات الإمام ما اقتصرت يوما على ميادين الحرب، فقد كان بطلا في صفاء بصيرته، وطهارة وجدانه، وسحر بيانه، وعمق إنسانيته، وحرارة إيمانه، وسمو دعته، ونصرته للمحروم والمظلوم من الحارم والظالم وتعبده للحق أينما تجلى له الحق. وهذه البطولات، ومهما تقادم بها العهد، لا تزال مقلعا غنيا نعود إليه اليوم وفي كل يوم كلما اشتد بنا الوجد إلى بناء حياة صالحة، فاضلة»، فاختصر بذلك نعيمة إعجابه بشخصية الإمام.

كما يقول في تقديم كتاب جورج جرداق «الإمام علي صوت العدالة الإنسانية»: «إنه (أي الكتاب) مكرس لحياة عظيم من عظماء البشرية، أنبتته أرض عربية، ولكنها ما استأثرت به، وفجر ينابيع مواهبه الإسلام، ولكنه ما كان للإسلام، وإلا فكيف لحياته الفذة أن تلهب روح كاتب مسيحي في لبنان، فيتصدى لها بالدرس، والتحليل، والتمحيص…؟!».

تعالت بك الأرض

وفي كتابه «في محراب علي»، جمع الشاعر الراحل خليل فرحات أجمل القصائد، عبر فيها عن علاقته الخاصة بعلي، ومما جاء في إحدى قصائده:
دللت على الرحمن هل كنت غيره؟
ففيك استوى الرحمـن بالفعل والفكـر
وفيـــــــك تجلت قدرة الله آية
كما شعشعت في الضوء خالصة الدر
وفيك رأى الوجدان معنى وجوده
وقيمة عيش المرء في مهمه العسر
تعالت بك الأرضون واشتد ظهرها
فلولاك هذي الأرض مقصومة الظهر

نبراس ومتراس

الأديب سليمان كتاني عند إصداره الكتاب الشهير «الإمام علي نبراس ومتراس»، كتب عن علي قائلاً: «بهذه المناجاة أحببت أن أقرع الباب في دخولي على علي بن أبي طالب، وأنا أشعر أن الدخول عليه ليس أقل حرمة من الولوج إلى المحراب. والحقيقة، أن بطولته هي التي كانت من النوع الفريد، وهي التي تقدر أن تقتلع ليس فقط بوابة حصن خيبر، بل حصون الجهل برمتها، إذ تتعاجف لياليها على عقل الإنسان».

نحيا بموته

وجاء في مقدمة كتاب «خطى الإمام علي» للأديب نصري سلهب: «علي (ع) من أولئك البشر الذين كتب عليهم أن يموتوا لتحيا بموتهم أمم وشعوب، وأعداء علي من أولئك النفر الذي آثروا الحياة على الموت فأماتوا بحياتهم كل إباء وشمم. ذكراه ليست ذكرى البطل الذي استشهد فخلد في ضمير الله، بقدر ما هي ذكرى الغادرين الذين غدروا فخلدوا في نار جهنم». ثم يقول: «حري بعلي وهو في الدنيا خلوده أن يبكينا لأننا من الساح فررنا وأخلينا الميدان لأعداء لنا يجولون فيه ويصولون بل يسرحون ويمرحون. كم نحن اليوم بحاجة لعلي».

أما الشاعر الكبير سعيد عقل في قصيدته الشهيرة في الإمام علي فيقول:
كلامي على رب الكلام هوى صعب
تهيبت إلا أنني السيف لم ينبُ
حببت علياً مذ حببت شمائلي
له اللغتان القول يشمخ والعضبُ
ومن لا يحب البيت، سيف عليّهِ
جميل، وذاك النهج كوثره عذب
كلام كما الأرباب في طيلسانها
ألا فلتداوله وترتعش الكتب

مفكر اجتماعي ثوري

ويقول المؤرخ والمحقق الفرنسي كاراديفو في كتابه «مفكرو الإسلام» (ص10):
«وعلي هو ذلك البطل الموجَعُ، المتألم، والفارس الصوفي، والإمام الشهيد، ذو الروح العميقة القرار التي يكمن في مطاويها سرّ العذاب الإلهي». فهو يرى في علي فارساً غالباً، ولكنه فارس صوفي، أي أن فروسيته نهلت من معين المعارف الإلهية حتى الارتواء، فهو لا يرفع سيفه النبيل ويهوي به إلا ليقتل شيطاناً من طواغيت الاستكبار المشرك والطبيعة الجاهلية البطرة، ليعز كلمة الله، ويجعل الناس يعيشون تحت ظلالها جنات الإخاء، والمحبة، وسلامة الصدور من الأحقاد، والبغضاء، والمفاسد التي اتخذ منها إبليس جنوداً ليحجب الإنسان عن ربه وإنسانيته… وعلي إمام رفعه إلى مقام الإمامة الأقدس كفاءته العلمية، والدينية، والأخلاقية، وسموه الروحاني.

ويرى كاراديفو أن علياً يحمل فكراً اجتماعياً ثورياً فاعلاً يرقى في تطوير المجتمع إلى تحقيق ما تحلم به الإنسانية من حياة فاضلة، كريمة، وأنه استشهد في سبيل ما كان يريد أن يجعله واقعاً حياً، لذلك فهو إمام شهيد، صاحب نفس وضيئة تختزن سراً إلهياً قدوسياً، هو سر قبول تحمل العذاب حتى الموت لإنقاذ الإنسان من الظلمات إلى النور.

أما الفيلسوف الإنكليزي كارليل، في كتابه «محمد المثل الأعلى»، فيقول (ص34): «أما علي فلا يسعنا إلا أن نحبه ونعشقه، فإنه فتى شريف القدر، عالي النفس، يفيض وجدانه رحمة وبراً، ويتلظى فؤاده نجدة وحماسة، وكان أشجع من ليث، ولكنها شجاعة ممزوجة برقة، ولطف، ورأفة، وحنان».

الفارس والفقيه والحكيم

وقد أصدر الشاعر جورج شكور ملحمة شعرية أسماها «ملحمة الإمام علي»، ذكر فيها تاريخ الإمام (ع) من ولادته إلى وفاته، ومما قاله:
شق الجدار المستجار وأحاط حرمتك الفخار