#استشفاء رقم | ط / ٢٠٢ تاريخ | ٣٠ / ٨ / ١٤٤٤ هـ • السؤال: | | اسأل البيضاء |
#استشفاء
رقم | ط / ٢٠٢ تاريخ | ٣٠ / ٨ / ١٤٤٤ هـ
• السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله إليكم وتقبل الله طاعتكم.
كيف نرد على من يستشهد بهذا الحديث - أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان ممَّا يقولُ للمريضِ يقولُ ببُزاقِه بإصبَعِه: [بسمِ اللهِ تُربةُ أرضِنا بريقةِ بعضِنا يُشفى سقيمُنا بإذنِ ربِّنا]
على أن التأريض لا يتعارض مع الدين، بل الدين يدعو للاستشفاء بالأرض.
جزاكم الله خيرا ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولا: التأريض مصطلحٌ علمي يستعمل في الهندسة الكهربائية، ويعنى به تنظيم خروج الأحمال الكهربائية الزائدة من الأجهزة المنزلية وغيرها إلى الأرض عن طريق الأسلاك الكهربائية الموصولة بها دون إحداث ضرر بالمستخدمين. أما التأريض المشار إليه في السؤال أو ما يسمى (Grounding)، فهو يدور حول الاعتقاد بنفع الأرض للإنسان عند ملامسته المباشرة لها بشيء من بدنه، كالمشي حافيا، أو النوم على الأرض أو استعمال منتجات تصل الأرض بالجسم، ويكثر أن أصحاب هذه الممارسة يخلطون بها حديثهم عن أنواع من العلاجات الوهمية أو التطبيقات المخالفة مثل العلاج بالطاقة والألوان والأحجار والتأملات والرياضات المنحرفة، فالتأريض عندهم يعني: استمداد الشفاء أو الطاقة من الأرض، ويطلقون عليه أيضا (التجذر الطاقي) فكأنه وصل الجسد الطاقي المزعوم بالأرض كاتصال الجذور بالشجرة، وله آليات محددة من خلال جلسات تأمل وتمارين وممارسات معينة.
وكثيرًا ما يلبس أصحاب هذه الممارسة على الناس بدعاوى علمية زائفة مثل أن هدف ممارستهم هو تفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة، وإحداث موازنة في الجسم، إلى غير ذلك من المزاعم المزيفة التي لم يثبت العلم التجريبي شيئا منها، والتي ينقضها أصحاب التأريض أنفسهم عندما يصرحون بأن الهدف منه استخراج الطاقة السلبية من الجسم، وهي أبعد ما تكون عن الطاقة الكهربائية التي تستخرج بعملية التأريض الكهربائي المعروف للأجهزة، وهكذا هي طريقة الروحانية الحديثة وتطبيقاتها في استغلال المصطلحات والتسلق على أكتاف العلوم. ويدعو بعضهم إلى عقيدة صريحة المخالفة وهي أن الأرض أم للبشر وللمخلوقات، ومنها يستمدون الحياة، ولها عليهم الفضل والإنعام، فمما جاء في أحد المواقع المروجة للتأريض: "الهدف من التأريض والتجذر للإنسان هو عودة التوازن والإتصال بالأرض الأم."
فهذه العملية غير علمية، ولم يثبت نفعها حتى وإن بدت في بعض الحسابات أو المواقع مجرد دعوة إلى الحياة الطبيعية، ووضعت لها صور جميلة تظهرها بعيدة عن أصلها. ويوجد جواب آخر حولها في القناة، يمكن مراجعته على هذا الرابط: (يضاف رابط جواب د. ثريا عن التأريض).
ثانيا: لو استدل أصحاب هذه الممارسة بمثل ما ذكرتم في السؤال من الحديث الصحيح، والطريقة العلاجية النبوية المأثورة، فهذا استدلال في غير محله، حيث إن معنى الحديث: أنه يأخذ من ريق نفسهِ على أصبعهِ السبابة، ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل، ويقول هذا الكلام في حال المسح، ولا يمكن أن يقاس على فعله هذا -عليه الصلاة والسلام- ما يدعيه أصحاب استخراج الطاقة السلبية من الجسم بالمشي حفاة، أو أن يستنبطوا منه صحة دعواهم ببركة ملامسة الأرض ونفعها في الشفاء والتقوي.
والذي ينبغي هو أخذ ما ورد من أسباب شرعية للشفاء كما هي، وترك التعسف والتكلف في الاستدلال بالنصوص على ما يثبته العلم الحديث بمنهجيته المعتبرة من طرق علاجية، فضلا عن أن يُحتج بها على صحة ممارسات غير ثابتة، بل باطلة ومبنية على باطل، وتؤول بمن يتبعها إلى أنواع من الباطل.
ويمكنكم الرجوع إلى هذا الجواب السابق في موضوع المشي على الحصى: اضغط هنا
هذا والله أعلم. ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب: أ.عبير بنت خالد الحمزة ماجستير عقيدة ومذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
