Get Mystery Box with random crypto!

من فقه السلف: تقديم الذكر على الدعاء في بعض الأحيان حديث 'أ | دار التزكية

من فقه السلف: تقديم الذكر على الدعاء في بعض الأحيان

حديث "أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده..."
قيل لسفيان بن عيينة رحمه الله: يشتغل الإنسان بهذا عن المسألة؟
قال: نعم.
"المجالسة وجواهر العلم" (1/ 339)

وقال الحسين المروزي: سألتُ سفيان بن عيينة عن تفسير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» وإنما هي ذكر ليس فيه دعاء !
قال سفيان: سمعتَ حديث منصور عن مالك بن الحارث، يقول الله تعالى: «مَن شغله ذكري عن مسألتي، أعطيتُه أفضل ما أعطي السائلين»؟
قلت: نعم.
قال: ذلك تفسير هذا.
قال: أتدري ما قال أمية حين أتى ابن جدعان يطلب منه نائله ومعروفه؟
قلت: لا.
قال: لما أتاه قال:
َأَذكُرُ حاجتي أم قد كفاني* حياؤك إن شيمتك الحياءُ
إذا أثنى عليكَ المرءُ يومًا *كفاهُ مِن تعرُّضِه الثناءُ

قال سفيان: فهذا مخلوق حين يُنسب إلى الجود قيل: يكفينا من تعرضك الثناء عليك حتى تأتي على حاجتنا؛ فكيف بالخالق؟".
فضائل الأوقات للبيهقي ص370

إذا علمتَ هذا عملتَ به.
ثم علمتَ أنه لا دليل للسفهاء الذي يشنعون على العلماء قولهم: الانشغال بالذكر عن الدعاء قد يكون من كمال الأدب والتسليم والتفويض لله تعالى.
وانظر كيف يستشهد سفيانُ وهو من أئمة السلف المحدِّثين بحديث "من شغله ذكري..." ولو ذكرتَ الحديثَ لبعضهم ولو استئناسًا لقال لك: الحديث ضعيف!
فاللهم صِلنا بعلوم أسلافنا بحق وبصيرة

لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.