Get Mystery Box with random crypto!

قناة أسرتك رسالتك: أنا لا أفكر في الزواج هناك مشكلة في ال | قناة د حامد الإدريسي

قناة أسرتك رسالتك:
أنا لا أفكر في الزواج

هناك مشكلة في المجتمع، ومن لا يحس بهذه المشكلة، لن يكون قادرا على فهم المعادلات الجديدة التي بني عليها المجتمع الحديث والتي أدت إلى هذه الظواهر، وسأحاول أن ألخص بعض تلك المعادلات:
المرأة مساوية للرجل: وهذه المعادلة هي أصل المعادلات كلها، وعليها بني المجتمع الحديث، وبالتالي فإن كان على الرجل أن يعمل، فإن عليها أن تعمل كذلك، وإن حرمان المرأة من العمل ظلم لها وتسليط للزوج عليها، وبالتالي فإن عليها أن تلبي احتياجات العمل قبل أي شيء آخر، وبالتالي يترتب الزواج كمسألة ثانوية في حياة المرأة.
المرأة بلا وظيفة فريسة سهلة للرجل: ترى المرأة اليوم أن أمانها هو في الوظيفة، ولذلك تتحمل كل أذى من المدير ولا تتحمل عشره من الزوج، وتتحمل التحرش في الشارع وفي المواصلات ولا ترى في ذلك مشكلة لأنه في سبيل ولذلك تقدم متطلبات العمل على الزواج حتى لا تكون فريسة للرجل، حذروها من الزوج ولكن سلموها للمدير.
المرأة العاطلة عالة على الرجل: ولذلك صارت تظن أن نفقة الرجل عليها سبب للذل، فصارت ترغب في الاستقلال المادي لأنها تظن أن احتياجها للزوج يجعلها في مرتبة دنيا، ويجعلها أمة لديه، فصارت تقول لن أعتمد على الزوج حتى في ثمن الحمام، ولكنها نسيت أنها تعتمد على رجال آخرين لا يملكون لها أي شفقة.
المرأة العاطلة عالة على المجتمع: ولذلك صارت تبحث عن النجاح الوظيفي لأنها تريد أن تضيف شيئا للإنسانية، أما مجرد الأمومة فهي مثلها مثل الدجاجة التي تبيض، وكأن إنتاج الإنسان وتربيته مساوية لعمل الدجاجة، وهنا تلاشت كل معاني الأمومة، وتمت السخرية من كل الأدوار العظيمة التي قامت بها الأمهات في التاريخ، ولم يلتفت إلا إلى فلانة التي عالجت مريضا يوما ما في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
كوني مستقلة تكوني سعيدة: هكذا تتصور المرأة الحياة، ولذلك فإن العمل هو أساس الاستقلال، لقد أصبحت ترى في الزواج خطرا على استقلاليتها، فهي تتهرب منه إلى حين تحقيق تلك الاستقلالية.
أمي متخلفة: تتصور الفتاة اليوم أن أمها التي أفنت عمرها في تربية الأطفال، متخلفة ومهضومة الحقوق، وأنها وهي في المعمل تشقى شهرا كاملا من أجل "السمـيـG" ذكية متحررة، وهنا ينتحر المنطق وتنقلب العقول رأسا على عقب.
الزواج ما غايطيرش: وهكذا تتصور أن الشابين اللذين خطباها في أول العمر، ما هما إلا طلائع جيش من الخاطبين، فترفضهما لأنها ما زالت لا تفكر في الزواج، ولربما يكونان أول وآخر المتقدمين.
أخي القارئ أختي القارئة، هناك حرب كبيرة على القيم، وحرب كبيرة على الفطرة، فتنكيس الفطرة هو مشروع إبليس الذي أعلنه من أول يوم {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} ولذلك فإن المعركة اليوم، هي معركة الحفاظ على الفطرة، التي تحارب في ابنتك منذ طفولتها، بدءا بالمدرسة والإعلام إلى الجارات والصديقات، كلهم ينفث في وعيها نفس الكلام، وكلهم يقول لها : كوني قوية كوني رجلة من النساء، ويجب عليك أولا أن تدرك خطر هذه المعادلات الجديدة، وتدرك أثرها على أنوثة طفلتك، وتقوم بالتالي ببناء المعادلات الاجتماعية الصحيحة، كي تجنب ابنتك خطر العنوسة.
إن العزوبة مرض يصيب المجتمع، وقد صنفته منظمة الصحة العالمية كإعاقة ثم سحبت ذلك التصنيف بضغط من منظمات الشواذ، لكننا ننطلق من هذه الحقيقة المكنونة في قوله تعالى {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} فالمرأة ناقصة بلا زوج، والرجل ناقص بلا زوجة، وهدف إبليس أن يمنع الزواج وأن يفرق بينهما بالطلاق إن حصل، ويريد الله أن يستمتعا ببعضهما في الحلال ليشكراه ويحققا مقصد الاستخلاف الذي لا يبدأ إلا من لحظة عقد الزواج، وكأن كل عقد هو شعلة جديدة تضمن لمشروع الاستخلاف الذي بدأه آدم عليه السلام أن يستمر.
إن كلمة "لا أفكر في الزواج" تعبر عن خلاصة المعادلات الخاطئة السابقة، فهي تجعل الزواج في المرتبة الثانية في حياة المرأة، وتعبر عن الشعور بالاستقلالية، وأيضا فإنها مغموسة بالشعور بالمساواة والتكبر على الرجل، ولذلك فإن خطرها على الفتاة في أنها تحجب عنها فرص الزواج التي تظهر في مقتبل العمر حيث الشباب ناضر والوجه لامع، فتصير كل فرصة للزواج هي خطر يتهدد مشروع استقلاليتها، وعليها أن تدفعه عن نفسها ما استطاعت، فإذا انتهت من دراستها وبدأت مشروع عملها، بدأ نوع آخر من الخطاب يتقدم لها، إنهم المستثمرون في الزوجات الباحثون عن الشراكات الأسرية، وهي من جهة أخرى ترفض هذا النوع من الرجال الذي يسألها في أول لقاء كم ستدفعين، إذ هي في فطرتها ترفض هذا النوع، أو تقبله على مضض.
إذا كانت العزوبية مرضا كما سبق، فإنها في حق المرأة تسمى عنوسة، إنما لا يسمى الرجل عانسا، لأن قرار الخروج من العزوبية قائم دائما بيده، فعنوسته قراره، وعنوستها حظها، وفرق بين الحظ والقرار، فلو كان شخص موظفا لكنه أخذ من وظيفته تفرغا اختياريا، ويستطيع العودة للوظيفة في أي وقت، فإننا لا نسميه عاطلا.