Get Mystery Box with random crypto!

فرق بين العنوسة أن تكون قدرا، و بين أن تكون اختيارا، إننا حين | قناة د حامد الإدريسي

فرق بين العنوسة أن تكون قدرا، و

بين أن تكون اختيارا، إننا حين نوجه الفتاة إلى أهداف مادية وظيفية، فإننا نشغلها عن وظيفة الأمومة، ونصرف نظرها عنها، ولذلك فإنها لا تجد في نفسها الرغبة في الزواج، ولا الاستعداد النفسي له، بل على العكس، لقد تعودت أن تعيش بدون هذه الفكرة، وقد بنت مسار حياتها الكامل بحيث إذا جاء الزوج فإنما سيشغلها في ذلك المسار، وسيعيقها عن بلوغ غايته، وسوف يفسد عليها روتينها اليومي الذي ألفته لمدة سنوات، لذلك هي مستعدة لخوض غمار العمل بكل تحدياته، لكنه تخشى فقط من الحياة الزوجية فهي غير مستعدة لها بعد.
العمل فرصُهُ متعددة، ويمكن لأي شخص أن ينتقل في مسار مهني بين عشر شركات فأكثر، بينما فرص الزواج قد تكون مرة أو مرتين، لا أكثر، ولذلك فإن تضييع الفتاة لفرص الزواج بحجة "لا أفكر في الزواج الآن" هي مغامرة خطيرة يتحمل الوالدان تبعتها، لأنهما لم يربياها على أن الزواج أولا، وعلى أن الزوج الصالح هو نعمة عظيمة، وأن الحظ لا يطرق الباب مرتين.
صحيح أن كثيرا من الأزواج ليسوا فرصة، ولكننا نتكلم عن الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إذا أتاكم مَن تَرْضون دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه، إلا تفعلوه تَكُنْ فتنةٌ في الأرضِ، وفسادٌ كبيرٌ، قالوا:يا رسولَ اللهِ، وإن كان فيه؟ ! قال: إذا جاءَكم مَن تَرْضَوْن دينَه وخلقَه فأَنْكِحوه – ثلاثَ مراتٍ" ومن هذه الفتنة ما نراه في شوارعنا اليوم، ومن هذا الفساد الكبير ما نراه من انتشار العنوسة في المجتمع حتى بلغ عدد العوانس حسب بعض الإحصائيات عشرة ملايين.
إن المشاكل المجتمعية لا تعالج بالكلام العاطفي، ومهما غطينا الحفرة بالقش، فإنها تبقى حفرة، ومهما صغنا للعانس من كلام لطيف، فإنها تبقى امرأة حزينة حرمت من أهم حق من حقوقها، حق الأمومة، صحيح أنه قد لا يكتب الله ذلك لأسباب، لكن اللوم يقع على المجتمع وعلى الأسرة إن ربتها على أن لا تفكر في الزواج، وكذلك فمهما قلنا للعاطل من كلام جميل، فإنه يبقى عالة على المجتمع، وتبقى هاتان المشكلتان (البطالة للرجل، والعنوسة للمرأة) مرضان خطيران يفتكان بنا ضمن الأمراض الأخرى التي استشرت في مجتمع ابتعد عن الفطرة، وحارب الله ورسوله بنشر الفاحشة.

#الفطرة
#الأمومة

المستشار الأسري د حامد الإدريسي
0661791639