ماذا بعد رمضان؟ كان رمضان موسم خيرٍ، وسوقاً عظيماً من أسوا | غُربَةُ اليَاسَمِين 🌸
ماذا بعد رمضان؟
كان رمضان موسم خيرٍ، وسوقاً عظيماً من أسواق الآخرة، تسابق فيه المتسابقون، وراضت فيه كثير من النفوس على تحمل المشاق الجَلَد في عبادة الله، وأنال الله من أنال غايته العظمى وهي تقوى الله عزّ وجلّ.
وهاهو الشهر قد انصرم، والمؤمن يعلم أنه إن كان مضى رمضان فقد بقي العمر كله ميداناً لعمل الآخرة، والله جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.
فيا من قصرتِ لا تقنطي! فإن كانت أبواب الجنة قد أغلقت فلله باب لايغلق أبداً حتى تطلع الشمس من مغربها وهو باب التوبة.
ويا من وفقتِ اعملي شكراً! الله وعد الشاكرين بالزيادة، فاشكري نعمة التوفيق للطاعة، فما انطلق لسانٌ، وما انثنت ركب بين يدي الله، وما خضعت جارحة إلا بتوفيق الله فحسن الشكر أساس المزيد!
وهنا الوصية بأن الحسنات ودود ولود، فيا أيتها المباركة: بعد صيام رمضان = تأتي ست شوال وغيرها من صيام النافلة كالإثنين والخميس، والأيام البيض، وعاشوراء، ويوم عرفة وغيرها. وبعد القيام في رمضان= فالقيام كل ليلة ولا ينبغي لمن قامت شهراً كاملاً أن تضعف همتها عن الوتر! ومن استنت برسول الله واتصفت بالجود طول رمضان فلا تقصرنّ همتها عن الصدقة!
وليكن حاديكِ ما كان من رسول الله إذ حكت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا عمِل عمَلًا أثبَته وكان إذا نام مِن اللَّيلِ أو مرِض صلَّى مِن النَّهارِ ثِنتَيْ عشْرةَ ركعةً، وقالت: ما رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام ليلةً حتَّى الصَّباحِ ولا صام شهرًا متتابِعًا إلَّا رمضان.
فاستعيني بالله ولاتعجزي، واعلمي أن البركة في المداومة، وأن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل.
