Get Mystery Box with random crypto!

الجذور العربية للعمارة الغربية.. كيف تمت سرقة كنيسة نوتردام وب | 🌐 🌴المجلة_الثقافية🌴 ⭕️

الجذور العربية للعمارة الغربية.. كيف تمت سرقة كنيسة نوتردام وبيغ بن من سوريا والعالم الإسلامي؟

تعد كنيسة نوتردام التي احترقت العام الماضي في فرنسا، وبرج بيغ بن في العاصمة البريطانية لندن، وبازيليكا القديس مرقس (كنيسة سان ماركو في مدينة البندقية/فينيسيا الإيطالية) منارات عريقة في الحضارة الغربية، لكن كتابا جديدا لمؤرخة بريطانية يفيد بأن تصاميم هذه الأيقونات المعمارية الفريدة وغيرها من المباني العظيمة في أوروبا قد اقتبست أو "نهبت" من العالم الإسلامي، بما في ذلك تصميم البرجين التوأمين والنوافذ الوردية والسقوف المقببة، وغير ذلك.

وتعتبر المؤلفة والأكاديمية البريطانية ديانا دارك أن تصاميم هذه المعالم المعمارية الأوروبية لا تعود إلى التراث القوطي ولا التاريخ المسيحي الأوروبي كما يتم الافتراض دائما، وإنما تدين في تصميمها لصحارى سوريا، وبالتحديد إلى قرية تقع غربي حلب.

استوحت هذه المعالم معمار وطراز كنيسة أثرية قديمة تقع بقاياها في إدلب وتسمى "قلب اللوزة" من القرن الخامس الميلادي، كما تدين كثير من معالم المعمار القوطي بالفضل لأصول إسلامية وتأثيرات عربية واضحة كما تقول المؤلفة.

أصول المشرق
وترى دارك مؤلفة كتاب "بيتي في دمشق" والباحثة في التراث السوري أن معمار نوتردام -وجميع الكاتدرائيات القوطية في أوروبا- وبرجيها التوأمين المحيطين بمدخلها المتقن، ونوافذها الوردية وحتى برجها العمودي الذي احترق مدينة بتصميمها إلى أسلاف معمارية قديمة في الشرق الأوسط، إذ اقتبس الصليبيون العائدون إلى أوروبا في القرن الـ12 طراز البرجين التوأمين المحيطين بالنوافذ الوردية.

وفي حديثها للصحافة، قالت دارك إنها تصر على استخدام كلمة "سرقة" وليس "الاستيحاء"، لوصف اقتباس العمارة الغربية طرزا معمارية عربية، مؤكدة أن الغربيين لم يعترفوا بالأثر الإسلامي والمشرقي الكبير على المعمار القوطي والأوروبي.


وأشارت دارك في تقرير نشرته صحيفة غارديان البريطانية إلى أنه ليست فقط أصول البرجين التوأمين ونافذة الورود التي ترجع إلى الشرق الأوسط، ولكن أيضا الأقبية المضلعة والأقواس المدببة وحتى وصفة النوافذ الزجاجية الملونة.

وتدين العمارة القوطية كما نعرفها إلى التراث العربي والإسلامي أكثر بكثير مما تدين به للقوط، وتقول دارك "لقد اندهشت من رد الفعل، اعتقدت أن المزيد من الناس يعرفون، ولكن يبدو أن هناك فجوة كبيرة من الجهل بشأن تاريخ الاستيلاء الثقافي على خلفية تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، واعتقدت أن الوقت قد حان ليقوم أحد ما بتصحيح الرواية".
وفي مقاله الذي نشره موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني، يرى الكاتب فوغان هارت أن "التعصب المسيحي" وانحياز الأكاديميين إلى المصادر الغربية وانتشار الإسلاموفوبيا في الآونة الأخيرة كلها عوامل لعبت دورا كبيرا في طمس التأثير العربي والإسلامي على معالم العمارة الغربية.
ويقول الكاتب إنه بحلول نهاية القرن الـ17 كانت التجارة مع بلاد المسلمين تشكل ربع النشاط التجاري لإنجلترا في الخارج.

ويضيف أن شركة المشرق الإنجليزية -التي عرفت أيضا باسم "شركة تركيا"- لم تكن مسؤولة عن المبادلات التجارية بين البلدين فحسب، بل كانت ترسل تقارير دورية عن آيا صوفيا والمعالم التركية الأخرى إلى "الجمعية الملكية"، لتروي شغف المتعطشين لمعرفة أسرار العمارة الشرقية، ومنهم المهندس كريستوفر رن الذي ارتكزت الكاتبة ديانا دارك على نظريته عن الأصول الإسلامية للعمارة القوطية في كتابها "السرقة من المسلمين.. كيف شكلت العمارة الإسلامية أوروبا".

العمارة القوطية وأصولها
يقول الكاتب إن الصراعات والحروب في الشرق الأوسط جعلت زيارة المعالم الثقافية في المنطقة أمرا صعبا، وزادت تجاهل العالم للفن المعماري الإسلامي.

وتستند دارك إلى نظرية المهندس الإنجليزي كريستوفر رن (1632-1723)، والذي يؤكد أن العمارة القوطية لم تكن في واقع الأمر من ابتكار القوطيين، بل إن أصلها عربي إسلامي.

واعتبر رن أن هذه الأساليب المعمارية قد جاءت إلى أوروبا عبر الحروب الصليبية، ولم يذكر شيئا عن وجود المسلمين في إسبانيا.

وقد حاولت دارك تأكيد نظريته من خلال تحديد الأصول الشرقية للأشكال المعمارية القوطية، مثل القوس المدبب والقوس ثلاثي الفصوص ونافذة الورود العلوية والبرجين التوأمين.

ورغم أن هوية أولئك الذين ساهموا في حصول هذا التلاقح الثقافي ظلت مجهولة فإن الكثير من المعالم الأثرية في سوريا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط تقف شاهدة على انتقال الخصائص المعمارية من الشرق إلى الغرب، ومنها الكنائس الرومانية في أوروبا، والتي تؤكد دارك أنها تشبه في خصائصها ما شاهدته في المناطق المنسية في شمال سوريا.
@haqtube