Get Mystery Box with random crypto!

إسبانيا والإرث الإسلامي يوضح الكاتب أن دارك انتقلت في كتابها ع | 🌐 🌴المجلة_الثقافية🌴 ⭕️

إسبانيا والإرث الإسلامي
يوضح الكاتب أن دارك انتقلت في كتابها عبر تسلسل زمني ينطلق من فترة ما قبل الإسلام والعمارة المسيحية التي ظهرت في الشرق، وتحديدا في سوريا، مرورا بفترة الخلافة الأموية (661-750 ميلادي)، وصولا إلى الوجود الإسلامي في إسبانيا، والذي امتد حتى عام 1492، ومحاه الإسبان من تاريخهم حسب قولها.

وعلى الرغم من أن مئات الآلاف من السياح يزورون إشبيلية وغرناطة ومدنا أندلسية أخرى كل عام فإن إسبانيا "غير مستعدة للاعتراف بتاريخها الإسلامي" وفق دارك.

وتؤكد دارك أن تحويل المعالم الإسلامية إلى مبان مسيحية مثلما حدث مع مسجد قرطبة الذي تحول إلى كاتدرائية لم يخفِ جذورها الشرقية، ليبقى التشابه بينها وبين القصور والمساجد الأموية في دمشق دليلا على التلاقح المعماري بين الشرق والغرب.

ولا يقتصر الأمر على إسبانيا، إذ تتناول دارك في كتابها التأثير الإسلامي على البندقية والكثير من المعالم الإيطالية الأخرى، ومن بينها واجهة كاتدرائية سانت أندرو في أمالفي.

القدس والأندلس
نظرا لانتشارها في الكاتدرائيات الكبرى في أوروبا فمن السهل تخيل أن الأقواس الحجرية المدببة والأقبية المضلعة المرتفعة هي من أصل مسيحي، لكن الأقواس تعود إلى مزار إسلامي من القرن السابع في القدس، أما الأقبية فبدأت في مسجد من القرن العاشر بالأندلس.

وفي الواقع، هذا المثال الأول المعروف عن الهيكل المضلع لا يزال قائما، ويمكن لزوار جامع قرطبة الكبير أن يتعجبوا من أقواسه العديدة المتقاطعة في تحفة هندسية عملية وهيكل زخرفي، ولم يحتاج الهيكل أبدا إلى إصلاح منذ وجوده قبل ألف عام.

كان القوس المدبب حلا عمليا لمشكلة واجهها البناؤون العاملون في قبة الصخرة في القدس، أحد أقدس المواقع في العالم الإسلامي، وتم بناؤه عام 691 ميلادي على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

وكان التحدي هو كيفية ترتيب رواق خارجي من الأقواس المستديرة مع ممر داخلي أصغر، مع الحفاظ على سقف أفقي بينهما، ومن أجل محاذاة الفتحات كان على البنائين إعطاء الأقواس الداخلية استدارة أكثر إحكاما، مما جعلها مدببة.

ويمكن رؤية تصميم آخر في مكان أعلى من قبة الصخرة، حيث تحيط القبة بممر من الأقواس ثلاثية الفصوص، وهو النمط ثلاثي القوس الذي استمر في تغطية كل كاتدرائية أوروبية تقريبا، وتم تبنيها أوروبيا ومسيحيا كرمز للثالوث المقدس.

وتقول دارك "مرارا وتكرارا اندهشت كثيرا من مقدار هذه المباني التي نعتقد أنها مسيحية وأوروبية أساسا، لكنها كانت مبنية على الجهل وسوء التفسير لأشكال عربية سابقة".

وتشير إلى أن التأثير الهائل لقبة الصخرة يعود إلى الصليبيين في العصور الوسطى الذين اعتقدوا خطأ أن المبنى كان معبد سليمان.

البندقية والتصميم العربي
بالاعتماد على أبحاث المؤرخة المعمارية البريطانية ديبورا هوارد، تعتبر دارك أن تصميم مدينة البندقية أكثر عربية من كونه أوروبيا، من ممراتها المتعرجة الضيقة ومنازل الفناء ذات التراسات على الأسطح إلى الزخرفة الإسلامية لقصر دوجي (على غرار المسجد الأقصى في القدس) والقباب بصلية الشكل في سانت مارك، كلها كانت ثمار الرحلات التي قام بها تجار البندقية إلى مصر وسوريا وفلسطين و...، مما عزز مستوى التأثير الذي امتد حتى إلى الموضة، إذ كانت النساء في البندقية محجبات في الأماكن العامة وارتدين الملابس السوداء من الرأس إلى أخمص القدمين.

لم يكن نقل الزخارف الإسلامية إلى الغرب بهذه البساطة دائما، فقد اتخذ القوس المدبب طريقا أكثر التفافاً، ومر بعدة تحولات في عهد العباسيين وفي القاهرة، حيث انتشرت الأقواس وأصبحت أكثر حدة وتوجيها، وتروي دارك قصة تجار إيطاليين نقلوا التصميم في القرن العاشر وأخذ أحدهم تصميم النافذة المدببة لدير مونتي كاسينو عام 1065.

الشرق والغرب
وفي عرضها، قالت صحيفة غارديان إن كتاب دارك مبهج، ويضم بحثا دقيقا يلقي الضوء على قرون من الاقتراض، ويتتبع الأصول المعمارية للمباني الرئيسية في أوروبا، من البرلمانات ودير ويستمنستر إلى كاتدرائية شارتر وكاتدرائية القديس مارك في البندقية.

وتحكي جذور المعمار الأوروبي وأسلافها المشرقية أيضا قصة قوة سياسية وثروة وأزياء وطرز معمارية، مع حكايات عن نهب الصليبيين والأساقفة المهتمين بالموضة وتجار العالم الذين يكتشفون أساليب وتقنيات جديدة ويقتبسونها إلى أوطانهم.

وتقول دارك "لدينا الآن فكرة الشرق والغرب، لكن في ذلك الوقت لم يكن الأمر كذلك، كانت هناك تبادلات ثقافية ضخمة جاء معظمها من الشرق إلى الغرب، القليل جدا ذهب في الاتجاه الآخر".

المصدر :
الصحافة البريطانية
غارديان
ميدل إيست آي
@haqtube