Get Mystery Box with random crypto!

مقـــ➷ـال : { أَرْبَعُ رَكَائِز لِلتَّاجِرِ الْمُسْلِم } | قل هذه سبيلي السلفية

مقـــ➷ـال :
{ أَرْبَعُ رَكَائِز لِلتَّاجِرِ الْمُسْلِم }
لفضيــ➷ــلة :
{ الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله }
الوقفــ➷ــة :
{

•┈┈┈┈•✵ ✵•┈┈┈┈•

الأول ((حِفْظُ أَمَانَةٍ))؛ أي هو أمين في تعاملاته؛ لا يغش، ولا يخدع، ولا يمكر، أمينٌ في حفظ حقوق الناس، وفي إعادة أموالهم، فلا يضيع حقوق الناس بل يرعى للأمانة حقّها . وقد يبتلى الإنسان عندما يدخل باب التجارة ويمتحن؛ هل يحافظ على الأمانة ؟ أو يضيِّعها في سبيل أن يُحصّل مالاً أو يُحصّل شيئًا من حطام الدنيا ؟ فكثير من الناس يسقط في هذا الامتحان ويضيِّع الأمانة في سبيل أن يكسب مالًا أو عرضاً من عرض الدنيا ومتاعها الزائل. ومن الناس من يتعامل بالأمانة في حدودٍ ضيقةٍ وفي مصالحَ محدودةٍ، فهو يتعامل بالأمانة في حدود من يعاملُه بها جزاءً له من جنسِ عملهِ، فإذا وجد أمينا عامَلَه بالأمانة، وإذا وجد خائِناً عاملَه بالخيانَة، وليس هذا شأنُ المؤمن، ففي «المسند» وغيره بإسناد صحيح من حديث أنس بن مالك ? أن النبي ? قال : ((أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ )) ، فالأمانة مطلوبة في كل وقتٍ وحين وفي جميع الأحوال وهي ممدوحة في جميع أحوالها، والخيانةُ مذمومة وقبيحةٌ في جميع أحوالها، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (( وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ )) ؛ نعم طالِبْهُ بحقِّك لكن لا تعامِلْه بالخيانة فإن الخيانة مذمومةٌ في كل وقت وحين.

الثاني ((صِدْقُ حَدِيثٍ))؛ أي أنه لا يكذب بل يحافظ على الصدق، وعندما يُحدِّث الناس في بيعه وشرائه دائماً يكون صادقاً، إذا قال لهم "هذه البضاعة جديدة" فهو صادق في كلامه، إذا قال "هذا النوع أصيل " يكون صادقاً في كلامه، إذا قال "هذا من اليوم ليس من الأمس" يكون صادقا في كلامه، وهو في نفسه يقول: "ماذا يغنيني إذا كسبت من هذا ريـالا ومن ذاك ريالين أو عشرة أو ألفا أو أكثر وضاع مني خُلق الصدق وأصبحتُ كذّاباً ؟! "، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّار )) ؛ مؤمنًا بأن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى، وليست الريالات أو الدراهم بالتي تضيِّع خُلق الصدق عنده، لأن الصدق أصل ثابت وأساس لا يساوم فيه ولا يضيِّعه.
بينما بعض الناس أخلاقياته تَفسُد مع ممارسة البيع والحرص على الدنيا والمكاسب فيُبتَلى بصفقات معيّنة يجد نفسه منساقاً إلى الكذب فيها، بل ربما يحلف أيمانا مغلّظة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) وذكر منهم: ((الْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ)). فيبيع الصدقَ ويصبح كذابًا من أجل اكتساب شيء من الدنيا ومتاعها الزائل - والعياذ بالله-.

الثالث ((حُسْنُ خَلِيقَةٍ)) أي يعامل الناس بالأخلاق الحسنة وبالآداب الكريمة، والمشتغل بالتجارة والبيع والشراء يشاهد من أصناف أخلاقيات الناس واختلاف طبائعهم بل سيئي المعاملة منهم شيئاً كثيراً، ودوام الاحتكاك بالناس في البيع والشراء والمعاملات تؤثر على الأخلاق تأثيراً سلبياً إن لم يُحافظ على هذه الركيزة المبيَّنة في هذا الحديث «حُسْنُ الخَلِيقَة»؛ فيصبح التاجر حينئذ في صراع مع نفسه للمحافظة على حُسن خلقه، لا أن يبيع أخلاقه في السوق باحتكاكه بسيئي الأخلاق من الناس، إذ إنّ بعض الناس بسبب معايشته لأصنافٍ من الناس وحاجته للبيع والتجارة أصبح لعّاناً طعّاناً بذيئاً سيء الخلق، اكتسب هذا في تجارته وفي معاملته للناس، فضيّع هذه الخصلة بسبب اقتحامه التجارة ودخوله فيها دون محافظةٍ على هذه الركيزة العظيمة.
والتاجر المسلم الناصح لنفسه لا يجعل التجارة واحتكاكه بالناس سببًا لضياع الأخلاق، وماذا يربح الإنسان إذا حصَّل مالاً وفسدت أخلاقه ؟! وماذا تغني عنه أمواله وماذا تنفعه إذا فسدت الأخلاق ؟!

http://al-badr.net/muqolat/3952

•┈┈┈┈•✵ ✵•┈┈┈┈•