#زمن_العزة #أيام_عمر5 (( معركة بيسان )) | قصص الصحابة
#زمن_العزة
#أيام_عمر5
(( معركة بيسان ))
و بالفعل وصل المبعوث الروماني إلى معسكر المسلمين في فحل ليبدأ الجولة الثانية من المفاوضات .. ، فأدخلوه على مجلس سيدنا أبي عبيدة بن الجراح ، و كان يجلس بين جنده على الأرض .. ، فتعجب الروماني لأنه لم يستطع أن يميز أباعبيدة من بين المسلمين .. ، فهذا ما لم يعهده من قادة الرومان المتكبرين .. ، فسألهم : (( من منكم أمير الجيوش .. ؟!! ))
.. فرحب به أبوعبيدة ، و أحسن استقباله ... ، ثم أخذ يستمع إليه ..
، فبدأ المبعوث الرومي يعرض مزيدا من التنازلات .. قال :
(( سنعطي .. زيادة على عرضنا السابق .. لكل رجل منكم دينارين ، و ثوب .. ، و لأميركم 1000 دينار ذهبية .. ، و لخليفة المسلمين 2000 دينار .... !!!! ))
........ .... الآن أصبح العرض لا يقاوم فعلا .... !!!
ولكن .... إذا قبِل المسلمون هذا العرض ، وانصرفوا إلى بلادهم ليتمتعوا بهذه الدنانير .. من الذي سينشر الإسلام في العالم ...؟!! ، من الذي سيوصل الحق للناس حتى ينقذهم من النار .. ؟!!
، ثم إن أباعبيدة بن الجراح كان على يقين من النصر .. فهو وعد الله الذي لا يخلف الميعاد .. ، فلماذا إذا يقبل المسلمون مثل هذه العروض ، و يعطوا الدنِية في دينهم .... ؟!!
.. طبعا رفض أبوعبيدة عرض الرومان بلا تردد .. فقال له المبعوث الروماني مهددا .. ، و قد تملكه الغيظ :
(( والله إني أرى أنكم ستقبلون غدا أقَل من هذا بكثير .. ))
.. ، ثم انصرف إلى معسكره .. ، و هناك أخبر سكلاريوس بفشل الجولة الثانية من المفاوضات مع المسلمين .. ، و هذا معناه أن الخيار العسكري لا مفر منه ....!!
و في هذا البرد القارس في شهر يناير .. ، و في الثلث الأخير من الليل.. ذلك الوقت الذي يتنزل فيه رب العزة إلى السماء الدنيا ليغفر للمستغفرين و ليجيب دعاء السائلين ..أخذ أبوعبيدة بن الجراح يجهز جيوش المسلمين ليبدأ القتال في اليوم التالي مباشرة .. ، فاختار خالد بن الوليد قائدا على مقدمة الجيش .. ، وجعل سيدنا / سعيد بن زيد على القلب .. وهو من العشرة المبشرين بالجنة .. ، و جعل على الميسرة سيدنا / هاشم بن عتبة بن أبي وقاص .. وهو ابن أخي سيدنا سعد بن أبي وقاص .. ، و اختار على الميمنة ذلك الشاب الجبل سيدنا / معاذ بن جبل رضي الله عنهم أجمعين ..
ثم خطب فيهم أبوعبيدة بن الجراح ليحمسهم للقتال .. ، و ليرغبهم في الشهادة .. ، ثم صلى بهم صلاة الفجر ..
.. ، و بعدها بدأ في التحرك بهذا الجيش المبارك بين الوحل و المستنقعات ليعبروا نهر الأردن فيباغتوا الروم على أرضهم في هذا الوقت المبكر ..... !!!!
و بالفعل .... فوجئ سكلاريوس بالجيش الإسلامي .. ، فلم يكن يتصور أن يراهم أمام عينيه في الصباح الباكر بهذه السرعة العجيبة .. رغم الطين و الوحل ، و رغم صعوبة الجو .... !!!!
معركة بيسان
.. وفي 28 من ذي القعدة سنة 13 هجرية بدأ يوم عظيم من أيام الله على أرض بيسان ....
** و لما وصل الجيش الإسلامي أخذ القائد العبقري / خالد بن الوليد قائد المقدمة يدرس الأمر جيدا ، و يحدد نقاط القوة ، و الضعف لهذا الجيش الروماني الضخم حتى يضع خطة القتال ...
.. لاحظ خالد أن قلب الجيش الروماني متين جدا .. ، فقد ركز الرومان كل قوتهم في القلب ، فجعلوا كل فرسانهم فيه ، و جعلوا على جانبي كل فارس جنديين من المشاة مهمتهما حماية هذا الفارس برماحهما ، و سهامهما ... !!
.. فعرف خالد أنه من الخطأ أن يهجم بجيش المسلمين على ذلك القلب المتين .... !!!
.. ، و لكنه لاحظ أن ميمنة و ميسرة الرومان عبارة عن مشاة فقط .... ليس معهم فرسان ......!!!!
.. ، فكانت هذه هي نقطة الضعف الوحيدة التي اكتشفها خالد بن الوليد في جيش الرومان .... ، بينما كانت نقطة ضعف المسلمين أنهم يقفون على الوحل و الطين مما يعوق حركة الخيول ، و يصعب عليهم المناورات .. ، بينما يقف الرومان على أرض جافة ثابتة بعيدا عن الوحل و المستنقعات ..!!
.. ، فكانت خطة خالد بن الوليد أن يستدرج جيش الرومان إلى منطقة الوحل ليشل حركة فرسانهم .. ، وذلك بأن يتظاهر أمامهم بالانسحاب التدريجي البطيئ .. ، و بطبيعة الحال سيتقدم جيش الرومان طمعا في الإجهاز عليه ..
، فإذا أوقعهم في منطقة الوحل سيبدأ خالد في مهاجمة ميمنة و ميسرة الجيش الروماني باستخدام مقدمة جيش المسلمين فقط .. و التي يقودها بنفسه ، و كان عددهم حوالي ستة آلاف فارس .. ، و بالتالي سيضطر فرسان الرومان أن يخرجوا من القلب إلى الأجناب للدفاع عن ميمنتهم و ميسرتهم ضد هجمة خالد ...
، و في ذلك الوقت مطلوب من باقي جيش المسلمين ألا يشاركوا في هذا الهجوم .. ، بل عليهم أن ينتظروا نجاح المرحلة الأولى من الخطة .. ، فإذا تخلخل قلب الرومان .. بعد خروج فرسانهم إلى الأجناب .. تبدأ المرحلة الثانية من الخطة بهجوم شامل من جيش المسلمين على قلب الجيش الرو