#أتانا_اليقين_٢١ (( فيلم مصلح إجتماعي )) | قصص الصحابة
#أتانا_اليقين_٢١
(( فيلم مصلح إجتماعي ))
بدأ ثائر الحديث قائلا :
(( متشوقون يا مؤمن .. لقد وعدتنا أن تبدأ في نقد ذلك الفيلم الكوميدي الساخر ... فيلم " مصلح اجتماعي " .. الذي يروج له بقوة منكرو نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب .. ))
فقال جسار :
(( على فكرة .. طرحهم هذا موضوعي جدا يا ثائر ، و ليس كوميديا كما تزعم .. ، و لا داعي لتناوله بهذا الاستخفاف .. علينا أن نناقش المسألة ( بالعقل ) ، و نرد على الحجة بالحجة .. إن كنا فعلا نريد الوصول إلى الحقيقة ))
ضحك مؤمن و قال : (( صدقت يا جسار .. فواجب علينا فعلا أن نرد على الحجة بالحجة .. هذا إذا كان لدى الآخر حجة معقولة ، أما إن كان طرحهم ( بلا دليل ) ، إنما هو فقط من قبيل الافتراءات و الادعاءات الكاذبة التي يراد بها تشويه صورة نبي الإسلام لينفروا رعاياهم من دين الحق الذي أصبح يجتذب إليه آلاف البشر في العالم كل عام .. ، فلا يصح حينئذ أن نسميه طرحا موضوعيا .. .. ، و مع ذلك ... فسنرد على أكاذيبهم تلك بالحجج الدامغة حتى يتبين للجميع أنهم ليسوا على شئ ... ))
جسار : (( إذن .. فلتبدأ ))
مؤمن : (( سيناريو فيلم " مصلح اجتماعي " يعتمد على فكرة خيالية تقول أن محمدا كان رجلا ( صالحا حسن الخلق ) يتميز ( بالحكمة و رجاحة العقل ) ، وجد نفسه في بيئة جاهلية متخلفة تستبيح المنكرات و الخبائث التي تنفر منها الطبائع البشرية السوية .. ، فقرر أن يقوم بدعوة إصلاحية شاملة في مجتمعه البائس ليستنقذ قومه من هذا الضياع ..
.. ، و لكي يحقق لنفسه و لدعوته الإصلاحية جماهيرية كبيرة ادعى أنه رسول من عند الله تعالى .. الله رب البيت الحرام الذي تعظمه كل العرب .. ، و ادعى أنه على ملة إبراهيم و إسماعيل الذي توقره العرب جميعا .. !!
.. ، و أخذ محمد ( بزعمهم ) يؤلف كلاما من عند نفسه و يدعي أنه ( كلام الله ) .. ، حيث اعتمد محمد ( صلى الله عليه و سلم ) على فصاحته و بلاغته النادرة التي يزعم مؤلف الفيلم أنها كانت بمثابة " طفرة جينية " قد تحدث نادرا في تاريخ البشرية .. !!
.. ، و طبعا .. مؤلف الفيلم يريد بذلك التصور الذي نسجه من وحي خياله أن يرد على ( آيات التحدي ) التي تؤكد أن القرآن معجز ، و لا يستطيع أحد من البشر أن يأتي بمثله ، و لا حتى ان يأتي بسورة من مثله .. !!!
و يدعي مؤلف الفيلم أن محمدا قال كذبا أن القرآن كلام الله ليضفي القداسة على كلامه الذي يؤلفه للناس ، طمعا في أن تكون له شعبية واسعة ، فيتبعه أكبر عدد ممكن من قومه ، و يخضعوا له خضوعا كاملا ... !!
و طبعا .. هذا السيناريو المضحك لا يمت للعقل و لا للمنطق بصلة من قريب أو بعيد ، و ذلك لعدة أسباب :
أولا : هذا الفيلم يعرض لنا شخصية رجل ( صالح ) يحمل هم أمته و يريد الإصلاح ، و ليس شخصية ( مجرم حرب ) أو طامع في الشهرة و الزعامة و الدنيا و الشهوات .. يعني من المفترض أنه رجل سوي حكيم صاحب ( خلق حسن ) .. و مؤلف الفيلم يقر بذلك ..
.. ، فكيف لهذا الرجل ( التقي الإصلاحي ) أن يبدأ دعوته .. التي أرادها أن تكون ( عالمية ) .. بأن يرتكب جريمة من أكبر الجرائم ( الأخلاقية ) التي ترفضها النفوس السوية رفضا تاما ، ألا و هي جريمة ( افتراء الكذب على الله ) ...!!!
كيف يكذب ( محمد ) تلك الكذبة الشنيعة ، و هو الذي كان يستنكر ذلك بشدة في دعوته ، و يؤكد أنها أعظم ألوان الظلم .. ، بل و يتوعد مرتكبيها بالعذاب الشديد ..؟!!
(( و من أظلم ممن افترى على الله كذبا ... ))
و كيف يكذب محمد صلى الله عليه وسلم ، و هو الذي قال : (( .. فإن الكذب يهدي إلى الفجور .. ، و إن الفجور يهدي إلى النار .. )) ....؟؟!!
كيف يكذب ( محمد ) صاحب الخلق الحسن الذي يدعو الناس إلى مكارم الأخلاق ، ثم يقول عنه القرآن :
(( و إنك لعلى خلق عظيم ))
كيف يترك ( الصدق ) الذي هو عماد الأخلاق الكريمة و ذروة سنامها ... ؟!!!!
.. يعني .. إن رأى من التفوا حوله و صدقوه أنه ليس على خلق عظيم كما يدعي القرآن لانفضوا من حوله فورا ، و لشنعوا عليه و فضحوه .. ، أليس كذلك .. ؟!!
ثانيا : كيف يكذب محمد تلك الكذبة الشنيعة و هو الذي لقبه قومه في الجاهيلة ( بالصادق الأمين ) .. قومه الذين تربى بينهم ، و يعرفون ( أصله و فصله ) أربعين سنة كاملة ، لم يكذب عليهم فيها كذبة واحدة .. لا في صغيرة ، ولا في كبيرة .. ، و قد شهد بذلك خصومه قبل أصحابه .. ؟!!
كيف يترك الكذب على الناس و يكذب على الله .. ؟!!
.. ، و على فكرة .. هذه ( معلومة تاريخية ) متفق عليها عن ( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ) ، و لا مجال للتشكيك فيها .. ، فلا يوجد أي ( دليل تاريخي ) على عكس ذلك ..
ثالثا : لماذا يكذب ذلك * المصلح الاجتماعي * ... ؟!!