*رحم الله امرأ عرف قدر نفسه* يقول القران الكريم: 'يَا أَيُّهَ | القرآن ربيع القلوب
*رحم الله امرأ عرف قدر نفسه*
يقول القران الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا." النساء، اية 59 قال الفيض: "في الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام إِيانا عنى خاصة أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا. وفي الكافي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن الأوصياء طاعتهم مفروضة قال نعم هم الذين قال الله: أطيعوا الله الآية وقال الله إنما وليكم الله الآية. وفيه والعياشي عنه عليه السلام في هذه الآية قال نزلت في علي بن ابي طالب والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام."
وقال الشيخ الطوسي: 'هذا خطاب من الله تعالى للمؤمنين يأمرهم أن يطيعوه ويطيعوا رسوله ويطيعوا أولي الأمر منهم، فالطاعة هي امتثال الأمر. فطاعة الله هي امتثال أوامره والانتهاء عن نواهيه. وطاعة الرسول كذلك امتثال أوامره وطاعة الرسول أيضاً هي طاعة الله، لأنه تعالى أمر بطاعة رسوله، فمن أطاع الرسول، فقد أطاع الله كما قال..... وطاعة الرسول واجبة في حياته وبعد وفاته، لأن بعد وفاته يلزم اتباع سنته، لأنه دعا إليها جميع المكلفين إلى يوم القيامة، كما أنه رسول إليهم أجمعين.' من هنا نتفهم ان القران قد أوجب الطاعة، بنفس الدرجة التي أوجب على المرء المخلص، أن يمتثل، ولا يجادل وكانه يعرف المصلحة والمفسدة أكثر من مولاه.
واما من السنة، فقد ورد هذا الحديث القدسي، اذ قال الرسول الإعظم (ص): 'انا الله تبارك وتعالى، يا ابن ادم اطعني في ما امرتك، ولا تعلمني ما يصلحك'. بحار الانوار ٧١/١٧٨/٢٤
هذا الحديث القدسي الذي ينقله لنا الرسول الاعظم (ص) عن ذات الجلاله والعزة يشتمل على قضيتين؛ احداهما عملية، الا وهي الامر بالطاعة فيما قد تعلقت به الاوامر المولويه. وثانيهما:- النصيحه للعبد ان يلتزم حدوده، وان يعرف قدره فهو اضعف من ان يدرك ما هو الافضل له، وهو لذلك اصغر من ان يعلم ربه ما يصلح حال العبد او ان يعرف ذلك افضل من مولاه.
*تطبيق من الحياة* لو التزم المسلمون بهاتين النصيحتين، لكنا في خير وسلام وفي كل عافية وامان، ذلك لان كل واحد يعرف قدر نفسه، فلا يتعداها. لذلك ورد عندنا في مضمون الحديث: "رحم الله امرئ عرف قدر نفسه،" فمن يعرف قدر نفسه سوف يسكت، لكونه يعرف انه يجهل الكثير، وانه لو حفظ شيئا، فقد غابت عنه اشياء، وما على العبد الا ان يطيع ربه ولا يتجرأ ان يتصرف وكانه يعلم ربه ما ينبغي ان يشرع لكي يصلح حال عباده.
