2022-06-11 04:10:05
القسم الأول
أسئلة قبلية:
– فلو كنت بوابًا على باب جنة *** لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
من القائل؟ وما المناسبة؟
– من هو أول من هتف بالبراءة من المشركين في الحج، وبأمر من؟
– من الذي أحيا سنة البراءة في الحج في عصرنا الحاضر؟
– كيف كانت كلمة جهاد محط حرب من الأعداء؟ ولماذا؟
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الإرهاب_والسلام
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 8/3/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{بِسمِ اللَّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ * الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ * الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ * مالِكِ يَومِ الدّينِ * إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ * اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيمَ * صِراطَ الَّذينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضوبِ عَلَيهِم وَلَا الضّالّينَ} (الفاتحة1:7).
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك الذي بعثته رحمة للعالمين، الذي بعثته شرفًا لهذه الأمة، وعزًا لهذه الأمة، ورحمة لهذه الأمة، بعثته بكلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، مجاهدًا في سبيلك، محاربًا للطغاة والجبابرة من أولياء الشيطان - الذي طردته من سمائك، فأخرجته مذمومًا مدحورًا - ليخرج كل الطغاة من عالم الإنسانية مدحورين أذلاء، يُلبسهم الخزي والعار والذلة.
أيها الإخوة الأعزاء: شرف عظيم لنا أن نزوركم، شرف عظيم أن نقف أمام هذه الوجوه النيِّرَة، أمام أبناء همدان، وأبناء علي.
إنني بحق أقول لكم: كلما جئنا همدان، وكلما التقينا بكم أنتم يا أبناء همدان تذكرنا عليًا، أصبحتم تذكروننا بعلي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، إذا كان أبناء محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) يذكرون بمحمد فإنكم أنتم تذكرونا بعلي.
علي الذي قال فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ((علي مني وأنا من علي))، قرين القرآن الذي قال فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): ((علي مع القرآن والقرآن مع علي)).
علي، بطلُ بدر وأحد والأحزاب وحُنين وخَيْبَر، بطل صفين والجمل والنهروان، علي الذي لم يكن فقط يذهل العقول في ميادين الجهاد وإنما كان أيضًا ينير الدروب بكلماته المباركة، بتوجيهاته النيِّرة، ببلاغته الخارقة. إنه ربيب محمد، وحليف وقرين القرآن.
فإذا كنتم أصبحتم تذكرونا بعلي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) فإنما لأنه ما يزال فيكم أنتم بركة علي، فيكم بركة دعاء علي، ودعاء الأئمة من بعده.. كلما وقفنا بين أظهركم، كلما انتقلنا إلى منطقتكم نرى أنفسنا وكأننا نسافر إلى عمق التاريخ.
ما من إمام من أئمة أهل البيت ووقفت معه همدان إلا وبهرته بصدقها ووفائها، إلا وانطلق شاهدًا تاريخيًا على ذلك الوفاء، على ذلك الصدق على تلك الشجاعة، فكان ما يمتلكه الأئمة من تعبير عن ذلك كله هو أن يخلدوا دعاء يقرأه كل من يتصفح صفحات التاريخ، يتردد على الشفاه كلما ترددت الأعين تتصفح صفحات التاريخ، أولم يقل الإمام علي (عليه السلام):
فلو كنت بوابًا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
إنها عبارة من بهره وفاء همدان، وشجاعة همدان، وصدقهم وإخلاصهم:
فلو كنت بوابًا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
كلما وقفنا أمامكم - أيها الإخوة - لنتذكر مسؤوليتنا جميعًا أمام الله في أن نكون من أنصار دينه، فنردد أحيانًا عبارات التواصي فيما بيننا بالحفاظ على مذهبنا الزيدي، نقول لهمدان: إنكم أنتم لكم المِنّة أكثر من غيركم في ترسيخ قواعد هذا المذهب. أنتم من كنتم أنصار هذا المذهب، وأنتم من في واقعكم لا تحتاجون إلى من يذكركم بأن تكونوا من أنصار هذا المذهب، أنتم من وقفتم مع أئمته، من وقفتم مع أعلامه حتى ترسخت قواعده وانتشر نوره في هذه البلاد وغيرها.
إنه اجتماع مبارك، وإن أي اجتماع في ظروف كهذه واجتماع كهذا أو أقل أو أكثر من هذا لا يناقش فيه الناس هذه الأوضاع التي تعاني منها الأمة المسلمة، لا يتواصى فيه الناس بالحق فينظرون إلى الحق إلى بنيانه وهو يتصدع، إلى أعلامه وهي تطمس، إلى أنواره وهي تطفأ، ينظرون إلى ذلك الحق ليس فقط ليغيب عن الساحة، ليغيب عن الأفكار، ليغيب عن النفوس، ليغيب عن كل شئون الحياة.. وإنما ليحل محله الباطل والظلام والشر، كل اجتماع لا يناقش فيه ما يجعلنا نرى الحق، ونرى أمة الحق، ونرى أعلام الحق، وآثار الحق بالشكل الذي يحزن ويقرح القلوب ويبكي العيون.
370 views01:10