Get Mystery Box with random crypto!

#قصه_جريمة_في_ثلاجة_الموتى @uhr41 كانت الساعة تقارب الثانية و | مدرسه الرعب

#قصه_جريمة_في_ثلاجة_الموتى

@uhr41
كانت الساعة تقارب الثانية والنصف بعد منتصف الليل حين وقفت سيارة حديثة فارهة أمام بوابة المستشفى الرئيسية التي تسطع حولها الأضواء الذهبية، وما أن رآها حارس الأمن الذي يجلس على كرسي بجانب البوابة حتى اعتدل في جلسته وأخفى جواله الذي كان يعبث به داخل جيب سترته. ترجل رجل خمسيني من السيارة وخطى بخطوات سريعة نحو بوابة المستشفى، رفع يده كتحية للحارس دون أن يتوقف أو ينطق بكلمة، وبدوره رفع الحارس يده لرد التحية وقال: طاب صباحك يا دكتور شوقي. وبمجرد دخول الدكتور شوقي للمستشفى أخرج الحارس جواله من جيبه وراح يبحث في قائمة الأسماء حتى عثر على اسم "خالد" وأجرى اتصالاً. في الدور السفلي حيث تقبع ثلاجة الموتى استقبل خالد المكالمة وردّ بصوت ناعس: مرحبا أديب ماذا هناك؟
أديب: كن يقظاً فمدير المستشفى دخل الآن ويبدو أنه في جولة تفتيشية مفاجأة.
خالد: شكراً أديب لقد كنت على وشك النوم. أخبرني عندما يغادر المدير
أديب: حسناً سأعلمك حال مغادرته.

بعد حوالي ساعة خرج المدير من مكتبه الواقع في الدور الثالث يحمل بعض الملفات بيده وغادر المستشفى، فاتصل أديب بخالد وأعلمه بذلك. استرخى خالد على كرسيه الجلدي الأسود القابع مباشرة أمام باب سميك يسدّ بإحكام ثلاجة الموتى بعد أن فتح مسند الكرسي للوراء ليبدو أكثر راحة ويستطيع أن يمدد عليه جسده ليستسلم للنوم الذي تتوافر جميع مغرياته في ذلك الدور السفلي الذي يعمّه الهدوء المطبق والبرودة الشديدة ، والذي لا تسمع فيه صوتاً إلا صوت شفاطات التهوية التي تسحب روائح الموتى للخارج. إنه الدور الموحش في سائر أدوار المستشفى الذي يكاد لا يزوره أحد إلا المسعفين الذين يأتون كل حين بجثث الموتى ليدخلونها في ثلاجة الأموات القابعة هناك. نام خالد وكانت حينها الساعة قد شارفت عقاربها على الرابعة فجراً.
في الصباح ومع بدء الدوام الرسمي استيقظ خالد على صوت لطالما شق مسامعه، صوت عجلات العربة التي تحمل على ظهرها الأموات، كانت خالية هذه المرة يدفعها اثنان من عمال المستشفى وتصتك عجلاتها ببلاط الأرضية مما يحدث جراءها ذلك الصوت المعهود لدى حارس ثلاجة الموتى. كان خلف العربة رجلان آخران قد أتيا لأخذ جثة والدهما المحفوظة في الثلاجة والذي مات في المستشفى قبل ليلتين. سلم الرجلان على الحارس وأعطاه أحدهما ورقة ترخيص من مدير المستشفى تسمح لهما بأخذ الجثة. فتح الحارس باب الثلاجة فاندفعت البرودة التي تتجمّد الأطراف من شدتها والمختلطة برائحة الموت. دخل الحارس أولاً وتبعه العاملان يجران العربة، ثم دخل الرجلان حتى يتأكدا من أن الجثة تعود لأبيهم. فتح الحارس أحد الأدراج الذي يحمل رقم 17 وكانت بداخله جثة ملفوفة بقماش أبيض، نادى على الرجلين وطلب منهما الاقتراب لينظرا إلى وجه الميت. رفع الحارس الغطاء وعندها صعق الحارس والرجلان فالجثة بدت بدون عينين، لقد اقتُلعت العينان من محجريهما. تمنّع الرجلان عن استلام الجثة فهناك من عبث بجثة والدهما. ذهبا إلى المدير في الطابق الثالث وصرخا في وجهه "كيف تسرقون أعضاء والدنا"؟ اندهش المدير وحاول تهدئتهما قائلاً: ربما أخطأ الحارس في معرفة الجثة التي تخص والدكما. وبعد ساعة من الإجراءات تأكد للجميع أن الجثة قد سُرقت عيناها بالفعل وأن إدارة المستشفى ستتعرض للمساءلة القانونية فضلاً عن سمعتها التي أصبحت على المحك. طلب المدير حارس الثلاجة إلى مكتبه ليحقق معه فتبيّن أن الثلاجة لم تُفتح منذ دخول تلك الجثة التي فقدت عينيها وأن الحارس لم يبرح مكانه أبداً. حام الشك أن الجثة ربما دخلت الثلاجة دون عينين أصلاً، ما يعني أن سرقة العينين قد حدثت في غرفة العمليات. تم التحقيق مع جميع الجراحين المناوبين في تلك الليلة وجميعهم أنكروا صلتهم بذلك. هل هم العمال الذين ينقلون الجثث من غرف العمليات إلى ثلاجة الأموات هم من وراء هذه الجريمة؟ هذا ما جال في عقل المدير للحظة فهو لم يستثن أحداً من دائرة الاتهام.
اضطرت إدارة المستشفى إلى تركيب كاميرات مراقبة في عموم أروقة المستشفى وخصوصاً في الدور السفلي حيث ثلاجة الموتى. بعد يومين دخل المدير مكتبه عند الساعة الثامنة صباحاً وجلس يتفحّص الشاشة التي تعرض ما تلتقطه الكاميرات، فرأى حارس الثلاجة مسترخياً على كرسيه وقد غطى وجهه بوشاح يبدو كأنه يغط في نوم عميق. استشاط المدير غضباً ونزل مسرعاً إلى الدور السفلي ليوبخ الحارس وربما يخصم من راتبه، راح يحث الخطى في الرواق المؤدي إلى ثلاجة الموتى وما أن وصل إلى الحارس حتى صرخ به قائلاً "استيقظ أيها الغبي" ورفع الوشاح عن وجه الحارس ليتفاجأ بمشهد جمد الدم في عروقه، لقد اقتلعت عينا الحارس وما هو الآن إلا جثة هامدة على الكرسي.