Get Mystery Box with random crypto!

Inside out  كم هو مرهقٌ أن تحتاج هذا الكم من الخلايا المتناح | • براءة قلب | 🌸

Inside out 

كم هو مرهقٌ أن تحتاج هذا الكم من الخلايا المتناحرة لتبقى على قيد الحياة، أكاد اتمزق من فرط الصراعات الداخلية، أفكر كثيراً في ما فعلته وفي ما لم أفعله يعاتب عقلي لساني ويعاتب لساني قلبي، فيعاتب قلبي عقلي، أحدهم يشتكي من الذي يثرثر دون أن يستمع له والآخر يرد أن هواجس القلب تخرجه عن السيطرة فيعلي الآخير صوتاً صارخاً للعقل وأين كنت أنت عندما تكالبت عليّ هواجسي، أنت غير موجود حين نحتاجك، شارد في عالمك، تفكر بالغد وبعد غد، وحتى في الأمس، ماذا عنا، ماذا عن اللحظة، ماذا عن الألم الذي يعتصرني الآن، ماذا عن القلق الذي تلقيه على كاهلي بسبب أفكارك، لما لا تتوقف عن التفكير، تحاول معدتي أن تخمض صرخات القلب فوقها ف تصدر أصواتاً مريبة، تدعي أنها جائعة، تخبر يدي أن خذي الطعام، لنجعل هذا القلب يهدأ، ثم تتحرك يدي آلياً دون قرارٍ منها وتستمر وتستمر، حتى يدرك العقل أن هناك خطأً ما، هذه اليد خارجةٌ عن التحكم، فيصدر صفارات الإنذار، هناك عضو خارج عن السيطرة، يجب أن نعثر على الخلل في النظام، ينسى كل همومه التي يفكر بها ويشحن القلب قلقاً لأجلها، القلب هو الآخر يصمت مراقباً الاضواء الحمراء التي أُشعلت مباغتةً والأجراس التي تقرع معلنةً حرباً من نوعٍ ما، حرب ضد الخارجين عن نظام الحكم في هذا الجسد، لدينا نظام غذائي يجب أن نتبعه، يدق القلب بسرعة هناك الكثير من الهرمونات التي فرزت من دون أي مقدمات، زاد ضغط الدم، أنفاسننا تتباطء، هل نختنق، هل يأتي الموت بهذه الطريقة، لكن معدتي تستمر بالكذب، تعلم أن صرخات القلب ستعود، وكذلك صراعه مع العقل، علينا خلق خللٍ في هذا الجسد، يجب أن نعطل كل الأنظمة وبرامج التشغيل القديمة، يجب أن نبقي الجميع مشغولاً بأزماته وكوارثه حتى لا يجدوا وقتاً لالنقاش، يصرخ عقلي نحتاج لتقيء، قيء من فضلكم، ليفعل أحدكم شيئاً، ألا يمكنكم تنفيذ أمر واحدٍ كما يجب، اخرجوا قطع الكعك هذه، اللعنة، يجب أن أعطل كل هذه الأجهزة، يجب أن تتوقف عن العمل، لا لا سنموت، أين ذلك الزر، أين زر الإكتئاب، طوق نجاتنا الآخير، كان هنا في مكانٍ ما، وجدته، ثم يتوقف كل شيء، نفقد الرغبة، نفقد الإحساس، نفقد كل الدوافع، نذهب لسرير ونبقى هناك، تحت البطانية، تتوقف أجراس الحرب ولكن الأضواء الحمراء تبقى مشتعلة، يفتح العقل كل شاشاته ويراغب الأعضاء عن كثب، يوجه كلماته مخاطباً الجميع.
ليعترف من فعل هذا الجرم الشنيع، ليعترف لآنه لو لم يفعل فاقسم أنني سألقي بكم جميعاً إلى الهاوية، حافظت عليكم حتى الآن بسلام، وكما حافظت عليكم يمكنني قذفكم إلى الجحيم وأعنيها، ليعترف الملعون منكم ولننهي هذه المهذلة، ليعترف حتى نعود للحياة، سأعطيكم فرصة حتى ينفد عداد صبري وبعدها علي وعلى أعدائي يا عديمي الفائدة ناكري العرفان، اللعنة على اللحظة التي ارتبط فيها بكم، هنا يدخل القلب في صمتٍ شديد، فهو يظن أنه المخطئ، بتأكيد هو من سبب الجنون لليد المسكينة ما كانت لتتصرف وحدها، كانت دائماً في خدمة جميع الأعضاء ومطيعة أومر العقل، وبينما هو في صمته يتعالى صوت العقل، سنقطع اليد إن لم يقل أحدكم شيئاً .

نهضتُ دون وعي مني، سرتُ مباشرة إلى المطبخ، سحبتُ الدرج، اخرجتُ السكين، كل ما كنت أعرفه أن هذه اليد يجب أن تُقطع، لم أفكر في الموت، الموت خطوة لاحقة، ما علي فعله هو قطع يدي، لماذا؟ لا أدري، عقلي يخبرني بذلك وتتصرف بقية الأعضاء كما يرغب، فأفكاره تبدو صائبة، لا غبار عليها، ف هو العقل، هو الأكثر وعي وخبرة، أظن ذلك، ف تصرخ معدتي مهاجمة كل الأفكار التي ترد من العقل، إنها تؤلمني، تخاطبني أمرةً، ألقي السكين من يدك، أحيطي بطنك بيديك، هذا ما تقوله لي، تسقط السكين من يدي، أصرخ بشدة وأنا أضغط على بطني، تأتي  أختي ركضاً، تمسك بي وأنا أتلوى على الأرض، تسألني مابي، فأجيبها أن بطني يؤلمني، تحاول أن تفهم ما الذي يحدث معي ف لا تدري ما تفعل، تركض لتحضر أخي، الذي يقرر أن عليهم نقلي للمشفى بأسرع وقت .
في داخلي يصرخ عقلي، وهو يفرك رأسه بشدة، هذه المعدة الملعونة، كنت محقاً حين فكرت بتكميمها، بل يجب التخلص منها، يمكننا العيش من دون معدة صحيح، بدأ يفكر بالأمر بجدية، ولكن كيف يمكنني فعل ذلك، لو كنت أملك القدرة على اصابة الخلايا بالجنون، كنت ساصيبها بالسرطان، لا هذه فكرة غير سديدة ماذا لو لم استطع وقف انتشاره، لكن المحاولة لا بأس بها، أين دليل التشغيل، كيف يمكنك أن تصيب إحدى الخلايا بالجنون؟، حسناً لنرى ما كتب تحت هذا العنوان، أين الصفحة، لا يمكنك أن تصيب إحدى الخلايا بالجنون، لا يمكنني؟!، لما لا يمكنني، أنا العقل، أنا المدبر هنا، أنا من يقود هذه الأعضاء، المعدة تمكنت من تحريك اليد واصابتها بالجنون، لما لا يمكنني أنا وأنا العقل من فعل شيءٍ تافهٍ ك هذا مع خليةٍ واحدة، هذا الدليل قديم، لا يمكن فعل ذلك من يمكنه إذاً، سنموت إذاً، أين زر الموت، ألا نملك زراً هنا، اللعنة، أين ذلك الدليل، زر الموت، صفحة ٢٢٠، حسناً لنرى ماذا كتب