Get Mystery Box with random crypto!

دروس من هدي القرآن الكريم ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى مل | هدى الله

دروس من هدي القرآن الكريم
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى
ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 10/2/2002م | اليمن - صعدة

عادة الباطل، الباطل إذا انساق الناس معه منطق الباطل لا يخلق لديك وعياً أبداً إنما هو جهل متراكم، جهل يتراكم داخل نفوس الناس فيصبحون أيضاً لا يبصرون، لا يبصرون أيضاً أن مثل ذلك لا يمكن أن يصدق في وعده أو على أقل تقدير أنه من المحتمل ألا يفي بوعوده.
لم يعد لديهم ما يبصرهم على هذا النحو، قد يكون هذا للمؤمنين الذين لديهـم مقاييس دينية، ولديهم تقييم إلهي، لأن الله في القرآن الكريم عمل تقييماً متكاملاً للشخصيات بأنواعها. ألم يقدم لنا نفسية المؤمن؟ وقيَّم لنا نفسية المنافق؟ قيَّم نفسية اليهودي ونفسية النصراني ونفسية الكافر تقييماً كاملاً يعلمك هذه النفسية وكيف سيكون سلوكها في الحياة، كيف سيكون منطقها، هل هي ستفي أم أنها ستكذب أم أنها حتى تعمل على أن تنفق كذبها بالحلف، بالأيمان الفاجرة.
ألم يقل هكذا عن المنافقين: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ} (التوبة: من الآية62) يقول شيئاً ويتبعه بيمين من أجل أن تقتنع بما قاله، من أجل أن تصدقه، ولأنها نفوس هكذا، وتقييم صحيح لها يحشر الإنسان يوم القيامة، يبعث ويحشر بنفسيته، فيأتي المنافقون يوم القيامة يقول الله عنهم بأنهم {فَيَحْلِفُـونَ لَـهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ} (المجادلة: من الآية18) حتى في يوم القيامة يحلف بالله على أنـه مـا قـال كـذا، ويحلف بالله أنه ما أراد إلا كذا أمام الله، يحلف ويظن أنه سينفعه يمينه أو أنه سيقنع الباري ويخدعه، لأنه هكذا كان في الدنيا، هكذا كان في الدنيا.
الذي يزيد الإنسان وعياً فيستفيد من كل شيء حتى يصبح لديه قدرة على أن يعرف عواقب الأمور، ويعرف الشخصيات ماذا يمكن أن تعمل، وكيف يمكن أن يكون عملها، هم المؤمنون، هم من يستنيرون بنور الله، هم من تزكوا نفوسهم، وتزكوا مداركهم، هم من يمتلكون الحكمة، لا يحصل هذا إلا ممن يسيرون على نهج الحق.
والحق أو الهدي الإلهي قدم للناس بالشكل الذي يمكن أن يعطيهم بصيرة فيفهمون الأشياء قبل أن تحيط بهم آثارها السيئة، وإلا فكثير فـي الدنيـا مـن الناس عقلاء حتى وإن لم يكونوا مؤمنين، لكن متى، متـى ظهـر لديهـم وعـي؟ بعد الضرب، الضربة بعد الضربة حتى صحوا، وحتى فهموا.
أما المؤمنون فإن الله أراد لهم من خلال نـوره. ألم يقل عن كتابـه أنـه نـور، نور يضيء لك الطريق قبل أن تسقط في الهوة. في حفرة، قبل أن تطأ قدمك الشوك، نور ينير لك الطريق في هذه الحياة. الذي بيده نور وهو يمشي في الليل وإن كان الظلام شديداً هل يمكن أن يطأ شوكة أو يمكن أن يسقط في حفرة؟ لكن من لا يمتلك نور يمكن أن يسقط في حفرة، ويمكن أن يدعس شوكة ثم في الليلة الأخرى يكون قد حصل لديـه وعـي أنـه إذا سـار في هذه الطريق وليس لديه نور أنه سيحصل له هذه المشاكل التي حصلت بالأمس.
ألم يحدث له وعي لكن بعد أن سار في طريق شائك ونالـه ما ناله. فنجد البلدان، بلدان الغرب في أوروبا وأمريكا وغيرها تجد الناس هناك لديهـم وعي، وعي من خلال تجارب، هم ناس وهم بشر يعقلون، يفهمون، لكن تجارب، حاول أن تعرف شيئاً من التاريخ عن تلك البلدان تجد أنهم ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد أحداث دامية، وأحداث رهيبة داستهم وأحرقتهم وأنهكتهم.
لكن الإسلام، لكن الحق، لكن نور الله، هو من لا يريد لعباده المؤمنين أن يكونوا على هذا النحو، لا يبصرون إلا بعد أن يقعوا في الحفر، وتطأ أقدامهم الشوك، وبعد أن يتلقوا الضربة بعد الضربة، يقدم لهم النور، ألم يقل عن رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه بعثه للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وقال عن كتابه الكريم أنه نور، هو نور ينير لك الدروب فتعرف الأشياء قبل أن تقع عليك نتائجها السيئة.
ألم يوبخ في القرآن الكريم من يحملون هذه المشاعر الذين لا يبصرون إلا بعد أن يسقطوا على وجوههم؟ فقال في القرآن الكريم عن كثير من أولئك سواء في الدنيا أو في الآخرة من قال عنهم أنهم يقولون بين يدي الله: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} (السجدة: من الآية12).
ولاحظوا هذه قاعدة في هدي الله سبحانه وتعالى - كما نفهم - أنه إذا كان هناك شيء الله يوبخ الناس عليه، أو يعتبره خصلة سيئة في وعيهم، هو من عمل الكثير داخل كتابه على أن يكون عباده المؤمنين بعيدين عن أن يقعوا في مثله، أي هو من أعطاهم وعياً وبصيرة، حتى لا يحصل لديهم ما حصل لدى الآخرين، حتى لا يكونـوا كأولئـك الذيـن يتحسرون بعد فوات الأوان.