Get Mystery Box with random crypto!

قلنا خلال درس من الدروس: نحن طائفة لديها عقائد، والبعض منا كطل | هدى الله

قلنا خلال درس من الدروس: نحن طائفة لديها عقائد، والبعض منا كطلاب علم يعرف الأشياء عبارة عن عقائد مكتوبة في كتاب قرأها هو من كتب أهل البيت ومسلِّم معهم، وماشي معهم، ومصدق معهم، وقد لا يكون وصل في إيمانه بتلك العقيدة إلى درجة عالية، فتراه إذا مـا تعـرض لشبهـة من جانب آخرين يهتز بل قد يتحول. ألم نشاهد كهذا؟ ألم نشاهد أن هناك الكثير من الزيدية منهم من تحول إلى وهابي، ومنهم من تحول إلى علمانـي متنكر لدينه، ومنهم من تحول إلى اثنا عشري، أو إلى أي مذهب آخر. ما الذي ينقصه؟ ينقصه أنه لم يعمل على أن يبصر ما حوله من الشواهد.
وقلنا: إن هذه الشواهد هذه الأحداث في هذه الدنيا هي تعطيك بصيرة تعرف من خلالها صحة عقائدك، تعـرف مـن خلالهـا أن تلـك العقيـدة التـي قرأتهـا واعتقدتها أنها حق لا شك فيه، تلمس الشواهد عليها قائمة، وكثيرة جداً، شواهد كثيرة جداً، جداً، لكن من يتأمل، ولمن يستطيع أن يعرف كيف يربط هذا الحدث بهذا الشيء، كيف يعرف العبر في الأحداث، فهي أي هذه الأحداث تأملاتك لها تفيدك حتى في الجانب الاعتقادي فتزيدك بصيرة فيما أنت عليه أنه حق.
وهذه قضية مهمة جداً، لأنني قد أقرأ في كتاب فأرى عقيدة معينة، وقد يكون الكتاب مختصراً فلم يشرح لي الكثير من الشواهد على صحتها فيصادف أن أجلس في مجلس وفيه شخص من فئة أخرى لكنه ممن يحرص على أن يغير عقيدتي فيتحدث، وعادة عندما يتحدث أي شخص معك من الطوائف الأخرى هو من يحاول أن ينمق كلامه، وأن يقدم لك أشياء بشكل أدلة هي ما يسمى بالشبهة، لأنه عادة لا يرقى شيء إلى درجة أن يسمى دليل في مواجهة الحق أبداً.
الحق هو الذي يمتلك الدليل وحده على أنه حق، وليس باستطاعة الباطل أن يقدم لنفسه دليلاً يرقى إلى درجة الحق أبداً، فلهذا تسمى شبهة. لماذا تسمى شبهة؟ قالوا: لأنها تجعل القضية شبيهة بالحق، فيصبح ما قاله لك ذلك الشخص الوهابي مثلاً وهو ينمق لـك الكـلام ويسرد عليك الأدلة: أخرجه فلان ورواه فلان، وكانت هذه عقيدة السلف، فلان وفلان والأكثرية من الأمـة عليه. وهكذا. عبارات من هذه، هي شبهة كلها ليست أدلة.
والشبهة هي أيضاً جانب من الباطل هي نفسها لا تستطيع أن تقف في مواجهة الحق، هي بطبيعتها تزهـق إذا مـا جـاء الحـق تزهق، لكنها ستصبح لدى الشخص الذي لا يمتلك بصيرة، ولا يتأمل في كل ما حوله لا يقرأ كتاب هذا الكون، لا يقرأ كتاب هذا العالم، لا يقرأ صفحاته، لا يقرأ سطوره، التي هي الأحداث والمتغيرات فيه تصبح تلك الشبهة لديه دليلاً أقوى من دليل الحق.
أليس هذا هو من الجهل؟ أن تصير في واقعك من حيث لا تشعر، تنظر إلى الباطل الذي هو في واقعه باطل فيصبح لديك هو الحق بعينه، والحق الحقيقي الذي كان لديك يصبح هو الباطل. أليس هذا هو الجهل؟
هـل أن في الدنيا ما يمكن أن يجعل الباطل في واقعه يصبح حقاً؟ لا. لا يمكن، لأن الحق هـو مـن الله، ومـا كان من الله لا يمكن لأي طرف آخر أن يحصل منه ما يحوله إلى باطل، أو ما يجعـل مـا لـدى ذلـك الطـرف يقدم نفسه هو الحق الذي لا شك فيه، وما كان من عند الله يبدو محل ارتياب، أو يبدو باطلاً كما أسلفنا. لا يمكن هذا أبداً. إنما أنا بجهلي الذي أرى الحق باطلاً، ويصبح الباطل لدي حقاً، لأنها تشتبه علي الأمور، وجاء من شبه عليَّ، جاء من لبس عليَّ.

https://t.me/quran_ansarallah