Get Mystery Box with random crypto!

#أسئلة_القراء السلام عليكم. خادمتُنا كثيرة الأسئلة، ومتقنة | رضا الجنيدي

#أسئلة_القراء

السلام عليكم.

خادمتُنا كثيرة الأسئلة، ومتقنة لعملها، بل إنها تفعل أكثرَ من عملها، ولها تجارب في المطبخ، وتضيف لمسات لأي عمل تقوم به، وتنظيمها لكل شيءٍ رهيب، كما أنها تستيقظ كل يوم قبل الخامسة، وتبدأ العمل بنشاط، لكن هذا لا يجعلني أفعل شيئًا، فأنا أريد أن أفعل الكثير، لكنها تفعل الأمور أفضل مني، أشعر بأن خصوصياتنا وكل شيء في البيت تعرِفه أكثر منا، لا آمنها على شيء؛ لأني لا أعرفها، لكنها تعرف الكثير، بالإضافة إلى معرفتها بالأشياء التي أريد الاحتفاظ بها، فما الحل في عدم شعوري بالأمان في وجودها؟ وجزاكم الله خيرًا.


#الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، أهلًا بكِ ابنتي، أسأل الله أن يبارك فيكِ ويرزقكِ الحكمة، وأن يوفقكِ لما يحب ويرضى.



جميل جدًّا أن تحب المرأة تولي أمور بيتها بنفسها، وأن تحرص على خصوصيات هذا البيت؛ فهنيئًا لكِ هذا التفكير الرشيد، أسأل الله أن يتم نعمته وفضله عليكِ.



أبشري فمشكلتكِ بسيطة ويمكنكِ - بإذن الله - حلها بخطوات يسيرة، بل ويمكنكِ تحويلها إلى فرصة ذهبية تضيف إلى حياتكِ الكثير من الخيرات، وذلك إن ركزتِ على المكاسب التي يمكنكِ الفوز بها بسبب وجود هذه المرأة في بيتكم؛ مما يجعلكِ ترتقين بنفسكِ، وتطورين مهاراتكِ من خلال ملاحظتها، والتعلم منها، والاقتداء بها في نشاطها وهمتها العالية، وإتقانها لعملها، ولمساتها الجميلة في البيت.



أما كونها تقوم بكل مهام المنزل ما لا يَمنحكِ الفرصة للقيام بهذه المهام، فأرجو أن تكوني أكثر وضوحًا مع نفسكِ، فلو أنكِ بالفعل تريدين القيام بهذه المهام ستتمكنين من ذلك بمنتهى السهولة، وذلك من خلال إعطائها تعليمات بتركِ أجزاء من المنزل لتكون من اختصاصكِ أنتِ؛ لتقومي بالاهتمام بها عقب استيقاظكِ من النوم، ومنها بالطبع غرفتكِ.



فالأمر في يديكِ أنتِ وفي يد المسؤول في منزلكِ عن توجيه من تساعدكم في عمل البيت، فليس من المعقول أنكِ ستطلبين منها هذه الأمور، وتصر هي على القيام بغير ذلك!



أما بالنسبة لخصوصيات البيت، فأتفق معكِ على أن وجود امرأة غريبة في المنزل بشكل دائمٍ أمرٌ غير مريح، ويعطي إحساسًا بعدم الخصوصية، ولكن حاولي التغلب على هذه النقطة بأن تتعلمي أنتِ المزيد من مهارات المنزل حتى تقلِّلي من احتياجكم لوجودها، أما إن كان وجودها أمرًا حتميًّا؛ نظرًا لطبيعة مجتمعكِ، فتعاملي مع الأمر بمرونة أكثر، وتذكري أنكِ ستنتقلين - بإذن الله - إلى بيت الزوجية لاحقًا، ويمكنكِ أن تديري بيتكِ حينذاك بالشكل الذي ترينه مناسبًا لكِ، فاحرصي على أن تجعلي هذه الفترة في حياتكِ فترة تدريب تدربين فيها نفسكِ جيدًا على العناية بالمنزل، دون الحاجة إلى مساعدة خارجية، حتى إذا انتقلتِ إلى بيت الزوجية بإذن الله، تداركتِ هذا الأمر واعتمدتِ على نفسكِ، واحتفظتِ بخصوصيات بيتكِ دون أن تكرري نفس هذ النمط من الحياة من جديد.



أما بخصوص الأشياء التي تريدين الاحتفاظ بها، فيمكنكِ الاحتفاظ بها في غرفتكِ الخاصة، أو في أي مكان خاص، وإخبارها بخصوصية هذه الأشياء، ولا أظن أنها ستتعدى حدودها في هذا الأمر، طالما أنكِ أعطيتها تعليمات واضحة في ذلك.



أما عن شعوركِ بعدم الأمان معها، فأرجو ألَّا تجعلي مخاوفكِ تصيبكِ بالشك وسوء الظن فيمن حولكِ، وخاصة أنها لم يصدر منها ما يشعركِ بالريبة تجاهها، فاصرفي عن ذهنكِ هذه الأفكار، وأحسني الظن فيمن حولكِ، واشغلي نفسكِ بنفسكِ ولا تشغلي نفسكِ بالتفكير الزائد في هذه المرأة.



أخيرًا حاولي أن تجعلي وجودَ هذه المرأة نعمة في حياتكِ بأن تُحسني إليها، فإن كانت مسلمةً فأنتِ بذلك تلتزمين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وتوجيهه لنا بالإحسان إلى من يخدموننا، وإن كانت غير مسلمة، فاجعلي إحسانكِ لها بنية فتح قلبها للإسلام، وحاولي أنتِ دعوتها إلى دين الله بسلوككِ الطيب وأخلاقكِ الحسنة، وحُسن تعاملكِ معها؛ عسى أن تهتدي على يديكِ، فتكون في ميزان حسناتكِ يوم القيامة.



أسأل الله أن يوفِّقكِ إلى كل خيرٍ



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/155509/%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D8%AB%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%A7%D8%AF%D9%85%D8%AA%D9%8A/#ixzz7XQX5Shxd