Get Mystery Box with random crypto!

تحسنت كثيرًا منذ آخر مرة كان حولها أكثر من عشرة نفر، كانت الأ | سمرآء ♡

تحسنت كثيرًا منذ آخر مرة كان حولها أكثر من عشرة نفر، كانت الأماكن المزدحمة تصيبها بضيق التنفس و الدوار، رغم انها كانت تعتقد ان هذا هو الشعور الصحيح في مكان يوجد فيه الكثير من الناس، لكنها نفذت نصيحة صاحبتها و ذهبت الي مرشد يستطيع أن يعالج المشكلة.

بصعوبة شديدة استطاعت ان تجد موقفًا للسيارة، تترجل من سيارتها و تحاول أن تشغل فكرها بأي شيء يبعدها عن غثيان الزحمة!
(ما السبب الذي يجعل العروسين يدعوان كل هؤلاء الناس !) تفكر وهي تهذب فستانها البسيط جدا علي سمعة العرس.
ان صالات الأفراح أماكن جيدة للتملق واصطياد العرسان!
تضحكها فكرة ان تعاسة المرء او بهجته الطويلة، مقامرة يصنع لها احتفالًا بهذا القدر!

" أنا الليلة ناوية اجبجب وما اطلع الا يطردونا "

تقول لها خالتها بحماس، تعلم المرأة كيف ان ابنة اختها ذات حس حماسي عالي، ليست من النوع الذي قد يقلل حماسها أو يغلق علي بهجتها بتعجيل موعد الذهاب.

ممشى طويل مزين بالإنارة الصفراء يقسم فناء الصالة لقسمين، ينظر الجميع نحو الفتاة الطويلة جدًا وبصحبتها أمرأة أقصر منها بمقدار شخص.
سبق واعتادت ان تلفت النظر، فيما مضى كان هذا يشعرها بالغرابة، لكنها الآن أقل اهتمامًا من أن تشعر من جديد.

تضع قدمها في مدخل الصالة المزين بالورود، تفصلها الذاكرة الي وقتٍ قديم، سبق و أن ودعت حب حايتها هنا، كانت وقتها في كامل أناقتها وهو كذلك، الفرق أنها وحدها سلمت رجلًا تعرفه جيدًا لامرأة ظن الجميع أنها المناسبة، وأنه-وحده- عرف ان امتلاء عينيها بالدموع ليس فرحًا وان ابتسامتها وهي تهنيه: (ربنا يسعدكم)أثقل التهاني عليه.
آنذاك كان وداعها له ممتلئًا بالأغاني والزغاريد، عرفت كيف تسخر الحياة من مشاعرها، صنعت لها خيبة مكللة بالأغنيات، خسارة يتحدث الجميع عن جمالها وروعة العروسين وكيف أنهما (لايقين علي بعض)!
لكنها فيما بعد تعلمت اسلوب الحياة في التهكم، وعرفت كيف تتعامل مع سخرية الأيام و مزاحها المبتذل. تستطيع ببساطة أن تبتسم للرجل الأنيق الذي يحاول ان يلفت انتباها منذ ساعة، أن تعطيه الأمل وترحل.
بهذه الطريقة تخبر قدرها أن المكان الذي وأد حبها، لن ينمو منه غير شبح مشوّه للحب.

سبق واتفقت مع فكرة الحب، لا تريد المزيد منه، ستكتفي بالسعادات العابرة، البدايات الجميلة له وحسب، وأن تكون أول الراحلين.
قد تتنافى الفكرة مع مبدئها في الوفاء، لكن كيف يصدق المرء من خانه اكثر من مرة!
لقد رغبت في البقاء في علاقة سوية، لكن في كل مرة يدور حولها مثلث حب حاد، يصيبها في مكانٍ ما من قلبها.

(انا حأستناك برا، أخدي راحتك علي الآخر)
بصوت اقرب للصراخ تهمس في اذن خالتها، تخترق الحشد نحو المخرج، ليست وحدها التي لم تتحمل الصخب.
في الزواية يجلس ذات الرجل، يبتسم كمن صدق حدسه.
تجلس في زاوية أبعد تؤكد له بها عدم اقترابه، تأخذ نفسًا عميقًا و تفكر فيما ينتظرها في الغد، أشرف اليوم الجديد ان يبدأ وهي ما زالت عالقة في يومين سابقين.

(نمشي نحضر الشروق؟)
تومض شاشة الهاتف مبتهجة.
للتو تجيب علي أجمل سؤال في اخر عشرة سنوات!
(أجهز علي الساعة كم؟)


تترك مشرق الشمس خلفها، تغمض عينيها وتسمتع بغناء المياه مع ايقاع الريح، ان علاقة الرياح والمياه علاقة غريبة ، كلاهما عالق بالضد، و بالرغم من استحالة أبدية ان يكونا معا، الا ان الريح لا تفوت فرصة ان تراقص البحر وامواجه، كما لا يفوت البحر أن يكون مطر!

للتو لاحظت ان هذه تشبه علاقتها بالحب.

(بسسست! بتفكري في شنو؟)
يسألها وهو يبعد الخصلة التي استغلت انشغال حبيبته بالريح وتسللت الي وجهها.

( بفكر قدر شنو قاعدة اكون مبسوطة معاك!)

تنظر الي وجهه المقلوب فوقها، ابتسامته الهادئة تزيد من جاذبيته.
تفرقع صاحبتها خيالها وهي تسألها:
(بتضحكي براك مالك؟)
ترفع رأسها وتعدل من اتكاءتها علي قدميها ، اجيبها وهي تسكب الشاي:

(مافي شي، اتخيلت حاجة بس)

ثم تلتفت الي الميل الذي بدا اكثر شبابًا في هذه الساعة .
وتقول في نفسها:
" المزيد من السعادة في انتظار ان تعاش!"

#اسراء_حيدر