Get Mystery Box with random crypto!

ما هو الحب؟ في الثقافة الشعبية المنتشرة، غالبا ما يُصوَّر الحب | سمرآء ♡

ما هو الحب؟ في الثقافة الشعبية المنتشرة، غالبا ما يُصوَّر الحب على أنه استعداد للتضحية من أجل الطرف الأخر، ولكن للفلاسفة القدامى وجهات نظر أُخْرى (مقال بترجمتي).

تحدث الإغريق القدماء عن كل شيء مثل، طبيعة الكون، وكيفية تنظيم المجتمع وتحقيق العدالة، وكيف يصبح المرء اكثر شجاعة، ومعنى الصداقة - وبالطبع فن الحب. اتفق الفلاسفة اليونانيون على أن هدفنا الأساسي في الحياة هو تحقيق حالة تُعرف باسم eudaimonia، اي تحقيق السعادة والازدهار في الحياة، فالحياة السعيدة هي حياة جيدة. لكن ما هي الفضائل التي تؤدي إلى حياة كريمة؟ في قلب هذه الأسئلة، وفقًا لليونانيين القدماء، توجد الفضيلة العليا: وهي المعرفة.

الحوار الأكثر شهرة حول الحب، موجود في محاورات أفلاطون، بعنوان "الندوة" والذي تم كتابته في عام 416 قبل الميلاد، يتكون "الندوة" من سلسلة من الخطب التي تستكشف وجهات النظر المختلفة حول طبيعة الحب والرغبة. يدور الحوار في منزل أغاثون (الشاعرالمأساوي)، الذي يحتفل بفوزه في مسابقة لكتابة التراجيديا. في هذه الليلة بالذات، يتفق المتحدثون على أنه بدلاً من أن يشربوا مرة أخرى، سوف يلقي كل منهم خطابًا تكريمًا لإيروس، إله الحب.

المتحدثون السبعة يمثلون الاراء المختلفة عن الحب، الذي مازال البعض يتبناها حتى الآن. نلتقي بكاتبًا، وممثلًا كوميديًا، وفيلسوفًا، وعالمًا، وعاشقًا عجوزًا، وعاشقًا شابًا، ومتعطشًا للمتعة. هذه القائمة المنسقة من المدعوين تناقش الحب من كافة الوجوه والاراء.

يفرق باوسانياس (الكاتب) بين نوعين من الحب. هناك المحب الذي يرى الحب كأداة والذي "يحب الجسد بدلاً من الروح". وهناك النوع الأكثر ثراءً: الحب النبيل. العشاق النبلاء يرون أحبائهم بطريقة أعمق، ويكرمونهم على ذكائهم وما يجعلهم فريدين.

الممثل الكوميدي أريستوفانيس يقول ان لكي نفهم الحب، يجب أن نفهم طبيعة تطورنا، يدعي أريستوفانيس أن العشاق قد خلقوا بأربعة أذرع وأربع أرجل، وكان هناك رأس واحد للوجهين، والذي يبدو في اتجاهين متعاكسين. ذات يوم تآمرت المخلوقات على الآلهة. ردا على ذلك، قرر زيوس تقليل قوتهم عن طريق تقطيع كل مخلوق إلى قسمين. يقول أريستوفانيس: "يولد الحب في قلب كل إنسان، إنه يريد ان نعود لطبيعتنا الأصلية؛ إنه يحاول أن يصنع واحدًا من اثنين ويشفي جرح الطبيعة البشرية". فنحن جميعًا نبحث عن النصف المطابق، حتى نشعر بالراحة. تعتبر رواية أريستوفانيس، الرواية الأكثر رومانسية بينهم جميعًا.

بينما يضع الطبيب إريكسيماخوس مقاربة علمية لموضوع الحب. فهو يجادل بأن الحب يؤثر على كل شيء في الكون، بما في ذلك النباتات والحيوانات. انه قوة جبارة، ومصدر تحقيق السعادة والهناء في الحياة. إنه يجعلنا أصدقاء وشركاء جيدين ويقربنا من الآلهة. الحب يحكم الموسيقى الجميلة وانسجام الكون. عندما يتوازن الحب بداخلنا، تكون النتيجة هي الصحة.

بينما يجادل اجاثون الممثل التراجيدي بأن الحب يتلاشى مع تقدمنا في العمر ويصبح حبًا عمليًا، فاغابي "إله الحب" يبحث عن الحب بين الأزهار"، وبالتالي فان الحب لا يستقر على الجسد أو الروح "التي ذبلت زهرتها".

بينما يرى الفيلسوف ديوتيما أن الحب هو نوع من الصعود المشترك نحو شيء أعظم. يقودنا الحب إلى الأشياء الجيدة والجميلة، وأساسها المعرفة. يرى ديوتيما، ان معنى الحب أن نساعد بعضنا البعض لنصبح أشخاصًا أفضل - لعيش حياة أكثر إشباعًا، معًا.

يمنحنا سقراط مفهومًا أكثر ثراءً للحب من الروايات الرومانسية التقليدية الأخرى، التي تؤخذ على أنها وجهات نظر فردية. ما يميز هذا النقاش هو أنه، على عكس حوارات أفلاطون الأخرى ، فإن خطاب كل شخص يحتوي على عنصر من الحقيقة وهذا يجعل الحب يختلف عن غيره من الأمور. فهناك بعض الحقيقة في مفهوم أريستوفانيس عن الحب، فأنت عندما تحب شخصًا ما، فيجب أن تعامل قلبه كما لو كان قلبك. إريكسيماخوس أيضًا محق في أن الحب يجلب لنا أصدقاء وشركاء جيدين، وربما يكون أغاثون محقًا في قوله إن الحب يتغير مع تقدمنا في العمر. ما يؤكده الإغريق القدماء هو أن الحياة الجيدة هي التي يجب أن تتصف باللطف والتسامح والكرم والصبر.

مقال بترجمتي من موقع وصحيفة "theconversation" كتابة اوسكار ديفيس (محاضر في الفلسفة والتاريخ، جامعة بوند).

#مقالات #ترجمة_محمد_عصمت #ترجمة_كل_يوم

*اللوحة للرسام الهولندي: لورينس تديما.