2022-04-09 21:13:24
الإمداد الغيبي في الدعاء (17)
من مواطن وموجبات إجابة الدعاء
وقت السحر :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (صل من الليل ولو قدر حلب شاة وبالأسحار فادع لا ترد لك دعوة فإن الله تبارك وتعالى يقول: [وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ]([1])([2]).
عن الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خير وقت دعوتم الله عز وجل فيه الأسحار ، وتلا هذه الآية في قول يعقوب عليه السلام : [سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي]([3])و قال : أخرهم إلى السحر)([4]).
وروي في تفسير القمي : رحل يعقوب وأهله من البادية بعد ما رجع إليه بنوه بالقميص فالقوه على وجهه فارتد بصيرا فقال لهم : [أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ]([5])قالوا له : [يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ]([6])قال لهم : [سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ]([7]) قال أخره إلى السحر لأن الدعاء والاستغفار فيه مستجاب)([8]).
وعن الإمام الصادق عليه السلام : (من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده فإن قام من الليل فذكر الله تناثرت عنه خطاياه فإن قام من آخر الليل فتطهر وصلى ركعتين وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إما أن يعطيه الذي يسأله بعينه وإما أن يدخر له ما هو خير له منه)([9]).
بين الطلوعين :
عن الإمام الباقر عليه السلام : (إن الله عز وجل يحب من عباده المؤمنين كل دعاء ، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس فإنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ، وتقسم فيها الأرزاق ، وتقضى فيها الحوائج العظام)([10]).
وروي في دعائم الإسلام للقاضي النعمان (ت:363هـ) : عن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال : التعقيب بعد صلاة الفجر يعنى بالدعاء أبلغ في طلب الرزق من الضارب في البلاد([11]).
وعن الإمام الصادق عليه السلام : (الجلوس بعد صلاة الغداة في التعقيب والدعاء حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض)([12]).
قبل طلوع الشمس وقبل غروبها :
عن غالب بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : [وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ]([13])قال هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وهي ساعة إجابة([14]).
وفي كتاب (الزهد) للحسين بن سعيد([15]) عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له أوصني قال : (أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الصحابة لمن صحبك وإذا كان قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فعليك بالدعاء واجتهد ولا تمتنع بشيء تطلبه من ربك ولا تقل : هذا ما لا أعطاه وادع فإن الله يفعل ما يشاء)([16]).
وقت زوال الشمس :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء وأبواب الجنان ، واستجيب الدعاء ، فطوبى لمن رفع له عند ذلك عمل صالح)([17]).
عن الإمام الباقر عليه السلام متحدثا عن وقت الزوال : (تفتح في تلك الساعة أبواب السماء ويستجاب الدعاء ، وتهب الرياح ، وينظر الله إلى خلقه)([18]).
عن الإمام الصادق عليه السلام : (كان أبي إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس)([19]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) سورة آل عمران:17.
[2] ) مكارم الأخلاق،ص294.
[3] ) سورة يوسف:98.
[4] ) أصول الكافي،ج2،ص477.
[5] ) سورة يوسف:96.
[6] ) سورة يوسف:97
[7] ) سورة يوسف:98.
[8] ) تفسير القمي،ج2،ص356.
[9] ) الكافي،ج3،ص472.
[10] ) أصول الكافي،ج2،ص478.
[11] ) دعائم الإسلام،ج1،ص199.
[12] ) تهذيب الأحكام،ج2،ص138.
[13] ) سورة الرعد:15.
[14] ) أصول الكافي،ج2،ص522
[15] ) الحسين بن سعيد روى عن ثلاثة من الأئمة المعصومين كما يقول الشيخ الطوسي رحمه الله في الفهرست : الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران الأهوازي من موالي علي بن الحسين عليه السلام ثقة روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث عليهم السلام وأصله كوفي وانتقل مع أخيه الحسن رضي الله عنه إلى الأهواز، ثم تحول إلى قم فنزل على الحسن بن أبان وتوفي بقم ، وله ثلاثون كتابا.الفهرست،ص112.
وقد وصل إلينا من كتب الشيخ الحسين بن سعيد الأهوازي رحمه الله كتاب : (الزهد) الذي أقر فيه بعصمة الأئمة عليهم السلام وأنها من الأمور التي أجمع عليها علماؤنا حيث يقول : (لا خلاف بين علمائنا في أنهم عليهم السلام معصومون من كل قبيح مطلقا وأنهم عليهم السلام يسمون ترك المندوب ذنبا وسيئة بالنسبة إلى كمالهم عليهم السلام).كتاب الزهد،ص73.
[16] ) الزهد،ص66.
[17] ) أمالي الصدوق،ص671.
[18] ) من لا يحضره الفقيه،ج1،ص259.
[19] ) أصول الكافي،ج2،ص477.
208 views18:13