Get Mystery Box with random crypto!

﴿وَمَثَلُ ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمُ ٱبۡتِغَاۤءَ مَر | زاد الطريق

﴿وَمَثَلُ ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمُ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثۡبِیتࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ}

هذا مثل ضربه الله تعالى للذين ينفقون أموالهم وهم يتمتعون بهاتين الصفتين: ابتغاء مرضاة الله، وتثبيتا من أنفسهم.

ولكي نفهم هاتين الصفتين جيدا نبدأ بما يقابلهما، فنقول:

هناك آفتان  يمكن أن تطرآ على الإنفاق:

•• إحداهما أن يطلب الإنسان بنفقته الثناء من الناس، أو أن يريد غرضا من أغراض الدنيا، ينفق كي يمدحه أحد، و يخرج اسمه في وسائل التواصل، ويشار إليه بالبنان، أو لأجل أن يعرف عنه أن هذا مسلكه فيرشح أن يمسك الأعمال و البرامج  فيستفيد غرضا من الدنيا، أو أمثال هذه الأغراض.

•• والآفة الثانية ضعف النفس وترددها، يتردد مابين أن ينفق أو لا ينفق.

ماعلاج هاتين الآفتين؟

رب العالمين أخبرنا أن الآفة الأولى تزول بأن تزكي نفسك بابتغاء مرضاة الله، وعلى هذا، وكي تكون نفقتك مقبولة راجع مقصدك دائما، من تريد بهذه الصدقة؟ تريد أن ترضي من؟ لا تفعل الأفعال كأنك آلة تقوم بعمل روتيني، حدث نفسك أنك تريد رضا الله، وإذا حدثتك نفسك عن غير الله ارجع عليها باللوم، وقل لها: من هم هؤلاء؟   ماذا يساوي مدحهم؟ قل لها: يا لخسارة من ينفق لأجل أن يكتب له سطر عند أهل الدنيا غدا يمحى، وبأقل شأن ينسى!
كن واضحا مع نفسك، لا تتركها تتلون وتتقلب داخلك دون أن تعترض عليها.
إذا أخرجت لك رأس طلب الثناء فاعلم أنها رأس أفعى قد سلطها الشيطان عليك، فبادر إلى قطعها، اذبح طلب الثناء من الخلق بطلب ثناء الله سبحانه وتعالى، لا تنس آية الكرسي وما فيها من كمال صفات من يستحق الإنفاق له، وأنه لا إله إلا هو، لا تنس أن له ملك السماوات والأرض، لا تنس أنه هو الحي القيوم والناس لا يقومون إلا بما يقيمهم الله، ناقش نفسك في عدم استحقاق الخلق للالتفات إليهم، وقد قيل فيما قيل من كلام السلف: من عرف الناس استراح، فلا يطرب لمدحهم، ولا يجزع لذمهم، فإنهم سريعو الرضا، سريعو الغضب، والهوى يحركهم.

فإذا نصرك الله بعد أن ناقشت نفسك وجادلتها وناجيت ربك واستعنت به على نفسك، فانظر إلى الآفة الثانية، وهي حصول التردد في الإنفاق، والتردد يحصل لأن الإنسان يحب ماله من جهة، ويحصل لأنه لايستحضر أنواع الثواب التي ذكرها الله ورغبنا بها. 

أما عن علاج هذه الآفة فيكون بتثبيت النفس، وتشجيعها وتقويتها.
أخبرها أن باب الصدقة باب لتزكية النفس فلا تترددي يانفس.

عرفها أن الناس في كل بذل ما بين شجاع و جبان؛ في بذل المال أو العلم أو الجهد أو النفس أو أي شيء، فلا ترضي بالجبن دون الشجاعة، لاترضي بالذي هو أدنى وتذري الذي هو خير.

عرفها أن الشجاعة والقوة تجعل الإنسان يقبل على البذل، وهذا هو صدقها، وأن طلب مرضاة الله وحده وإرادة وجهه هذا هو إخلاصها، فإذا أتى الإنفاق من نفس تريد وجه الله، وتقدم على الإنفاق إقدام الشجاع الذي لا يتردد ستكون صورتها صورة هذا الذي ضرب له المثل، وحينها فلتبشر هذه النفس أنها مع كل إنفاق تزكو وتطهر وتكون داخلة في هذه المضاعفة التي يضاعفها الله لمن يشاء.

الدروس التربوية من الأمثال.