Get Mystery Box with random crypto!

زاد الطريق

لوگوی کانال تلگرام zadaltareq — زاد الطريق
آدرس کانال: @zadaltareq
دسته بندی ها: دستهبندی نشده
زبان: فارسی
مشترکین: 34.25K
توضیحات از کانال

قناة تُعنى باقتباسات مميزة من دروس أ. أناهيد السميري، وبعض الدروس المفرغة، مع العلم أن هذه الدروس والاقتباسات لم تعرض على الأستاذة حفظها الله ، لكنها مراجعة ومدققة من أستاذات فاضلات.

Ratings & Reviews

1.67

3 reviews

Reviews can be left only by registered users. All reviews are moderated by admins.

5 stars

0

4 stars

0

3 stars

1

2 stars

0

1 stars

2


آخرین پیام ها 10

2023-04-20 17:10:01 وظائفنا في آخر شهرنا (3).

قال تعالى : { ولتكبروا الله على ماهداكم، ولعلكم تشكرون};
أي: شرع الله لكم هذا الشرع كله من الصيام والقيام ليحصل منكم التكبير على ما هداكم، وليحصل منكم الشكر لله، فوظيفتنا الثانية التي طلبت منا بعد التكبير هي  الشكر، والشكر يكون على أمور منها:

شكر الله على منّته علينا بابتداء التشريع، ومنّته  علينا بالإعانة على القيام بالعمل، ومنّته علينا بتتميم العمل، ففي هذا الموسم المبارك حظينا بأشياء عظيمة من خيرات الله كان من الواجب مقابلتها بالشكر: 

في هذا الشهر المبارك صبرنا على جوع وعطش الصيام، وصبرنا على سهر القيام.

صبر من ابتلي بالمرض على مرضه، ومن ابتلي بالفقد على فقده،

صبرنا ونحن موقنون بأن بعد العسر يسرًا، وأن الله سيجعل بعد هذا القطع وصلا،

صبرنا ورضينا بما قضى الله عز وجل، وهذا كله يستلزم منا الشكر لرب العالمين الذي وفق لهذا الصبر على كل ذلك، والذي يعطي الصابرين أجرهم بغير حساب، فالحمد والشكر لله في كل وقت وحين على ماوفق وأعان!


شكر الله تعالى على أنه  جعل لنا في آخر شهرنا عيدا عظيما نظهر الفرح فيه، ويكون فرحنا فيه قربة وعبادة!

قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكلِّ قومٍ عيدًا وَهذا عيدُنا"،

عيدنا غير أعياد الناس كلهم، عيدنا شعيرة إسلامية تظهر فيه مظاهر العبودية، ويظهر فيه كمال الدين حين جعل الفرح عبادة!
تكون في ليلة تنتابك فيها مشاعر  الحزن على فراق هذا الشهر العظيم الذي اجتمعت القلوب فيه على طاعة الله، وارتاحت من كثير من مردة الشياطين و وساوسها وإلقائها، فتقابلك شعيرة جديدة مطلوب منك أن تعبد الله فيها بإظهار السعادة والفرح على إتمام الشهر، فسبحان من شرع هذا  الشرع الحكيم الذي يراعي استقرار هذه النفس!

الناظر لهذا الشرع يرى كم فيه من إدخال السرور على النفس والآخرين; حتى أن صيام يوم الفطر منهي عنه، فهذا يوم تأكل فيه، وتكبر فيه، وتشكر فيه، وتدخل السرور على نفسك، وتلبس أحسن الثياب،
وبهذا علم أن الله عز وجل يريد منك في كل وقت أن تكون تحت شرعه، وتبقى مؤمنا بأن الرحمن الرحيم قد شرع شرائعه لتزكو نفس هذا الإنسان وتطهر.

فالحمد والشكر لله أن اختصنا فجعل أعيادنا عبادة لله، وفرحا بالله، في حين أن أعياد غيرنا والعياذ بالله شرك وكفر وفجور.

ملاحظة: ليس من السنة اعتقاد  أن إحياء ليلة العيد له خاصية عن غيره، لكن إن كانت من عادتك أن تقوم الليل طوال السنة، فقم ليلة العيد كعادتك.


من لقاءات  أدعية الأنبياء


https://t.me/zadaltareq/1062
1.9K viewsedited  14:10
باز کردن / نظر دهید
2023-04-20 17:09:32 وظائفنا في آخر شهرنا. (2) .

( تابع  وظيفة التكبير ):

لكي يصح من العبد تكبيره لله عز وجل لا بد أن يعلم أن التكبير اعتقاد، وقول، وعمل؛

فالاعتقاد الذي يتم به تكبير الله هو الإقرار بأسمائه الحسنى و صفاته العليا؛ وبأنه  ليس له سبحانه إلا صفات الكمال، وبأن كل صفة كمال قد بلغت في الحسن غايته،
وتنزيهه سبحانه عن كل نقص وسوء، وتنزيهه عما لا يليق به من مشابهة المخلوقين؛ فليس له ند ولا صاحبة ولا ولد.
  الاعتقاد الذي يتم به تكبير العبد هو أن يعلم جلال الله، وكبرياءه ، وعزته، وعظمته، وكونه أكبر من أن تصل إليه عقول العقلاء، وأوصاف الواصفين، وذكر الذاكرين!

الاعتقاد الذي يتم به تكبير العبد هو أن يعلم أن حق الله أكبر من كل ماقام به من الطاعات مهما بلغت، ومهما تنوعت.

هذا هو أول وأساس التكبير.

ثم إذا امتلأ القلب بعظمة وتكبير الله تبعه اللسان بالتكبير القولي، ويظهر هذا في قول العبد: " الله أكبر"، ويكون في آخر هذا الشهر بالصيغ المعروفة، ومنها:

الله أكبر،،  الله أكبر ،، لا إله إلا الله،

الله أكبر ،، الله أكبر،،  ولله الحمد،

أو يثلث: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،  لا إله إلا الله،
الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد،

ومثله: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا،
من بعد غروب الشمس إلى الفراغ من الخطبة.

ثم التكبير بالعمل، ويظهر هذا  في طاعات العبد من صلاة وصيام وذل وانكسار ، فهذه الطاعات بنفسها تعظيم لله، نكبر الله بها طوال الشهر؛ حتى إذا وصلنا إلى نهايته ازددنا لله تكبيرا  !

كبر الله على أن جعلك عبدا منعما عليه في هذه الدنيا بمعرفته سبحانه وتعالى، وباليقين بصفاته، وبالهداية إلى شرعه، وبالتوفيق لطاعته.

كبر الله يا صاحب النعمة على ما هداك ووفقك وأكرمك!

خذ الطريق الذي به تزداد من تعظيمه والأنس به، وليكن تكبيرك اليوم شروعا منك في طريق الاستمرار بتعظيم الله والأنس به،

ولتضع في حسبانك أنك لن تنقطع أبدا عن الطاعات والعبادات التي هي سبيلك لهذا الأنس،

لا تسمح لحالة من الانفصال عن الأنس بالله أن تتغلب عليك بعد أن جاهدت طوال هذا الشهر الكريم ووصلت إلى ما وصلت إليه من عز الطاعة والتقريب .

ندعو ربنا ألا يجعل هذا آخر عهدنا بقيام الليل، ولا آخر عهدنا بتلاوة القرآن، فقد عرفنا خلال هذا الشهر أن هذا أمر قد  يسره الله عز وجل على عباده، فنسأله سبحانه أن يجعلنا ممن تتجافى جنوبهم عن المضاجع، وممن  يقرأون القرآن آناء الليل والنهار، وأن لا تشغلنا عن ذلك المشاغل.


ننتقل الآن إلى وظيفة العبد الثانية في نهاية هذا الشهر الكريم، وهي وظيفة الشكر.

يتبع…..

https://t.me/zadaltareq/1061
1.4K viewsedited  14:09
باز کردن / نظر دهید
2023-04-20 17:08:48 وظائفنا في آخر شهرنا!

شهر رمضان نعمة من رب العالمين، منّ بها على عباده فاغتنمها المتقون، وبقيت عليهم وظائف في نهاية هذا الشهر المبارك، وهي التي ذكرها الله عز وجل في سورة البقرة، في الخبر عن شهر رمضان فقال سبحانه :

{وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،

التكبير، والشكر!

وظيفتان عظيمتان علينا القيام بهما في آخر شهرنا، وعلينا أن نجمع  قلوبنا على الإتيان بتفاصيلهما، فبعد أن هدانا  سبحانه هداية عظيمة، و بعد أن أكمل لنا العدة فصمنا بعونه وتوفيقه وصلينا، كان تكبيره وشكره لزامًا وحقًّا علينا ،

ولنبدأ بوظيفة التكبير:

يكون التكبير في ليلة عيد الفطر، إذا رأى المسلمون هلال شوال، أو إذا أكملوا عدة شهر رمضان فعليهم أن يشرعوا بتكبير الله بالقلب واللسان،

والسؤال الآن: 
الله هو العظيم الكبير المستحق دائمًا للتكبير، فما الأمر الذي نكبره عليه سبحانه وتعالى في ختام هذا الشهر خاصة؟

الجواب:

1-  نكبر الله على ما هدانا إليه من نعمة هذا الشهر، فليس شيئًا رخيصا أبدًا أن يجعلك الله عبدًا محفيًّا به؛ قد شُرع  شرع عظيم لأجله، وقد هدي لشهر كريم تزكو به نفسه، وتضاعف به أجوره، ويزداد به قربًا من ربه!

انظر لغيرك من أهل الأرض كيف تكون الليالي والأيام عندهم  سواء !

انظر ليوم الجمعة الآن حين فقدنا صوت المساجد والخطب كيف حصل في النفس من الوحشة ما حصل لأن الأيام أصبحت سواء !
نعمة عظيمة أن يكون لك شهر متميز، تخلص فيه ما استطعت لرب العالمين، وتطلب فيه ما استطعت الطريق إلى تزكية النفس، والأنس بالله، فهذه هداية عظيمة لا تقدر بثمن. 

2-    نكبره شكرًا على ما وفق من هذه الطاعة والعبادة، وهو في غنى عن عبادة العابدين؛ لكنه تعالى تفضل على عباده بهذه العبادات العظيمة  لأجل أن يتقربوا إليه فينتفعوا هم بطاعته وقربه; بل خلق الخلق كلهم لأجل أن ينتفعوا من صفاته؛ لأجل أن يتعرفوا عليه سبحانه وتعالى، ثم يعاملوه ويربحوا عليه أرباحا عظيمة!

أعطاهم الله جميعا رأس مال، وناداهم كلهم إلى تجارة لن تبور !
  أعطاهم جميعا الفطرة السوية التي تبحث عن فاعل لأي مفعول، وخالق لأي مخلوق،
وخلق لهذه الفطرة آيات كونية تدلها على خالقها،
ثم لم يكتف بذلك سبحانه; بل أرسل الرسل تنادي بالتعريف به، وأنزل الكتب تجلي صفاته!

كل هؤلاء يدعون الإنسان إلى التجارة الرابحة مع الله، قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}؟

  { تؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}!

أي:   إذا كان عندكم علم فهذه  هي التجارة التي تنفعكم، لأنكم ستخرجون منها بربح ليس فوقه ربح:

قال تعالى : 
{يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} !

فهل تريد أيها التاجر شيئًا فوق هذا؟!

ناداك ربك لهذه التجارة، وأرسل الرسل تدلك على هذه التجارة، وجعلك في الأصل مستعدا لهذه التجارة، عندك القوة على أن تتاجر مع الله، عندك فطرة سوية، وآيات كونية، وبدنًا وقوى عظيمة، فهل من شيء بعد ذلك يمنعك من تكبير إلهك الكبير؟!

ثم إذا علمت أن حق مَن هذا فعله وهذا إنعامه التكبير; فعليك أن تعلم أن للتكبير معتقدات لا بد أن تحملها كي يصح منك هذا التكبير  وتأتي به بأنواعه كما ينبغي، فما هي هذه المعتقدات، وماهي هذه الأنواع؟

يتبع…


https://t.me/zadaltareq/1060
1.6K viewsedited  14:08
باز کردن / نظر دهید
2023-04-20 15:18:20 من اعظم الأزمات التي يمر بها الإنسان أن لايعرف ما هو المجال الذي يفكر فيه، وماهو المجال الذي لايفكر فيه، فتجده يشغل فكره في أمور ليست مجالا للتفكير، ويعرض عما أمره الله التفكير فيه، جاهلا أن هذا التفكير هو مختبر فيه.

قواعد تربوية ٢٩
1.4K views12:18
باز کردن / نظر دهید
2023-04-20 15:18:03 التفكر عبادة عظيمة لمن شاء أن يتقدم أو يتأخر

قال تعالى:

﴿كَلّا والقَمَرِ (٣٢) واللَّيْلِ إذْ أدْبَرَ (٣٣) والصُّبْحِ إذا أسْفَرَ (٣٤) إنَّها لَإحْدى الكُبَرِ (٣٥) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (٣٦) لِمَن شاءَ مِنكم أنْ يَتَقَدَّمَ أوْ يَتَأخَّرَ (٣٧)﴾

من أشغل تفكيره في هذه الآيات الكونية المبينة، وجعلها مكانا للملاحظة والتفكير والسؤال تكون له سببا للتقدم إلى الإيمان والخير واستمرار الطاعة، لأنها تقدمه في معرفة صفات ربه، واستحقاقه للتعظيم والمحبة والطاعة. 

ومن انشغل عنها وجعل فكره محلا للتفكير فيما لا ينبغي التفكير فيه كان ذلك سببا لتأخره عن ذلك.

قواعد تربوية ٢٩.
1.5K views12:18
باز کردن / نظر دهید
2023-04-20 14:51:43 سنة الله التي لاتبدل أنه يري من يعبد غير الله عجز هذه المعبودات من دونه وخذلانها له في الدنيا والآخرة، ويريه تبريه منه ومعاداته له أحوج ما يكون إليه في الدنيا والآخرة ﴿لِيَهْلِكَ مَن هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ويَحْيى مَن حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾
﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أنَّهم كانُوا كاذِبِينَ﴾.


قواعد تربوية ٢٩
1.6K views11:51
باز کردن / نظر دهید
2023-04-20 14:42:44 التفكير اختبار

بعد أن ذكر الله التفكير في قوله تعالى {إنه فكر وقدر}  أقسم في نفس السورة بالقمر، وهو تلك الآية العظيمة التي ينبغي التفكير في جمالها، وفي منافعها، وفي نظامها، وفي عودها وبدئها، لنستدل بذلك على عظمة صفات خالقها، فهنا مجال التفكير الذي أعطانا الله التفكير لأجله واختبرنا فيه.

إن من اعظم الأزمات التي يمر بها الإنسان أن لايعرف ما هو المجال الذي يفكر فيه، وماهو المجال الذي لايفكر فيه، فتجده يشغل فكره في أمور ليست مجالا للتفكير، ويعرض عما أمره الله التفكير فيه، جاهلا أن هذا التفكير هو مختبر فيه.

قواعد تربوية ٢٩
1.7K viewsedited  11:42
باز کردن / نظر دهید
2023-04-20 03:44:20 -

إذا أردت أن يجبرك الله في مُصابك وفيما ينقصك فاسأله وحده، ولا  تسأل غيره.

لابد أن تُبنى في قلبك قناعة أن الذي تحتاجه ليس مُلْك أحد إلا الله، ويتبين لك هذا الأمر خصوصًا في نقص الاهتمام من الآخرين، فأحيانا تجد أنه مهما حاولوا أن يعطوك من مشاعرهم فإنه ليس بنافع لك، ولا يَسد حاجتك هذه إلا الجبار-سبحانه وتعالى- فلا تدخل على أشخاص، ولا على حياة، ولا على علاقات إلا بعد أن تتعلّق بالله أن يرزقك مِن هؤلاء ما يجبر به كسرك.

كونك تعتقد أن حوائجك لا يجبرها إلا الله يجعلك لا تقف بحوائِجك إلا عند باب الله، وهذا الفارق بين مَن عَلِمَ عن الله وبين مَن جَهِلَ عن الله، فالذي يعلم عن الله قلبه مُعلّق بأنَّ العطاء مِن عند الله، أما الجاهل فينتظر جَبْره مِن أسباب نقصه.


الأسماء_الحسنى
اسم الله الجبار سبحانه
1.2K views00:44
باز کردن / نظر دهید
2023-04-20 03:44:05 -

ينزل اللطف مع البلاء

من الجبر الخاص أن يجبر الله قلوب عباده بالانشغال عن النقائص والانصراف عنها، فتنجبر نقطة نقص الدنيا عندهم بما يفيضه الله تعالى عليهم من محبته، والتعلق به، ورؤية أنه من أجل رضاه تُباع الدنيا.



من اسم الله الجبار سبحانه.
1.2K views00:44
باز کردن / نظر دهید
2023-04-20 03:43:37 وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ۝  ٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِیبَةࣱ قَالُوۤا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَ ٰ⁠جِعُونَ ۝ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَلَیۡهِمۡ صَلَوَ ٰ⁠تࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾

{وبشر الصابرين}

{وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}

البشارة هي أنك أيها المصاب إذا صبرت اهتديت، فهذه الهدايات لا تحصل لكل من نزل عليهم المصاب، إنما تحصل على حسب صبر العبد، فالله تعالى جعل الصبر طريقا للهداية، والسؤال:

لأي شيء يهتدي المصاب إذا صبر؟

1- أول أمر يهتدي إليه المصاب الصابر هو أن يعرف عز ربوبية الله وقهره وسلطانه، وهذا من الأمور التي نغفل عنها كثيرا، خصوصا حين يعطي رب العالمين عبده ويعطيه؛ فيظن أنه مدبر لنفسه، وأن الأمر له، وأنه دائما سيجد ما يريد، فيأتي المصاب يعرفه عز الربوبية وقهرها، وهذه نعمة يبشر بها الصابرون؛ يبشرون بأنهم سيهتدون فيزدادون معرفة لعز الربوبية، ومعرفة لذل العبودية وكسرها، ولذلك يقولون:  {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، فيعترفون بأنهم ملكه وعبيده، وأنهم راجعون إلى حكمة وتدبيره وقضائه وتقديره، لا مفر لهم منه، ولا محيد لهم عنه سبحانه وتعالى.

2- ثم هذا العبد الصابر الذي بُشِّر بأنه من المهتدين سيهتدي إلى الإخلاص لله، فيعلم أنه لا مرجع في رفع الشدائد إلا إليه، ولا معتمد في كشفها إلا عليه: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ}، فأبشروا أيها الصابرون أنكم ستهتدون إلى الإخلاص الذي يعجز الإنسان عن شرحه، ستهتدون لمعرفة كيف تخلص قلوبكم لله وحده، ستهتدون إلى معرفة كيف تنيب هذه النفس التي كانت شاردة إلى الله وتقبل عليه، ستهتدون إلى التضرع والدعاء، ستهتدون بإذن الله إلى طريق محبة الله.


3- ثم هذا العبد المصاب الصابر سيهتدي إلى أمر عجيب، لا يفهمه إلا من ذاقه، وهو الفرح بهذا المصاب الذي كان سببا لهذه الفوائد، وهذا كما يفرح من عظمت أمراضه بشرب الدواء الحاسم له مع مرارته الشديدة، فهو يحبه ويقبله لأن الأمل في الشفاء به يذهب الشعور بمرارته، وهكذا المصاب يفكر كيف أن مصابه سيمحص ذنوبه وخطاياه، وكيف سيرفعه عند الله فيفرح به.

4-  ثم هذا العبد المصاب الصابر سيهتدي إلى معرفة مقدار نعمة العافية، لأن النعم  تعرف أقدراها بعد فقدها، ومن ثم إذا عرف مقدارها اهتدى إلى نعمة الشكر.

5-  ثم هذا الصابر سيهتدي إلى ما في طيات هذه المحنة من منح وعطايا وفوائد خفية، ومثال هذا موقف إبراهيم عليه السلام لما أخذ الجبار منه زوجه سارة، كيف كان في طي تلك البلية أن وهبه هاجر، فولدت له إسماعيل عليه السلام، ثم كان من ذرية إسماعيل خاتم النبيين عليهم جميعا الصلاة والسلام، وإن كان في الظاهر أن المسألة شر، لكن ما أعظم ما في طياتها من خير، و قد قيل:
كَمْ نِعْمَةٍ مَطْوِيَّةٍ لَكَ   بَيْنَ أثْناءِ المَصائِبِ.

6- أيضا مما يبشر به الصابر أنه سيهتدي إلى التواضع، لأن المصائب تمنع من الأشر والبطر والفخر والخيلاء والتكبر والتجبر، فَإنَّ نَمْرُودَ لَوْ كانَ فَقِيرًا سَقِيمًا فاقِدَ السَّمْعِ والبَصَرِ لَما حاجَّ إبْراهِيمَ في رَبِّهِ، لَكِنْ حَمَلَهُ بَطَرُ المُلْكِ عَلى ذَلِكَ، وقَدْ عَلَّلَ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى مُحاجَّتَهُ بِإتْيانِهِ المُلْكَ،

وفرعون أيضا لَوِ ابْتُلِيَ بِمِثْلِ ذَلِكَ لَما قالَ: ﴿أنا رَبُّكُمُ الأعْلى﴾، وقد قال تعالى: ﴿وما نَقَمُوا إلا أنْ أغْناهُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ﴾، وقال تعالى: ﴿إنَّ الإنْسانَ لَيَطْغى﴾ ﴿أنْ رَآهُ اسْتَغْنى﴾ .

7- ثم هذا الصابر يهتدي إلى الرِّضا المُوجِبُ لِرِضْوانِ اللَّهِ تَعالى، فَإنَّ المَصائِبَ تَنْزِلُ بِالبَرِّ والفاجِرِ، فَمَن سَخَطَها فَلَهُ السُّخْطُ وخُسْرانُ الدُّنْيا والآخِرَةِ، ومَن رَضِيَها فَلَهُ الرِّضا، فالصابر يهتدي إلى أن يرضى؛ فيجلب عليه رضاه هذا أعظم مصلحة في حياته وفي أعماله وهي رضوان الله، و رضوان الله أكبر من جنات عدن، وأكبر من المساكن الطيبة، وأكبر من كل هذه العطايا، لِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿ورِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أكْبَرُ﴾، فما أعظم هذا الأمر الذي بُشِّر به الصابر!

هذا كله من هداية الله للعباد، كأن هذه الأيام العثِرة والصبر فيها مدرسة تخرِّج الإنسان مهتديا للطريق، قد تحسنت نظرته للحياة، و رأى الأمور كما ينبغي.

من لقاء أبشروا وأملوا ما يسركم.


https://t.me/zadaltareq/1728
1.1K viewsedited  00:43
باز کردن / نظر دهید