2021-08-22 20:49:01
#بين_السلف_والخلف
"حياء السلف و حال الخلف"
عن الشَّعَبي، قال: سمع عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه امرأة تقول:
دعتني النَّفس بعد خروج عمرو
إلى اللَّذَّات تطَّلع اطِّلاعا
فقلت لها عجلت فلن تطاعي
ولو طالت إقامته ربَاعا
أحاذر أن أطيعك سبَّ نفسي
ومخزاة تحلِّلني قناعا
فقال لها عمر: "ما الذي منعك مِن ذلك؟" قالت: "الحَيَاء وإكرام زوحي". فقال عمر: "إنَّ في الحَيَاء لهَنات"، (هنات: أشياء) ذات ألوان، مَن استحيى اختفى، ومَن اختفى اتَّقى، ومَن اتَّقى وُقِي.
وقال الجرَّاح الحكمي: "تركت الذُّنوب حياءً أربعين سنة، ثمَّ أدركني الورع".
وكان الرَّبيع بن خُثَيم مِن شدَّة غضه لبصره وإطراقه يَظُنُّ بعض النَّاس أنَّه أعمى، وكان يختلف إلى منزل ابن مسعود عشرين سنة، فإذا رأته جاريته قالت لابن مسعود: "صديقك الأعمى قد جاء"، فكان يضحك ابن مسعود مِن قولها، وكان إذا دقَّ الباب تخرج الجارية إليه فتراه مطرقًا غاضًّا بصره، (إحياء علوم الدِّين، للغزَّالي [1/181]). ولما احتُضر الأسود بن يزيد بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: "ما لي لا أجزع؟ ومَن أحقُّ منِّي بذلك؟ والله لو أُتيت بالمغفرة مِن الله لأهمَّني الحَيَاء منه ممَّا قد صنعت، وإنَّ الرَّجل ليكون بينه وبين الرَّجل الذَّنْب الصَّغير، فيعفو عنه، ولا يزال مستحييًا منه" (حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني [2/103]).
هذا حياء السلف من الرجال والنساء احداهن تنشد انتظار ان تلقى زوجها في الأخرة وان مات وان مات او قتل ولا تلتف نظرة واحدة يمنة او يسرى
وحال الرجال يظن بهم العمى من شدة غض بصرهم وعدم اطلاقها الى ما حرم الله.
اما الحياء اليوم فنكاد لا نجده في النساء وكيف نجده في الرجال الا من رحم الله من نساء ورجال قذف الله في قلوبهم الايمان فثبتوا في زمن يتساقط الجميع في عالم الموضة واللا اخلاق .
"لَعنَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ المُتَشبِّهين مِن الرِّجالِ بِالنساءِ، والمُتَشبِّهَات مِن النِّسَاءِ بِالرِّجالِ" (رواه البخاري).
هذا الحديث الذي ذكره رسول الله وهم في أطهر بقعة وأفضل القرون وحوله أفضل الرجال والنساء وأصدر لهم هذا التحذير القوي المرعب إلا وهو لعن المتشبهين ومعناه الطرد من رحمة الله والعياذ بالله ، نرى اليوم كثيراً في واقعنا أناس ينطبق عليهم هذا الحديث حتى بتنا لا نفرق بين الرجل والمرأة في اللباس والتصرفات والاخلاق وعدم الحياء .
اما الرجال اصبحوا يقلدون في لبسهم ونعومة كلامهم ونمصهم للحاجب الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء فكيف بالرجال !!
يقول انا مسلم وأصلي واصوم وضمن الجنة!
وما هي إلا عادة اعتاد عليها ، اما ملبسهم فيتبعون الغرب حذو القذة بالقذة ، وعندما كان المسلمون يدعون الناس الى تقصير الإزار كانوا يستهزأون بأننا في زمن التطور والحضارة، وعندما جاء الغرب بموضة "البرمودة" القصيرة اصبحوا يلبسونها وبل اصبحت لديهم من التطور!.
اما المرأة اصبحت تلبس الملابس الضيقة والملونة والمجسمة ويلبسن البنطال الذي هو للرجل على كراهته ، وليس للمرأة، والحجاب مزخرف بكل ما يلفت النظر ، والشعر مكشوف و حجاب ليس ينال من اسمه الا انه بضعة خيوط لا يستر ولا يسقط واجب والمكياج الذي يحاولن بوضعه ان يغرين الشباب وفتنة الرجال .
وبالأخير تدعي انها مسلمة وتكتب أفتخر بحجابي وهي لم يتعدى الحجاب خرقة قماش على الرأس اما الستر والحشمة والحياء فهو الذي ذكره الله في كتابه الكريم قوله تعالى:{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)}.
لذا علينا جميعا كمسلمين رجال ونساء ان نتقي الله عز وجل بالكلام والافعال والملبس والحياء فليس اليوم يوم فتن قليلة حتى تفتنوا الرجال بفتنتكم يكفي اننا نعيش زمان قطع الليل من الفتن يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا وتصبح الامرأة مؤمنة وتمسي كافرة.
ستر الله على نساء المسلمين وهدى شباب المسلمين لخير الاخلاق واحسنها وان يجعلهم ممن ينصرون دين الله عز وجل بأخلاقهم وافعالهم انه ولي ذلك والقادر عليه .
#إدارة هذا الوقت سيمضي
165 views17:49