Get Mystery Box with random crypto!

الانتكاسة بعد حالة تعافي أود أشير في البداية حول التصور الشا | عبدالله الهاشمي

الانتكاسة بعد حالة تعافي

أود أشير في البداية حول التصور الشائع عن فكرة التغيير عند الوعي الجمعي وكأنه عبارة عن صعور لأعلى قمة جبل وهذا الصعود أو التسلق يحتاج لحذر شديد حتى تتفادى السقوط أو الإنزلاق، السقوط بالنسبة للمتسلق يعني النهاية الحتمية لرحلة الصعود، لقد تمت إستعارة هذي الفكرة بلاوعي إلى مفهوم التغيير الذاتي فأصبح السقوط في طريق التحسن هو نهاية حتمية تشبه حالة سقوط متسلق الجبل إلى الأسفل ..

عملية التغيير الداخلي ليست صعوداً ولانزولاً ولايوجد فيها سقوط ولا إنزلاق ولاحتى يوجد هناك إنتكاسة،
ليس هناك شئ اسمه انتكاسة،في عملية اليقظة الروحية يوجد إنارة متصاعدة لمواقع الألم التي كانت تقع تحت الظلام وكل مرة تتقدم روحيا تزداد درجة الإنارة الداخلية لترى ظلامك بوضوح، لقد كان هذا الألم المختبئ تحت الظلام موجوداً ولكنه مختفي حتى ظهر نورك فكشفه وأظهره كماهو فاعتقدت أنت ربما أنه شئ جديد تم اختراعه فيك لم يكن موجوداً ..

لاتوجد انتكاسة يوجد دورة طبيعية للألم الذي تم تجاهله لسنوات طويلة، في داخلك يوجد ماضيك الذي تشعر بالعار تجاهه، يوجد زيفك وخوفك وجروحك التي تنتظر شيئا واحد وهو غفرانك الحقيقي لذاتك ولأنك لم تغفر لهذا السجل الداخلي حدث الألم من جديد وبشكل أقوى وأعنف، بدون غفران حقيقي للذات يعني استمرار الألم العنيف الذي انت أطلقت عليه انتكاسة، بمعنى آخر الانتكاسة التي تشعر بها هي حالة غياب الغفران للذات،
لايجتمع غفران الذات مع الألم الشديد، لايمكن ذلك وجود أحدهما يعني غياب الآخر، ( تبغى تصدقني جلسة لمدة دقائق مع ذاتك اغفرلها من اعماق روحك وهذا شنبي اذا استمر الالم الشديد ثواني اقصد الالم الروحي )

لماذا أشعر بصعوبة شديدة لغفران ذاتي مرة ثانية بعد حالة ( التى تسمى الانتكاسة) ؟

لأن الايجو ( الأنا المزيفة ) خبير في إدخال الذين وصلوا لهذي الحالة لمرحلة اليأس الشديد جدا والإحباط الكلي، وارجوك انتبه، في هذي المرحلة يفقد الإنسان الثقة كلياً بذاته وينقلب عدواً لها ويحاول الانتقام منها وتعمد تحميلها الذنب والعار والعجيب يصل لأدمان هذا الفعل الذي يحسسه بلذة الانتقام من ذاته، لقد تمكن الايجو منه وحجبه كلياً عن روحه وغالباً سوف ينظر ويسمع لأي متحدث عن التغيير والوعي باحتقار واذراء وغضب.

تخيل معي أن هذي الحفلة السوداء من الانتقام من ذاته هناك شئ واحد فقط يمحوها بالكامل،غفرااااان الذات لكني اعلم صعوبة هذا الشئ لأنه اغلق اذنيه وعينيه بالكامل ومهما كلمته او وجهته لن يصغي لك أبداً ..

لن أكرر كلماتي بهذا المقال حول التعامل مع الألم الذي ذكرته كثيرا بمقالات سابقة لأن هذا المقال هو أشبه بالطبطبة والمواساة للذين وصلوا لهذي المرحلة ..
اغضب ايأس تألم كما تريد ولكن مخرجك الوحيد جلسة الغفران هذي لذاتك، طيب اكرهها مااطيقها هي السبب اللي وصلتني لهذا الحال ..
اسمعني زبن : طال الزمان ولاقصر بتعرف إن ذاتك مالها ذنب وانتقامك من ذاتك هو أكبر ظلم عملته بحياتك، استنقاصهم لك ونظرتهم الدونية لك والله الذي لا اله إلا هو عمرها ماتجرح المحب الصادق لذاته ولو كان ماضيه أشد من سواد الفحم، إنهم يجدون قوتهم في قهرك بسبب تأجيل جلسة الغفران لذاتك يعني بالعربي هم يحركون شعور موجود فيك يعني هل تعتقد لو إنك مصفي هالشعور وغافر له تماما يقدرون يهزونك؟ ولايحركون فيك شعرة وأصلا راح ينطفون لأنه مافيه طاقة تحركهم وهذي الطاقة اللي كانت تحركهم للاستمرار في الاستنقاص منك هو شعورك بالعار من ذاتك صفيتها من داخلك فتلاشوا ..

نعم هي مو جلسة سحرية يلا غفرت وبقوم من النوم شخص آخر من أول جلسة، ولكن القشرة المجروحة سوف يصلها بلسمها وعافيتها ونورها وتشعر بالتحسن بشكل تدريجي ..

ملحوظة مهمة ((غفرانك لها لايعني الاجبار على محبتها مو لازم تحبها في هذي الجلسة، الغفران خطوة جريئة بالتوقف عن الانتقام منها ومعرفة الحقيقة عنها، الغفران لايشترط محبة أو تزييف، وحتى لو عاد الايجو بالعبث بك لقمعها خلاص انت عرفت الدواء ))

لقد كان البعض من العظماء والمتنورين عبر التاريخ
من أكثر الناس سوءاً وإجراما ثم استحالوا منارات للعالم، ومو قصدي هنا احفزك او اشحنك هذا مو دوري ولكن عشان اعلمك وانورك ان شعورك بالعار هو أغبى شئ صدقته عن نفسك، استيقظ أنت روح مكرمة .
محبتي