تاني وتالت وألف! ليس من حق أحد التفتيش في دفاتر الماضي التي ط | محمد عطية - الآسك
تاني وتالت وألف!
ليس من حق أحد التفتيش في دفاتر الماضي التي طويتموها .. هذه نقطة ينبغي أن تكون محسومة من البدايات ..
وحرام عليكم أن تعترفوا لأحد (كائنا من كان) بالأخطاء والذنوب التي سترها الله عليكم، وتبتم منها بلا عودة.
وهذا الاعتراف لو حدث لا يعتبر من باب الصدق والأمانة والوضوح وعشان نبدأ على بياض .. بل هو من باب الجهل والسذاجة ومساعدة الشيطان في الولوج من باب الشكوك التي تغتال الاستقرار، ولو بعد حين!
ومن صدقت توبته = عرف أن الستر من تمام التوبة .. وكما تحب ستر الناس، فنفسك أولى بهذا الستر!
وهذا الستر ليس من باب الخداع، بل هو معنى يحبه الله وأمر به .. كما أمر بالتوبة إليه. والأمانة والصدق والمكاشفة تكون في العشرة الطيبة، التي تسر فيها ما تعلن، أو فوقه وأكثر منه .. حبا ورحمة وأمانا، وحرصا على الإسعاد والإكرام!
واللي يعرف حاجة حصلت من زمان، وتبتم عنها وانقطع أثرها في حياتكم أصلا حتى نسيتموها إلا من رجاء عفو الله ومغفرته، ثم يريد هو محاسبتكم عليها = فلا تنكسروا بين يديه (كائنا من كان أيضا)، بل بينوا أن الخطأ وارد على كل أحد، وأن الله يقبل التوبة، وأنك لم تر مني إلا الخير وليس بداخلي لك إلا الخير .. فإن قبل ورضي = فهو أهل لهذا الخير، وإن تمادى وتجبر، وفضح وما ستر = فليذهب غير مأسوف عليه.
وأخيرا:
اللي يعترف لكم هكذا بمصائبه ونزواته وفجراته؛ لا يكون دوما من باب الأمانة والمكاشفة (ولو ساء فهمه لهذه المعاني كما وضحنا) .. وإنما كثيرا ما تكون طريقة خبيثة لالتماس أعذار مسبقة لما سيقع بعد من بلاوي!
وأنا حكيت كل حاجة .. وأنت عارف إن ده طبعي .. وإني ضعيف في هذه الزاوية .. وأنت رضيت وسكت وكملت .. ليه زعلت الوقت .. منا حكيتلك!
لتتحول الحياة لرحلة مأساوية من الابتزاز المرضي الرخيص ..
عشان كده بنقلق جدا من اللي بيعترف ده .. بنقلق من فعل الاعتراف أكتر من الخطأ المعترف به نفسه .. لأن الاعتراف يحتمل أنه لم يتب، أو مش فاهم معنى التوبة أصلا، أو تاب لكن ضعيف النفسية يريد حماية نفسه بالاعتراف بالتالي معرض لسهولة الوقوع، أو خبيث يمهد للقادم .. وكلها احتمالات مخيفة كما ترون!
والكلام للجنسين.
والله يعفو عنا أجمعين .. ويستر علينا وعلى المسلمين.⁵³
