Get Mystery Box with random crypto!

[المقال (217)] بسم الله الرحمن الرحيم ● ذل مع طاعة ولاة الأمر | كشكول عزالدين أبوزخار للبحوث والمقالات العلمية

[المقال (217)]
بسم الله الرحمن الرحيم
● ذل مع طاعة ولاة الأمر ولا حرية مع الخروج يا دعاة الفتنة ●

الحمد لله القائل: { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: ((تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك))، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم إلى يوم الدين.
أما بعدُ:
فدعاة الفتنة في كل عصر ومصر لا يهنئ لهم بال ولا يطمئن لهم حال ولا يقر لهم قرار حتى تسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتنتهب الأموال، بالخروج على السلطان البر منهم والفاجر.
وفي يوم الأربعاء 26 ذي الحجة 1437 هـ الموافق 28 / 9 / 2016 م خرج علينا بتغريدة ضال من الضلال وداعية من دعاة البدع الأهواء على صفحته على تويتر بقوله: أيهما تفضل الأمن مع الذل أو الحرية مع الثورة؟
هذه دعوة للخروج على الحكام، فيها ما فيها من تهيج الناس والضرب لهم على الوتر الحساس.
هكذا ضرب بعرض الحائط لكل النصوص التي تأمر بالسمع والطاعة في المعرف لولاة الأمر.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثره عليك وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك)).
أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) وابن حبان في ((صحيحه)) وصححه الإمام الألباني رحمه الله.
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟
قال: نعم.
قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟
قال نعم.
قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟
قال نعم.
قلت كيف؟
قال: ((يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس)).
قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟
قال: ((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)).
أخرجه مسلم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((والى ذلك الإشارة بقوله الزم جماعة المسلمين وإمامهم يعني ولو جار ويوضح ذلك رواية أبي الأسود ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك وكان مثل ذلك كثيرا في إمارة الحجاج ونحوه قوله تلزم جماعة المسلمين وإمامهم بكسر الهمزة أي أميرهم زاد في رواية أبي الأسود تسمع وتطيع وان ضرب ظهرك وأخذ مالك وكذا في رواية خالد بن سبيع عند الطبراني فإن رأيت خليفة فألزمه وإن ضرب ظهرك فان لم يكن خليفة فالهرب)) اهـ.
يا دعاة الفتنة أليس في الضرب ذل؟
فهل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله: ((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)) دعوة للذلة؟!
عجب لكم يا دعاة الخروج، هل أنتم أغير على المسلمين من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟
كذبتم والذي لا إله غيره، فخير الهدي هدي محمد عليه الصلاة والسلام.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((قد قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث آخر اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك واعلم أنك سوف تقتص منه يوم القيامة من حسناته فإن بقى من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئات من ظلمهم ثم طرح عليه ثم طرح في النار والعياذ بالله الأمر مضبوط ومحكم لا يضيع على الله شيء)) اهـ.
ثم يا دعاة الضلال أليس في أخذ المال قهرًا بغير حق من ولاة الأمر نوع من الذل؟
فهل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله: ((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)) يأمرنا بالذل؟!
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((وإذا قدر أن ولي الأمر أخذ أكثر مما يجب فإن ذلك ظلم لا يحل لولي الأمر أما صاحب المال فعليه السمع والطاعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك)) اهـ.
وبهذه الوصية أوصى سلفنا الصالح، ولم يروا في هذا ذل وهوان كما يقول دعاة الفتن والافتتان.
عن الزبير بن عدي، قال: أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: ((اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم ))، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم).
أخرجه البخاري.
وعن سويد بن غفلة، قال: قال لي عمر: (يا أبا أمية، إني لا أدري لعلي أن لا ألقاك بعد عامي هذا، فاسمع وأطع وإن أمر عليك عبد حبشي مجدع، إن ضربك فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن أراد أمرا ينتقص دينك فقل: سمع وطاعة، ودمي دون ديني، فلا تفارق الجماعة).
أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)).
قال الإمام الآجري رحمه الله في ((الشريعة)): ((فإن قال قائل: الذي يحمل عندك قول عمر رضي الله عنه فيما قاله ؟ قيل له: يحتمل والله أعلم أن نقول: مَن أمّرَ عليكَ من عربي أو غيره، أسود أو أبيض أو عجمي، فأطعه فيما ليس لله فيه معصية، وإن حرمك حقا لك، أو ضربك ظلما لك، أو انتهك عرضك أو أخذ مالك فلا يحملن ذلك على أن تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله، ولا تخرج مع خارجي يقاتله، ولا تُحَرّض غيرك على الخروجِ عليه، ولكن اصبر عليه)) اهـ.
وهنا أذكر ما لقي الإمام مالك والإمام أحمد من الضرب من ولاة أمرهما ولم يأت أنهما نزعا يدا من طاعة.