عذابُ القبر.. بين الواقع والخيال (الحلقة الثانية) *نعيم | الدر العاملي
عذابُ القبر.. بين الواقع والخيال (الحلقة الثانية)
*نعيمُ القبر وعذابه في القرآن*
كثيرةٌ هي الآيات التي تعرضت لنعيم القبر وعذابه، ولو أردنا استعراض جميع الآيات المتعلقة بذلك لكتبنا مؤلَّفاً مستقلاً، ولكن نكتفي ببعض الآيات ليتحقق المطلوب من بيان الحق في المسألة وإقامة الحجة على أهلها.
*فالآية صريحةٌ بأن الشهداء ـ منذ اللحظة الأولى لقتلهم ـ أحياء عند ربهم، وهذا نعيمٌ؛ وليس فقط أحياءً بل أيضاً يرزقون، وهو نعيمٌ أيضاً.* ثم قال تعالى واصفاً لحالهم بعد الموت: {فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ…} ولم يقل: بما سيؤتيهم، بل آتاهم.. إلى آخر الآيات. ولولا خوف الإطالة لفصَّلنا الكلام في هذه الآيات، غير ان هذا المقدار كافٍ في المطلوب إن شاء الله.
الآية الثانية *نعيم القبر للسعداء* قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ…} سورة هود
وهذه الآية صريحة في اثبات جنة القبر لأهل السعادة، *بدليل قوله تعالى: {مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}،* أي في الدنيا، لأن السماوات والأرض لا تدوم بعد قيام الساعة بشهادة قوله تعالى: {يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ}. إبراهيم [48]
الخطاب في الآية لحبيب النجار، وذلك بعد أن قتلوه، مما يشير إلى أنه لم يكن بين قتله بأيديهم وبين أمره بدخول الجنة أي فاصل زمني، *فدلَّ على أنها جنة البرزخ.*
ويؤيده قوله: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ}! مما يعني ان هذا القول في الدنيا، لأنهم في الآخرة سيعلمون بدون أن يتمنى كما لا يخفى.
كذلك قول الله بعدها: {وما أنزلنا على قومه من بعده…} يفيد أن الجنة التي دخلها هي جنة البرزخ.
*في الحلقة القادمة نستعرض بعض الآيات الدالة على عذاب القبر، وقانا الله وإياكم منه بحق سادات الشفاعة محمَّدٍ وآل محمَّدٍ (صلَّى الله عليهِ وآلِه).*
