عذابُ القبر.. بين الواقع والخيال (الحلقة الثالثة) *تحدث | الدر العاملي
عذابُ القبر.. بين الواقع والخيال (الحلقة الثالثة)
*تحدثنا في الحلقة الثانية عن نعيم القبر في القرآن، وفي هذه الحلقة نستعرض بعض آيات عذاب القبر قي القرآن:*
الآية الأولى *عذاب القبر لآل فرعون* قال الله تعالى : {وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}[غافر].
تحدث القرآن في هاتين الآيتين عن عذابين لآل فرعون، الأول وهو سوء العذاب، والثاني وهو أشد العذاب.
ولا خلاف في كون زمان العذاب الأول هو الدنيا، وزمان العذاب الثاني هو الآخرة، لقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ} الدال على أن زمن العذاب الأول قبل قيام الساعة!! *فيتعين أن يكون المراد بسوء العذاب لآل فرعون هو عذاب القبر على نحو الحصر.* وأشدَّ العذاب عذاب يوم القيامة.
وهذه الآية ظاهرةٌ في أنَّ عذاب الظالمين يبدأ بنفس اليوم الذي يموتون فيه، فالملائكة يقولون للظالمين ـ وهم في غمرات الموت ـ {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ..}، *مما يعني أن عذابهم يبدأ بمجرد موتهم، وهو صريحٌ في ثبوت عذاب القبر كما لا يخفى.*
وهذه الآية أيضاً صريحة بعذاب القبر لمن كان شقياً، بدليل قوله تعالى: {مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}، *وتقدم معنى ذلك في الحلقة الثانية،* فراجع.
ونكتفي بهذه الآيات دليلاً على نعيم القبر وعذابه لمن طلب الحق ولم يكابر.
*في الحلقة القادمة نستعرض بعض روايات عذاب القبر،* مما صحَّ عن عدل الكتاب محمَّدٍ وآلِهِ الأطياب (صلَّى الله عليهِ وآلِه)، ونسألكم الدعاء
