Get Mystery Box with random crypto!

استمعتُ لحديث امرأة من أهل الشام عن عاداتهم الجميلة التي نشارك | • ‏قناة البيت السلفي ؛✨

استمعتُ لحديث امرأة من أهل الشام عن عاداتهم الجميلة التي نشاركهم إياها بشأن الحياة الأُسرية:

الأب عندنا هو الأول. أمهاتنا تغرسُ هيبتهُ بنفوس الأبناء فتهدد وتتوعد بهِ ممّا يسهل تربية أبنائها بوجود قدوة يهابونها. الأبُ يهتم أن يكون محترماً في بيته أكثر من اهتمامه أن يكون محبوباً، ما فائدة أولاد يحبون آباءهم وهم يستصغرون رأيه وكلامه ودوره؟

حينما يعود من العمل ولأن غالب نسائنا ربَّات بيوت فإنهن يستقبلنه بالمواساة بكلماتٍ طيبة حنونة "الله يساعدك، قواك الله، الله يعينك". هناك دور متسلسل تقوم به فتيات المنزل، فالأخت الصغيرة تخلعُ الجوارب في العادة بكل حُب وهي التي تتوسل له:(بابا، بابا، اجلسْ لأَخلعَ جواربك)، أما إن كان مرهقاً وتعاني قدمهُ من تورم فإن الأم عادة ما تجلبُ إناء ماء دافئاً وتدلك له قدمه وكأن قدمها هي المتألمة.
أخرى من البنات تقفُ على باب الحمام متى ما نادى على الثياب أعطتهُ. لم ألمح رجالاً من قومنا يحضرون ملابسهم بأيديهم. إن كان موعد غدائنا قبله، فإن قطعة اللحم الكبيرة والمفضلة يجب أن تبقى للأب، و يجب أن يقدَّم له الطعام الأفضل دون تأخير، فيُؤْتَى بالشاي قبل أن يقوم من محله.

أما حذائهُ وثيابهُ وعطوره؛ فهذِه نُربى عليها من كثرة ترديد الأم لعبارات: (ادهني حذاء أبيك علّهُ يخرج مساءً، حضري ملابسه لنكويها لصلاة الجمعة، هذا عطر أبيك لا تستخدميه فينفذ..) ونحن والله ثم تالله لم نشعر يوماً إلا أننا مقصرات بحقهِ، بل في رمضان ونساؤنا تنامُ في دعة، تذكرنا الأم: نحنُ منعمات، كل هذا بفضل الله ثم أبيك، الآن الشمس تحرقهُ والعطش يوجعهُ والضعف يؤذيه، فنلهثُ داعيات بأن يرزقه الله ثباتاً وصحةً وعمراً!
هذا ما تورثه الأمهات للبنات، هذِه التفاصيل تُمكن المرأة من السيطرة على فؤاد زوجها فتأخذُ منه ما تريد، بل إنهن عندما يُردْن نصح المتزوجات يقلن: تعلمي من فلانة كيف هي مسيطرة على زوجها بالدلال وفي كل مكان صارعتنا به وبهداياه وكرمه!
أما فلسفة الصراع والتمرد فهذِه لا تدعو إليها غير مراهقات الفيسبوك اللاتي قرأن رواية غبية قالت لهن: الرجل عدو. وغالبهن بلا زواج وليس لديهن تجارب. يلهثن بغباء مدقع فلسفة الحداثة.
هذا الأمر حقيقة قالتهُ لي صديقات مصريات ومغاربيات وشوام أنه الحالة الطبيعية التي تربين عليها في مدنهن البعيدة عن الإعلام والمسلسلات والأفلام أو عن المدن الكبرى، وأراهُ من حكمة المرأة التقليدية المشرقية.