Get Mystery Box with random crypto!

غياب المربي وأزمتنا الكبرى إن الأزمة الكبرى التي قد تكون تسبب | السبيل

غياب المربي وأزمتنا الكبرى

إن الأزمة الكبرى التي قد تكون تسببت في كثير من الخلل هي أزمة المربّي الذي غفل عن معنى التربية الحقيقة ولم يمتلك أدواتها وكلنا ذلك الشخص إلا من رحم ربي.

تلك المهمة العظيمة والمسلك الأهم في الأمم، هي التي خرّجت أجيالًا صالحة في تاريخنا منذ عهد المربي الأول وحتى يومنا هذا، فإذا غاب المربّي أو اهتزّت وظيفته حدث الخلل في البناء التي ترقى به الأمم وتتفوّق به على غيرها.

لذلك كان السلف يرون أن من اعتمد على الكتاب وحده كثر خطؤه ويرون أن مصاحبة العلماء والفقهاء هي من تصنع العالم أو المفكر، لأنه يتربّى من أفعالهم ويأخذ من تصوراتهم، وتنقش في قلبه طريقتهم في القراءة والتعلم والسؤال والرد ومخاطبة الناس والتعامل معهم وفى قضاء الأوقات والأحوال.

وإذا كان عالم اليوم يسحب دور المربّي شيئا فشيئا ليكون التلقّي من أجهزة صماء لا تملك حسًّا ولا فهمًا لكنها تحمل أفكار الدنيا على سعتها واختلاطها وتشعبها، فإن الأهمية تزداد ليكون لدينا في مواجهة ذلك المربّي الجامد إنسان رباني يدرك قيمة الإنسان ودوره ومهمته في الحياة ويريد أن يعيده إليه.

ولا ريب أن هناك من فَقَدَ المربّي، لكن الله حفظه ورباه ووجهة الوجهة الصحيحة ووجد من خلال بحثه وقراءاته وتعلمه طريقه الذي يتزكّى به ويصبح إنسانًا على ما يحب الله ويرضى، لكن هذا النموذج ليس هو السائد، وليس هو ما يحدث في الغالب، بل الغالب الذي نرى عليه ناشئتنا أنهم أحوج ما يكونون إلى من يأخذ بأيديهم إما من الداخل إذا رزقوا آباء مربّين، وإمّا من خارجه ممّن يدركون هذه الحاجة وفرّغوا أنفسهم لها.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "صناعة المربي.. المهمة الأصعب والأهم!" بقلم: فاطمة عبد المقصود العزب
http://bit.ly/30iaq3C