Get Mystery Box with random crypto!

فيما يسمونه #يوم_المرأة_العالمي مررت بسوق تجاري كبير فكان أول | السبيل

فيما يسمونه #يوم_المرأة_العالمي مررت بسوق تجاري كبير فكان أول ما رأيت من ملبوسات النساء هذا الشعار على إحدى قطعها:

"Empowered Women Empower Women" = النساء الممكنات/القويّات يمكّنّ النساء الأخريات

ثم ما إن التفتت للناحية الأخرى حتى وجدت فراغ ذاك الشعار بل وعكسه تماماً متمثلاً أمامي..

صور عملاقة على طول الجدار ليافعات لا يلبسن إلا بضع خرق رقيقة يسمونها "ملابس سباحة" ليبعنها بأجسادهن، والناس يجانب تلك الصور كبيرهم وصغيرهم إناثهم وذكورهم، يافعهم وكهلهم يتمشون وكأنها غير موحودة، لا يلتفتون إليها إلا لملاحظة القطع التي تعرضها ثم البحث عنها بين الرفوف وعلى العلّاقات..

لا أحد يبالي بتلك الإنسانة التي عُرِضَت في الصورة كجزء من ديكور المحلّ وزينة جداره..

لا أحد يسأل عن تطبيق الشعار الذي أعجبوا به قبل ثوانٍ واقتنعوا به لدرجة أن يدفعوا مالهم ليجدوه مطبوعاً على الملابس..

لا أحد يبالي بتحوّل نفس تلك الفتاة المكرمة إلى أداة تسويقية رخيصة لا قرار لها ولا رأي، تلبس وتقف وتتمايل بأمر وكالة الأزياء والمصور والمخرج..

لا الشركات تكترث ولا الناس تفيق من سكرتها، يكفي أننا نكتب شعاراً جذاياً على الثياب، لا يعنينا مكنون الكلمات ولا تهمنا المعاني أو القيم أصلاً..

فقط أخبرونا بالذي سيخرج المال من جيوبكم وسنقوله، لكن إياكم أن تظنوا أننا نكترث لأمركم أو نحمل هم قضيتكم فعلاً!

فكلّكن في النهاية أدوات لجلب مزيد من الأرباح لنا! لا فرق في ذلك بين الزبونة وبين العلّاقة البشرية التي نوظفها!

وهذا مثال صغير على الكذب الصريح الذي يمارسه دعاة #النسوية والتحرر في الغرب وطلابهم لدينا اليوم..

كمّ كبيرٌ من الشعارات الجميلة الجذابة التي يقولها قائلها ليرضي عنه السامعين ويستجلب حاجته منهم، وهو في الوقت ذاته لا يعبأ بمكنون ذاك الشعار، بل ويعمل بضده من حيث لا يشعر تابعوه.

تسنيم راجح