Get Mystery Box with random crypto!

إن كان لأحد دور في إنشاء الإنسان سويًّا منذ صغره، فإن هذا الأم | السبيل

إن كان لأحد دور في إنشاء الإنسان سويًّا منذ صغره، فإن هذا الأمر منوط بالدرجة الأولى بالأب والأم والأسرة، فللأسرة الدّور الأكبر في إنشاء الطفل السويّ، بعيداً عن القسوة والإهانة والتّعنيف، وبالاهتمام بصحّته الجسديّة والنفسيّة، وبتعليمه ووقايته من كل مصابٍ، والوقوف إلى جانبه عندما تعترضه مشكلة ما.

إنّ كثيراً من الأسر المهاجرة أصابها القلق من أن يتأثّر أبناؤهم بالثّقافة الجديدة، فتعصّبوا لوطنيّتهم وتقاليدهم، مع أنّ كثيراً منها ليس من الإسلام في شيء، فأحاطوا أنفسهم خوفاً عليها بأسوارٍ تعزلهم عن المجتمع الجديد، لدرجة ألّا يتعلّموا لغة المهجر الذي لجأوا إليه رغم أنها باتت لغة أطفالهم أيضاً، ونسوا أنّ أبناءهم يقضون أكثر أوقاتهم خارج هذه الأسوار، فهم لم يحاولوا فهم ثقافة تلك البلاد ليفسّروا لابنهم طبيعة الاختلافات التي بينهم، ولم يتعلّموا مالهم من حقوق ليدافعوا عنها ويستردّوها إن تعرّض أحدٌ منهم لظلم، فاستحالت هذه الأسوار مع الأيام إلى حاجز بينهم وبين أطفالهم، فالطّفل قد صار أجنبيّ اللّغة والملبس والثّقافة، بينما أهله مازالوا على لغتهم وثقافتهم، وكأنّهم حفروا خندقاً حول السّور ليبقى ولدهم حبيساً فيه متخبّطّاً لا يعرف كيف يخرج من أزمته، ولا إلى أيّ طرفٍ يجب أن يذهب.

المزيد في جديد مقالات "أبناؤنا في المهجر، إلى أين ينتمون؟" بقلم: هبة الله البغدادي البارزي
https://bit.ly/3fJYLU0