Get Mystery Box with random crypto!

عُرض على ال mbc منذ أكثر من ١٠سنوات برنامج the biggest loser ا | السبيل

عُرض على ال mbc منذ أكثر من ١٠سنوات برنامج the biggest loser الخاسر الأكبر كنت حينها في الثانوية، في العمر الذي نحلم به أن تتحقق كل رغباتنا وآمالنا بأقل جهد وأبسط تكلفة (مازلت) فكان تأثير البرنامج علي وعلى من حولي كالذي يشاهد سحراً، ولا نكاد نصدّق أعيننا من نتائج المتسابقين والفروق الكبيرة في أوزانهم بين الحلقة والتي تليها.. متناسين الجهد والعناء والمشقة والوقت وكل وما يرافق ذلك من مشاعر إحباط ويأس وحماس وأمل وصبر..

يُتبع برنامج الأوزان ببرنامج لجويل، تستضيف فيه سيدات مهملات لأنفسهن ، على قدرٍ بسيطٍ من الجمال، وقدرٍ أقل من الثقة بالنفس، لتحوّلهن أنامل جويل إلى حسناوات فاتنات أنيقات تدمع أعين الأزواج شكراً وامتناناً على هذا التجديد والتحوّل الخارق.. ونصفق نحن الجمهور المتعب من المحاولات البائسة مع أسرار ونصائح التجميل الشرقية والغربية، المنزلية والكيماوية، لهذا النصر الجديد الذي يداعب مشاعر أي أنثى ترى في نفسها عيباً ما كان ميئوساً من تصحيحه، والآن بات متاحاً وبأسرع الطرق.

بُرمجنا تدريجياً على استشعار جمال وروعة الإنجازات، وحلاوة طعم الانتصار، خاصة أمام تلك المعارك الخبيثة المريرة التي نواجهها ضد أنفسنا، بأسرع وقتٍ ممكن، فكان زمن الحلقة لا يتجاوز ال٤٠ د ، وقد تكون النتائج على حلقتين لخلق روح الترقب لدى الجمهور
فنتوقع نحن كمتابعين رؤية تغييرات جذرية لأشخاص نشاهدهم على التلفاز في غضون فترة لا تتجاوز الأسبوعين.

الأمر تطور الآن، وصرنا مع مقاطع الدقيقة والدقيقتين، نشاهد كل ما يخطر على البال، من شخص فقد وزنه، وأخرى هندست جسدها، وآخر طوّر مواهب أطفاله، وأم أنجزت قراءة ١٠٠٠ كتاب مع أطفالها، وثانية تعلمت ٤ لغات في سنة وغيرهم.

إلى أين أريد الوصول؟

إلى عصر السرعة الذي يمر أمامنا ومن بين أيدينا متجاهلاً بُطء أجسادنا وبطء قوانين الطبيعة
فأبسطها قانون الزراعة والنمو، لا يمكنك ولن تستطيع أن ترى زهرة تتفتح لمجرد أن تضع بذرة في الأرض، تحتاج عاملين أو ثلاثة، أهمها الزمن و استمراية الرعاية والثبات على ذلك والصبر على النتائج.

وأفظع نتاجات السرعة علينا هي استعجالنا للنتائج، فنفقد الإنجاز بتركنا العمل
اليوم نسبة السمنة حول العالم هي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في عام ١٩٧٥

وتنخفض عتبة التركيز خلال ٢٠ سنة من ١٢ ثانية إلى ٨ ثوانٍ لتتفوق علينا سمكة الزينة الذهبية التي تستطيع التركيز ل ٩ ثوانٍ!!

والأهم من ذلك كله هو فقدان اللذة بكل شيء
فالطعام الصحي الذي لا يعطينا نتيجة على الميزان خلال يومين نملّ منه، والطفل الذي لا ينعدل سلوكه بعد تطبيق نصيحة ما ، يُشعرنا بالإحباط وتصير معه الأمومة والأبوة عبء لا يطاق.

والعلم الذي لا نحصّله من أول كتاب أو كتابين (إن وصلنا لمرحلة القراءة) نهجره ونتقوّل عليه الأقاويل (انظر من صار يطعن بالتراث الإسلامي، وهو لم يحط بنقطة من بحر ما فيه!)

وإن كنت تظن أن الناس سيتكاتفون ويضعون حداً وعلاجاً لهذا الانجراف الذي يدفعنا للهاوية، فدعني أفسد أحلامك البريئة بهذه الجملة من موقع digital information world بأن مطوري البرامج ومواقع الويب يستفيدون من إحصائيات الزمن والمدة التي يقضيها أحدنا على محتوى ما قبل أن ينتقل لغيره، ليوفروا لك ما يناسب قلة صبرك، بحيث لا تملّ منهم وتبقى مشبوكاً !

زمننا يدفعنا للسير بسرعة الضوء، وإنسانيتنا تحتاج البطء والتمهل والتروي والصبر
ولعلنا في رمضان نعين أنفسنا على الإمساك بهذه العجلة وركنها على جنب، والبدء بإنجازات (بسيطة) بخطى ثابتة بعيدة عن ضوضاء المتسارعين.

أعاده الله على الجميع بالصحة والخيرات

Nura Jendawi