Get Mystery Box with random crypto!

'دعِ الخلق للخالق!' في ظل الفردانية المقيتة التي تغزو مجتمعات | السبيل

"دعِ الخلق للخالق!"

في ظل الفردانية المقيتة التي تغزو مجتمعاتنا وانتقال عدوى تقديس الحريات ومركزية أهواء الإنسان إليها؛ ينبغي أن نذكّر بالتالي..

عبارة "دعِ الخلق للخالق" لم ترد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على لسان الصحابة أو التابعين أو غيرهم من السلف الصالح رحمهم الله البتة!

(السجع في العبارة وخدعة الفصاحة فيها لا يسوغ فحواها شرعياً ولا يمنحها قبولاً على منحى التطبيق)

لكن الذي ورد في كتاب الله وسنة رسوله وطريقة النبيين قبله والسلف بعده هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتخويف من ترك هذه الشعائر، بل وجعل التواصي بالحق والصبر أحد شروط النجاة من الخسران الذي يودي إليه مرور الزمان على الإنسان الجالس دون إيمان وعملٍ صالح.

فالله تبارك وتعالى أرسل النبيين ليرشدوا ويعلمو وينصحوا ويوجهوا، لو "تركوا الخلق للخالق" لما نشروا علماً ولا دعوةً عليهم الصلاة والسلام، لما قام ابراهيم عليه السلام لمحاججة قومه وتحطيم أصنامهم، ولما وقف موسى وهارون عليهما السلام أمام فرعون ينهيانه عن تعبيد بني إسرائيل والتكبر في أرض الله، لما نهى شعيب عليه السلام قومه عن الغش في الكيل والميزان، ولما عاب لوطٌ عليه السلام على قومه الفاحشة التي كانوا يأتونها في ناديهم وهم بها مستمتعون وفرحون.

عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه ﷺ: إنّ أوّل ما دخل النّقص على بني إسرائيل أنّه كان الرّجل يلقى الرّجل، فيقول: يا هذا اتّق اللّه ودع ما تصنع فإنّه لا يحلّ لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلمّا فعلوا ذلك ضرب اللّه قلوب بعضهم ببعض، ثمّ قال: [لُعِنَ الَّذِينَ كَفَروا مِنْ بنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ داوُدَ وعِيسَى ابنِ مَرْيمِ ذلِك بما عَصَوْا وكَانوا يعْتَدُونَ، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعلُون تَرى كثِيرًا مِنْهُمُ يَتَوَلَّوْنَ الَّذينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ إلى قوله: ﴿فَاسِقُونَ] [المائدة: 78-81]

ثمّ قال: كلاّ، واللّه لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهونّ عن المنكر، ولتأخذنّ على يد الظّالم، ولتأطرنّه على الحقّ أطرا، ولتقصرنّه على الحقّ قصرا، أو ليضربنّ اللّه بقلوب بعضكم على بعض، ثمّ ليلعنكم كما لعنهم. (رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن.)

ومن المؤكد أن هذا ليس إلغاءً لشروط وآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا لفقه هذه الشعائر التي ينبغي ان تؤدى بعلمٍ على سنة رسول الله وهديه صلى الله عليه وسلم، وتوجهاً لله سبحانه وتعالى.

تسنيم راجح