Get Mystery Box with random crypto!

ومن الخطأ أن تحاسب المرأة على فقدانها خارج إطار الزواج دون محا | السبيل

ومن الخطأ أن تحاسب المرأة على فقدانها خارج إطار الزواج دون محاسبة منصفة وعادلة وذاتها للرجل الذي يرتكب نفس الجُرم. وهذا ما يجب محاربته. الإنصاف والاحتكام للشرع الذي حدد العقوبة العادلة والتي تقع على الجنسين بنفس الطريقة والقدر هو ما يجب الدعوة له. أما جرائم قتل الشابات ظلما حتى ممن لم تفقد لا عذرية ولم تمارس فاحشة فهو قمة الظلم، وقاتل النفس ممن يذوقون أقسى أنواع العذاب يوم القيامة.
'
رغم هذا لا يجب أبدا اتخاذ السبيل المتطرف وهو الدعوة لعدم اعتبار "عفاف الإنسان" أمرا مهما.. فتصبح من تعف نفسها وتحفظ جسدها التي تستبيح نفسها لكل من اعتبرته حبيبا! ويصبح الرجل الذي يفحش مع كل امرأة مساويا للرجل المتعفف الذي يغض بصره ويعف نفسه عن ممارسة الحرام!

والمشكلة أن دعوات النسويات اليوم تكرس لفكرة المساواة في الفاحشة وتعدد العلاقات وتغيير العلاقات وال one night stand وال friends with benefits وغيرها من سبل تكرس للممارسة الجنسية بلا أي ميثاق يحفظ الحقوق ويضمن الالتزام والصدق والمسؤولية والجدية.

ومن منطلق تحرير المرأة من كل القيود حتى تجريدها من الأخلاق ساق لصناعة فكرة ال bad bitch وهو مصطح معناه حرفيا: العاهرة الفاسدة أو السيئة. ولكن يستخدم لوصف المرأة القوية المستقلة، سيدة جسدها التي تفعل به ما تشاء، والتي تدبر أمورها ولا تحتاج لرجل إنما تختار رجلا يحترم "قوتها وإنجازاتها" حتى لو كانت بالتعري وتجارة الجسد أو استخدامه لتسويق المنتجات.
يمكن سماع هذا المصطح يتكرر مرارا على لسان أشهر أيقونات الفن الأمريكيات ممن يعتبرن وجوها للنسوية. فتجدهن عند كل مؤتمر وفي كل أغنية يرددن أنهن bad bitches.
المشكلة أن هذا المصطلح متعدد الصيغ والاستعمالات، وكان سابقا يستخدم للإهانة والذم والاحتقار، لكنه اليوم يستخدم لوصف القوة والنجاح والأنوثة!
بل إن كل من على الواجهة الإعلامية وعلى مواقع التواصل هن بالفعل ممن يستسغن العهر ويبررن له ويمارسنه وفق قوانين العصر الجديد.
'
كل شيء يكرس لهذه الثقافة، ثقافة الانحلال من الأفلام، الإعلانات، الروايات، البرامج، المسرح، الفن وحتى الأنظمة المدرسية التي تنظم حفلات ال prom والمناسبات الأخرى التي يُسمح فيها بالحصول على أول موعد غرامي وأو قبلة وأول ممارسة.. كعلامة "نضج" وانتقال لمرحلة التحرر والاستقلالية.
بل يتم السخرية اليوم من المتعففين والمتعففات واتخاذهم نكتة ووصفهم بالجبناء وتصويرهم في الأفلام بصورة المتخلفين وحتى مظهرهم محافظ وخجول ومتردد. فأصبحت مسبة عندهم أن ينعت الناس أحدا بالأعذر أو العذراء.. فيقولون "such a virgin"! ونجدها أكثر النكات ابتذال في كل comdey act أو عرض كوميدي من برامج ال stand up comedy أن يلجؤوا لنكت ال virgins. لإضحاك الناس!

كل هذا ليس فقط لاستسهال استغلال المرأة بل لأجل أهداف مالية خاصة، لأن المال = القوة!!
تقنين الدعارة، بيع المنتجات التجميلة، تصدير مزيد من مؤثرين بصور أجسادهم وفنون التجميل، والملابس الفاضحة ومزيدا من ضخ فكرة الجواهر = علامة قوة وثراء، وتطبيع عمليات التجميل، وتطبيع سلوكات ضارة بالصحة كالتدخين وإقناع الناس أنها "علامة قوة وتمرد"، وكل منتجات الحفاظ على الشباب، بل حتى الرياضة fitness ودعايات الغذاء الصحي وكل منتجات ما له علاقة بعبادة الجسد.. هدفها واحد: المال.. الذي يستحوذ عليه أباطرة العالم ويخدمهم وحدهم، لذلك فإن من أكبر مصالحهم أن دعموا المنظمات النسوية المتطرفة لأنها تخدم حرفيا ذكوريتهم وخزائنهم المالية، وبذلك: عصافير بربع حجر واحد!
••
جهاد حَجَّاب | ~