Get Mystery Box with random crypto!

الحمدلله لأننا عباده.. كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إ | السبيل

الحمدلله لأننا عباده..

كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام للتهجد قوله: “اللهم لك الحمد، أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد، لك ملك السماوات والأرض ومن فيهنّ .. ولك الحمد، أنت ملك السماوات والأرض ..” (صحيح البخاري)

تفكرت طويلاً في معنى حمد الله لأنه الملك والمالك سبحانه، وتساءلت كيف يكون انفراده تعالى بالملك نعمةً كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمده عليها، حتى استشعرت لهذا الحمد أثراً عظيماً في نفسي من خلال وقفات كثيرةٍ وجدتها حين رددته وتأملت فيه..

- منها أن الله هو الذي يملك كل ذرة فينا، هو الذي يدبر كل خلية في أجسادنا وكل خاطرة في قلوبنا، فلا شيء من ذلك متروك للزمن والصدف العشوائية والظروف المتقلبة تغيّره كيف تشاء بشكل مهمل لا حكمة فيه..

- منها أنني أشعر بكرم الله وفضله العظيم يغمرني، فهو القوي الغني العليم الفعال لما يريد وأنا الأمة الصغيرة الضعيفة في هذا الكون الفسيح وعلى الأرض التي يشاركني بها ملايين بل مليارات أخرى من مخلوقاته، وهو سبحانه مع ذلك يراني ويسمع ندائي وهو قريب مني يجيب دعوتي، هو الملك الحق، ومع ذلك فهو يلطف بي ويحيطني بحفظه ورعايته وتوفيقه، هو الذي يبقي عيناي تعملان ثانية بعد أخرى، هو الذي يبقي قلبي نابضاً دقيقةً بعد أخرى، وهو الذي يبقي الدم جارياً حتى أدق الشعيرات الوعائية في أصابعي، لا تأخذه سنةٌ ولا يدع ملكه..

- منها أنني جعلت أعدد نعم الله النفسية والدينية عليّ وأتفكر في أنها ملكه وبه ومنه، فارتاحت نفسي من خشية الكبر والفخر، فصلاتي بتوفيق من الله الذي مكنني من القيام والثبات والتلاوة والحركة والرغبة فيها جميعاً، كلماتي التي أكتب ههنا بمنّة من الله الذي أعطاني بعض البيان ووفقني لبعض الخواطر ثم تفضل علي بالوقت وفراغ الذهن لأخرج ما عندي، وكذلك هم من يقرؤون لي ومن يظنون بي خيراً أو شراً.. جميعهم مثلي ملك لله عبيد له وحده، لا أملك لهم ولا لنفسي ضراً ولا نفعاً، وأعلم أن الفضل والتوفيق الذي نريد جميعاً بيد الله..

- ومنها أنني اطمأننت لأن ما أريد تقديمه وعمله لنفسي وأسرتي وأمتي بيد الله، هو الذي يملك أن يوفقني له وهو الذي يملك أن يمنعني عنه، وإن منعني عنه فهو لا بد لحكمة لا أعلمها، ولو شاء الله لأجرى الخير الذي يريد على يدي أو يد غيري، لو شاء الله للذي أريد أن يكون لكان سواء بي أو بدوني، فلا حاجة للقلق ولا لإثقال النفس بما لا تطيق، لا حاجة لملء اليوم فوق الوسع، فالذي دبر الكون قبل مجيئي سيدبره بعدي، والذي دبر أمري سيدبر أمر أولادي، لا الخير متوقف علي ولا هو مرهون بي، ومهما أرادت نفسي أن تطلب أن تكون من سيغير العالم فإن عليها أن تتوقف عند حدها وتطمئن له بفضل مالكها..

وسبحان الله وحده له الحمد والفضل والمنه في كل حال وفي كل حين..