Get Mystery Box with random crypto!

إنّ الذين لا يبذلون جهدًا في البناء التربوي لهم ولأبنائهم في ه | السبيل

إنّ الذين لا يبذلون جهدًا في البناء التربوي لهم ولأبنائهم في هذا الزمان، ولا يشيّدون بناءً فكريًا راسخًا يستطيعون به تحصين أنفسهم من نوازل هذا العصر، ونقل هذه الحصانة لذريتهم، مُعللين ذلك بأنّ الناس في عصر النبوة لم يكونوا على علمٍ بهذه النُسُق التربوية، ولا تلك القريحة الفكرية، وخرج منهم رواد الأمة وعظمائها.

والحق أنّ من يردد هذا الكلام في عصرنا واقعٌ في وهمٍ كبير ناتجٌ عن قصور في تصور الواقع، أو كسل وتقاعس عن العمل بمقتضى العلم، إذ إنّ المسلمين في عصر النبوة لم يكونوا في حاجة إلى تعلُّم تلك المهارات لأنهم كانوا أناسًا يمتلكون فطرة سليمة ونفوسًا سوية، ويعيشون في حاضنة مجتمعية سمتها الأبرز التسليم لله ولرسوله وطاعتهم، فنشأت الأجيال بشكلٍ طبيعي على ذات المنوال، فلم يحتج الآباء بذل جهد إضافي للحفاظ على أبنائهم أو القيام بمقاومة الوسط الخارجي لفساده.

أما نحن فلا يخفى على ناظرٍ إلى الواقع أنّ كل هذه المقومات التي تمتع بها جيل الصحابة وجعلت من مهمة التربية شيئًا يسيرًا تلقائيًا، تكاد تكون منعدمة في زمننا هذا، لذا وجب علينا للحفاظ على المحجة البيضاء التي بُذلت لها الأرواح لتصل إلينا، الاجتهاد لتكوين وابتكار تلك المقومات من جديد ولو في الدوائر الصغيرة حتى نوفر بيئة للأبناء تسمح لهم بالنمو بشكلٍ سوي فيها.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "شوقًا إلى رسول الله.. خطوات عمليّة في الاقتداء به" بقلم شيماء مصطفى
https://bit.ly/3IiyudU