Get Mystery Box with random crypto!

أمام التغول المادي، و سطو الجفاف والآلية على كافّة نواحي الحيا | السبيل

أمام التغول المادي، و سطو الجفاف والآلية على كافّة نواحي الحياة، هنا حيث دخلت النفس سراديب التخبط في التشييء من أكثر أي وقت مضى، وهنا حيث غدت النفوس أكثر جوعا للتصدر وإحراز لقب الواجهة ب "أنا" منتفخة تجيد أكثر من أي شيء ثني عطفها، قد يُحشَرُ اللين والسهولة والقرب بكل ما تحمله من مكارم في زاوية ما أكل عليه الدّهر ومضى، وتطغى بالمقابل الغلظة الشاذّة والمعاملة الحانقة بالمثل لئلا يوصم بالضعف..

وكما هو الحال تغدو النفعية ولا شيء غيرها هي ما يحكم العلاقات، والإشكال ههنا ليس في النفعية ذاتها لأنها مما جُبلت عليه النفوس ولأنها أساس التسخير والتعاون بين الخلق، لكن الله الذي فطرنا سبحانه جعل الخيط الناظم لعلاقة التسخير والانتفاع هو المرحمة والفضل، فيكون الإشكال هو قطع هذا الحبل والغرق في المعادلات والحسابات المادية بلا حفظ لسجلات الفضل والرحمة! وبالتالي تموت في الإنسان إنسانيته ومعه تُفَك الأواصر وتتلاشى!

ولعل لهذا كان القادر على حفظ لين الجانب فيه والسهولة والقرب من الناس ممّن حُرمت النار عليهم، كما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بمن يحرم على النَّار، وبمن تحرم النَّار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل))

ههنا تحديدا وعلى الجانب الآخر تصبح النفس على مسافة صفرية من التقدير بمَن مرّ بها هينا لينا سهلا قريبا..

كوثر الفراوي