Get Mystery Box with random crypto!

في القرن السابع/ الثامن الهجري قدَّم ابن تيميّة ملاحظات كثيرة | السبيل

في القرن السابع/ الثامن الهجري قدَّم ابن تيميّة ملاحظات كثيرة حول ظاهرة الانبهار بالفلسفة اليونانيّة، وتأويل نصوص العقيدة لتوافقها، ويشير في ثنايا دراسته إلى الأسلوب غير النزيه الذي تسبب في تصدعات عقدية في الداخل المسلم: “فيأخذ هؤلاء العبارات الإسلاميّة ويودعونها معاني هؤلاء، وتلك العبارات مقبولة عند المسلمين، فإذا سمعوها قبلوها، ثم إذا عرفوا المعاني التي قصدها هؤلاء ضل بها من لم يكن يعرف حقيقة دين الإسلام”، [مجموع الفتاوى، 17/333]

وفي القرن الثامن/ التاسع دوّن ابن خلدون ملاحظات حول تغالب الثقافات، من مستوى التصرفات والمواقف الفردية، إلى مستوى الروح المجتمعية العامة، وعقد لذلك فصلاً خاصًا كرسه لتحليل هذه الظاهرة، قال فيه:
“الفصل الثالث والعشرون: في أن المغلوب مولعٌ أبدًا بالاقتداء بالغالب؛ في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده. والسبب في ذلك: أن النفس أبدًا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت إليه، إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه، أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلبٍ طبيعي، إنما هو لكمال الغالب، فإذا غالطت بذلك، واتصل لها اعتقادًا فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به، حتى أنه إذا كانت أمة تجاور أخرى، ولها الغلب عليها؛ فيسري إليهم من هذا التشبه والاقتداء حظ كبير”، [المقدمة، 1/283].

واستمرت عملية الرصد لهذهِ التيارات المنكسرة لسلطة الثقافة الغربية، ويمكن لنا أن ننتقي نموذجًا متأخرًا في السبعينيات الميلادية، وهو القانوني الدكتور فتحي عبد الكريم حيث يقول: “دفعهم حماستهم للإسلام إلى أن يثبتوا فيه، بغير دراسة معمقة، كل ما يرونه قد راج في أسواق العالم المتحضر؛ متوهمين أن في ذلك خدمة جليلة للإسلام، فكأن الإسلام في أعينهم طفلٌ يتيم ذليل لا يعيش إلا إذا جعل تحت رعاية رجل ذي قوة ونفوذ، أو هم يخافون أن لا تكون لهم عزة من حيث كونهم مسلمين؛ إذا أخرجوا للناس مبادئ من دينهم مثل مبادئ النظم الاجتماعية السائدة في عصرهم، فإذا راجت الديمقراطية كان الإسلام ديمقراطيًا، وإذا راجت الاشتراكية كان الإسلام اشتراكيًا، وإذا راجت نظرية سيادة الأمة كانت هذه النظرية من نظريات الإسلام”، [الدولة والسيادة في الفقه الإسلامي، 81]

المزيد في جديد مقالات السبيل: "الهدي النبوي في مقاومة تهديدات الهوية الإسلامية" بقلم هدى أبو هاشم
http://bit.ly/3IK8W9N