Get Mystery Box with random crypto!

الموقف السياسي يقترح أن تكون المعاملة بالمثل مع المعتدين والظا | السبيل

الموقف السياسي يقترح أن تكون المعاملة بالمثل مع المعتدين والظالمين، إذ لا استكانة مع الغزاة، وهذا المبدأ الذي عُرفت به كل الشرائع السياسية، والناس لا تريد أن تفهم أن الإسلام ليس محض دعوة روحانية بل هو شريعة ربانية دنيوية وسماويّة؛ وهنا يحدث الاختصام بيننا وبينهم، فهم يرون في الإسلام دين محضًا ونحن والراسخون في العلم يرونه شريعة تنظم حياة المسلم من ألفها إلى يائها.

وحين لا يريدون الاعتراف بذلك يتهمون الإسلام بأنه دين عدوانية، ولو اعترفوا بالشريعة لاتضحت الصورة، لكنهم يريدونه دينًا صوريًّا كالمسيحية يبدأ عند باب المسجد وينتهي عنده.

وحتى في الموقف السياسي يجب أن نميز بين السياسة في الإسلام وبين ما نعرفه عن سياسات الدول، فليس من الإسلام هذه الحروب الفتاكة التي نراها تُشَن لإهلاك الزرع والنسل، ولا منها المؤامرات والمكائد وإفقار الدول وضرب المستشفيات كما فعلت أمريكا -مستشفى السودان مثلا-.

إن الموقف السياسي أو الحربي في الإسلام تؤطره أخلاق المسلم، بينما تنبني السياسة الحالية على البراغماتية والعلمانية التي تلغي الأخلاق لصالح المصلحة والمنفعة، فلا ضرر برأيهم في إبادة الهنود الحمر لقاء تأسيس امبراطوريات غربية في قارة أمريكا وهلم جرا.

يقول ول ديورانت في كتابه “قصة حضارة”، [مج4، ج2، ص82-83:
“ولقد كانت جيوش العرب خيراً من جيوش الفرس والروم… لقد كان في وسعهم أن يحاربوا وبطونهم خاوية، ولكنهم لم يكونوا في حروبهم همجاً متوحشين، انظر إلى ما أوصاهم به أبوبكر” فانظر كيف يشير إلى وصايا أبي بكر الصديق رضي الله عنه المعروفة، والتي لن تخرج عنها قلوب العقلاء وأفكارهم.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "نحو فرض نسخة مشوّهة للإسلام.. ماذا تعرف عن تقرير راند؟" بقلم علي الرباج
http://bit.ly/3HhWFs7